2017-05-02 

عَـوْلَمَة القرار السعودي!

عبدالله العمري

كونوا على يقين من أن هناك توجها سعوديا قياديا جديدا في جعل المصدر المسؤول نفسه "صانع القرار" هو من يكون قريبا من الناس لدرجة توضيح التوجهات السياسية أمام الشاشة السعودية كما حدث قبل قليل. المصدر المسؤول نفسه اليوم هو من يلتقي الشعب على الشاشة بخلاف السائد. ويسجلُ هذا المساء تفاعلا جديدا وجها لوجه مع الأسئلة المُلَحة للشعب عن الإسكان والبطالة عبر إجابة صانع القرار لها بطريقة جدّيةٍ وبسيطة.

 

 

 

هذا التوجه الجديد ومن ضمنه ضخ دماء الشباب في عروق الوطن والذي مهدت له القيادة السعودية منذ 2005 حينما أصدر الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله قراره التاريخي بتنفيذ برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي بمئات الآلاف من الشباب؛ أضافت له اليوم القيادة الجديدة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ما يجعله يصل إلى مستويات قياسية!

هذا التوجه الجديد يقود بحنكة دقيقة إلى ما أُسميه " عولمة القرار السعودي " ضمن محيط الشعب نفسه عبر ثلاث ركائز هي عِماد هذا التوجه الجديد.

 

 

 

الركيزة الأولى هي اقتراب صانع القرار من الشعب بصورة عكسية خلاف السائد، أي إن الشعب هو نفسه من يقترب من صانع القرار. فعلى سبيل المثال: حينما يقول سمو ولي ولي العهد للمشاهد شارحا الحال حول التعامل مع إيران " هذا كيف أتفاهم معه؟!.. إلخ.."؛ فذلك في علم القيادة السياسية هو استدعاء طارئ للمواطن للمشاركة في هم القرار السياسي الخارجي بطريقة غير مباشرة تجعل الشعب نفسه في تشارك تفاعلي وظيفي ليصبح هو الداعم والمؤيد والمطالب بما يتناسب مع هذا الأمر، وهو جزء من امتلاك القرار.

 

 

 

الركيزة الثانية هي مكافحة الفساد بشكل علني، وهو الأمر الذي إذا شعرت به الشعوب استقامت ودامت؛ فبوجود الفساد، يتضرر الجميع كما قيل في المثل. وهذا التوجه في إنفاذ مكافحة الفساد يلبي اطمئنان الشعب على صحة أمواله العامة ومكتسبات وطنه ومواردها، وبالتالي شعوره في امتلاك وطنه، وهو جزء من امتلاك القرار.

 

 

الركيزة الثالثة هي تقبل النقد، حيث الاصطدام بالحقيقة يمثل أول درجات الشفاء. وبالتالي تفهم المسؤول لمعاناة شريحة معينة أو أمر ما هو مشاركة لهذه الشريحة قرارها بالمعالجة، وبالتالي شعور الشعب بقيمة رأيه في معالجة الأحداث، وهو جزء من امتلاك القرار.

 

 

 

وأخيرا: فإن هذه الركائز الثلاث هي ما تقود اليوم إلى عـولمة القرار السعودي الذي يأتي تماشيا من القيادة المباركة لمواكبة تطلعات هذا الشعب العظيم.

 

عبدالله بن سعد العمري

كاتب سعودي- الولايات المتحدة

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه