2017-06-24 

ماذا تعني وليمة #كابسارك للوسط الإعلامي؟!

د.فيصل مرزا

هل وصل الحال بمركز الملك عبدالله للدراسات البترولية "كابسارك" كمركز أبحاث الى أن يقيم وليمة للوسط الإعلامي فقط للرد على الإنتقادات حول أدائه؟! أيعقل ان يكون مسؤولي وزارة الطاقة، جزءا من هذه المناسبة ومشاركين فيها ليدافعوا عن المركز بدون النظر إلى اخفاقاته؟! بل ومحاولين توجيه انتباهه الاعلاميين السعوديين عن المركز، لإبقاء صرح الرمال بعيدا عن أمواج النقد؟!

 

 

ألم يكن الأولى بمسؤولي وزارة الطاقة، وقد سلموا للمركز الخيط والمخيط،  أن يعملوا على تحسين الأداء بحزم في زمن الحزم لحل مشكلة المركز الاساسية الواضحة كالشمس، والمتمثلة في مسؤولي المركز الأجانب؟!

 

 

ولعل من المفيد ان أحيل إلى غيري فدونكم مقال الدكتورة عزة السبيعي في جريدة الوطن مؤخرا، حيث أشارت بموضوعية إلى أن "دعوة مؤسسة بحثية إعلاميين لمائدة طعام يعتبر مؤشر خطير جدا"!!

 

 

كان على كابسارك ان يتحدث عن الإنجازات البحثية التي كان من المفترض أن يقدمها اداء لواجب خدمة الوطن، لا أن يستمر في ذر الرماد في العيون ... وبدل تعميق البحث في مجال الابحاث بدأ بتعميق الفشل بالتمويه بولائم نتائجه المخيبة للآمال!! ولكن لماذا؟!

 

 

الإجابة واضحة جدا كما انها مؤسفة جدا، وهي: 

 

 

عدم وجود شيء له قيمة يقدمه كثمرة لكل ماغذي به من إمكانات وميزانيات ضخمة، لأن المركز أذهب كل مقدراته ليكون مرتعا لبعض الفاشلين المرتزقة من الأجانب، الذين يكنزون من خيرات هذا البلد، ولا يكنون له مثقال ذرة من ولاء ... وفي مقالاتي السابقة تكلمت منبها ومحذرا عن ذلك كثيرا. 

 

 

وكنت قد كتبت في السابق الكثير من المقالات التي انتقدت فيها "كابسارك" لا لشيئ سوى أننا جمعيا في هذا الوطن الغالي نتطلع لأن يكون مركز الملك عبد الله للدراسات البترولية "كابسارك" بعد كل ما حشد له من ميزانية ضخمة ومن سبل النجاح أن يكون رافعة حقيقية تنجز الأهداف التي من أجلها أنشئ.

 

 

فهي أهداف عظيمة ولن أتطرق لها في هذه العجالة فقد سبق الحديث عنها. أهداف عظيمة، كانت ستؤدي إلى نقلة نوعية عبر آلية مبتكرة يتم من خلالها إقامة علاقة مهنية متخصصة بين صناع القرار والمراكز البحثية، للاسترشاد بدراساتهم، التي تبنى على أسس علمية، لتجويد القرار الوطني، أمام المتغيرات والتعقيدات الاقتصادية والجيوستراتيجية المتزايدة، والتي تحتاج للبحث العلمي لتحليلها واستشرافها، فيكون ذلك داعما فاعلا لمسار التنمية الحالي ورؤية 2030، ويكون ضمانا لتوفير كل الخيارات، واختيار أنسبها وأكثرها متانة تحقيقا لمتطلبات المرحلة، إلا أن ما صارت إليه أمور المركز تجعلنا نتسأل كلنا نفس السؤال: لماذا لم ينجح كابسارك في تحقيق الأهداف التي من أجلها شيد؟!

 

 

وللإجابة على هذا السؤال بموضوعية أكثر، ولكي لا أصبح المنتقد الوحيد أشركت بعض النماذج المبهرة من الباحثين السعوديين الذين تم تهميشهم من قبل أجانب كابسارك، في عصف ذهني كان تركيزه عن أسباب هذا الفشل ... ولتوسيع دائرة البحث سوف أستعرض بإذن الله في سلسلة مقالات قادمة، نماذج من الإجابة عن هذه التساؤلات بمنهج موضوعي.

 

 

نبدأها بالحديث عن أهداف المركز بعد التعريف به، وما هو الدور الذي كان ينتظر منه، ثم نتناول الأوضاع السيئة التي أصبح عليها، وما مسببات ذلك من غياب واضح لمؤشرات الأداء والانجاز. وسنحاول عقد مقارنة بين "كابسارك" والمراكز القريبة منه في العمل والأهداف. ثم سنعرج على مانراه من بعض الأسباب المهمة التي قد تكون قد أدت لهذا الوضع، وفي الختام سنطرح بعض التصورات التي استقرت عندنا بعد البحث والتقصي لكي نضع البداية للحل.

 

 

 

 

د. فيصل مرزا 

مستشار في شؤون الطاقة وتسويق النفط،  مدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابقا

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه