2017-06-20 

رسالة #سيلفي .. التنمر وجناية #المجني عليه

رؤية : ناصر بن محمد العُمري - المخواة

تفاصيل صغيرة في هذه الحياة قد تلقي بظلالها علينا فتكون بقية تفاصيلنا  إنعكاساً لها وكأنها أعتقلتنا عنوة فبتنا مرتهنين لها، فيما تلك التفاصيل نفسها قد ترسم لمن كان ضالعاً في حدوثها شكل نهايته  المأسآوي.

 

 

 

تلك هي الرسالة التي حملتها حلقة المجني عليه من مسلسل سيلفي في اطلالته الثالثة . ولربما أنها قالت للشباب من مشاهدي المسلسل. (راقبوا تصرفاتكم  ) فلحظة طيش واحدة قد تكون كافية تماماً لتحطيم إنسان  وتجعلك في مرمى نيرانه الحارقة  -وإن بعد حين- لتشمل النار المضطرمة  أبرياء لاذنب لهم أكثر من كونهم  من ذويك.

 

 

 

هذا ماحدث  تماما للطفل (ياسر) حين يتعرض للإختطاف من قبل جارهم ( ناصر القصبي). الذي سبق أن تعرض لموقف مؤلم من والد ياسر حين كانا في مرحلة شبابهما الأولى - كما يظهر أحد المشاهد الخاطفة.

 

 

ذلك الموقف المؤلم الذي تعرض له الجار ترك ندبة هائلة في إعماقه وإنهياراً هائلاً في تكوينه النفسي  أثر حتى على توافقه الإجتماعي  فيحتفظ  بالألم الذي يكبر ككرة الثلج حتى  تحين الفرصة للانتقام حين تسوق الصدف غريمه للسكن  في الشقة المجاورة.

 

 

 

ويجد الطفل ياسر يلعب أمام الباب ليخطفه إنتقاماً من والده بأثر رجعي لكن الحلقة لاتقر بذلك ولا تسلم به من اللحظة الأولى  

فالكاتب  كان ذكياً  حين بنى مشاهد درامية  تجعلنا كمشاهدين عند إختفاء الطفل ياسر.

 

 

 

نعيش ( أفق الانتظار) الذي ينأى بالدراما عن المباشرة

ونجح البناء  الدرامي في  صناعة  ( الفخ ) للمشاهد  عبر مشهد ذكي   يشبه الجملة الاعتراضية حين يظهر فيه والد ياسر في عمله يرفض معاملة لترسية مشروع على أحد المقاولين. يحتد مع هذا الموقف الجدل  حتى يصل الأمر تهديد المقاول  لأبي ياسر بانتقام مر. وهو مايحضر في بال والد ياسر  وهو وسط فجيعته الخانقة  بأختفاء أبنه.

 

 

 يستحضر الموقف ويبلغ عن هذا الشخص الذي ينكر أمام الجهات الأمنية علاقته بإختفاء الطفل .

 

 

 تتوالى المشاهد وتتزايد الوالدين  الوالد المفجوعين  بفقدان أبنهما  حين يسرب الجاني ( ناصر القصبي ) مشاهد مصورة للأبن على جوال والده وهو يستغيث ثم يحمل  ملابسه وحذائه ليضعها أمام بيت والده إمعاناً في الإنتقام  من والده وزيادة الضغط عليه 

حيث لا أقسى من تأتيك استغاثاةأبنك المختفي وانت لاتستطيع تقديم أي عون.

 

 

بل لا تعرف له طريقاً  لتعيش أقسى انواع الألم والعذابات 

وفي ذات الوقت يبدي  ( ناصر القصبي ) تعاطفاً  ظاهرياً كبيراً مع أسرة الطفل ياسر. ويحث زوجته ( ريماس منصور) -بدم بارد - للوقوف إلى جانب أسرة الضحية مؤكداً لها أنهم يمرون بظرف قاس وأن واجب الجيرة يملي عليهم الوقوف إلى جانب جيرانهم.

 

 

   

 وهذا مايعين المخرج  أوس الشرقي  على النجاح طوال وقت الحلقة في المحافظة على  شد الانتباه وصناعة أفق انتظار مشوب بتوتر عالي لدى المشاهد بإخفاء تفاصيل وجه  المجرم  بالتزامن مع هذا التعاطف الظاهر . وقبيل  النهاية يجر المجني عليه بالأمس وجاني اليوم  ( ناصر القصبي ) .

 

 

 

الجاني بالأمس والمجني عليه اليوم ( إبراهيم الحساوي) بذكاء إلى مكان احتجاز ابنه في أحد البيوتات المهجورة.

 

 

وهناك يذكره بفعلته الشنعاء وماسببه له من الآم دفينة فيحاول  الحساوي تبريرها  لكن لاينجح في ذلك لأن الألم دفين ليجهز عليه بقتله في لحظة مؤلمة  أخذت المسلسل بإتجاه خط التراجيديا وغيرت مساره باتجاهها.

 

 

 

رواد مواقع التواصل كما هي العادة  تناولوا الحلقة  بالنقاش عبر موقع تويتر  وكان هناك إجماع على أن الحلقة نجحت في تسليط الضوء على قضية مهمة  مؤكدين أنها كانت بمثابة مقاربة درامية لموضوعات التنمر والتحرش وآثارها المدمرة.

 

 

 

كما لم يفت بعض المغردين تناول الموضوع بالتأكيد على أن  القضاء يحاسب المجني عليه. متجاهلاً  السبب الحقيقي خلف  هذه الجناية.

 

 

 

فيما أشار مغردون  إلى أن الحلقة أشارت بذكاء إلى أهمية  الاهتمام  بالعلاج  للمجني عليهم وأهمية إعادة التأهيل النفسي  لمن يتعرض لمثل هذه الجنايات في مرحلة ما من عمره .

 

 

 

تلك النقاشات التي تناولت الحلقة على منصة تويتر دفعت بوسمالمجني عليه للترند. كماهو حال معظم حلقات سيلفي  والتي  تواصل إستئثارها بالمشاهد. وبالحوارات حولها.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه