2017-05-09 

ما خلف البريق

رندا الشيخ

هل سبق وأن راقبت ردة فعلك حين تصادف شخصية ناجحة.. لامعة.. ومشهورة في مجتمعك؟ 

 

هل لاحظت أول ما يتبادر إلى ذهنك؟ هل تشعر بالإنبهار المطلق والإرتباك دون أن تفكر في أي شيء؟

 

هل تتأمل هندامه وتحاول تخمين "الماركة" التي يرتديها، أو الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها؟ 

 

 

أم تحاول أن تنصت لحديثه لتفهم كيف يفكر وتكتشف مستواه الثقافي والمعرفي؟ هل تقيم استحقاقه لما يعيشه من نجاح وشهرة أم أن الأمر لا يعنيك بالضرورة ولا تقيم له وزناً؟  

 

 

 

بداية لنتفق على نقطة! نحن هنا نتحدث عن الناجح الحقيقي. ذلك الشخص الذي بنى نجاحه انطلاقاً من لا شيء حتى وصل إلى ذلك البريق الذي رأيته وجذبك إليه! لذا لنستبعد ناجحي الصدفة وناجحي الوساطة وناجحي القيمة صفر!  

 

 

 

لنفكر سوياً في تلك التساؤلات التي قد تبدو بسيطة أو هامشية رغم أنها جوهرية وربما حساسة! لأنك من خلال إجاباتك عليها، ستكتشف حقيقة عن ذاتك وتضع يدك على نمط تفكيرك الذي ربما لم تلحظه وبالتالي لم تدرك تأثيره عليك

 

 

 

السائد أننا حين نلتقي بتلك الشخصيات، وبعد أن ننبهر بحضورهم ونستمتع بتوثيق تلك اللحظات بصور السيلفي، ننساق لواحد من ثلاثة! أن ينتهي الأمر بنشر تلك الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي دون أي اهتمام زائد، أو أن نترك للفضول السطحي حرية الإبحار في التفاصيل دون هدف، وإما أن نبحث عن مكامن القوة وما خلف البريق

 

 

 

في الحالة الأولى لا يأخذ الأمر حيزاً كبيراً من تفكيرنا أو اهتمامنا فسنصفق من دواخلنا ونسعد لما حققه وربما نشعر بالغيرة التي تحفزنا على النهوض من سباتنا، وفي الحالة الثانية سنمارس الجاسوسية المطلقة بلا فائدة تذكر أو نتيجة، فلن يفيدنا أبداً معرفة نوع الرداء الذي يرتديه أو قيمة الخاتم الذي تزين به إصبعها أو إن كان بياض أسنانه أو لون عينيها طبيعياً

 

 

أما في الحالة الثالثة فسنترك العقل يفتش عن إجابات تفسر كيف ولماذا

 

 

 

سندرك من خلال حديثه والكلمات التي ينتقيها ولغة عينيه وجسده أن نجاحه لم يكن سوى نتيجة عمل لا يتوقف، سنستشعر من نبرات صوتها وهي تحكي قصتها أن التحديات كانت كبيرة لكنها كانت أكثر إصراراً على تجاوزها رغم محطات فشل كادت تودي بحياة طموحها، سنتأكد من الإبتسامة الواثقة والروح النقيّة أن النجاح بحاجة لطاقة متجددة لا يقتلها طول المسافة أو وعورة الطريق، سنحظى بأثمن ما يمكن أن يحصل عليه أي مثابر أو حالم أو حتى إنسان

 

خلاصة تجربة كاملة.. ونتيجة تتجسد أمامنا بخياراتها الخاطئة والصحيحة التي صنعتها..!  

 

 

 

أختم مقالي بالقول: إنه ليس من المخجل أن نتعلم كل يوم شيئاً من غيرنا! المخجل أن نسلك طريقاً مجهولاً لا نملك خارطته ثم نتذمر حين نضل الطريق! فالحياة ليست طويلة كفاية لتعيد طريقك من أوله! أليس كذلك؟

  

 

@Randa_AlSheikh  

 Randa_sheikh@yahoo.com 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه