2017-06-29 

مضامين المبايعة بين المحمدين

د.طالب فداع الشريم

عادة ما تَغلُب في العرف العربي، وفي ذهنيته الجمعية، العواطف والمشاعر الطوباوية التي تبتعد في سحائب المتخيل عن مواجهة حتمية الواقع، ومجرى الأحداث الفعلية.

 

 

 

 إلا أننا في المملكة العربية السعودية، وبما لدينا من إرث حضاري وقيمي ومركز تتجه إليه جباه كل مسلم على هذه المعمورة.. وما لأحد في ذلك منّة.. فالله وحده عازنا وناصرنا تعالى.. حتى تعالينا عن كل دون.. فاعتدنا على صور الحسن الروحي والجمال القيمي، وربما يندر وجودها في مجتمعات مماثلة أو محكومة بقوانين وضعية مادية صرفة وإن بنسب،  فالصور المغايرة والتي دائما ما تكسر يوتوبيا نوازع العصر غير المحققة، والخاضعة لتكريس الوافد الغريب على الاتباع من أطراف تيارات اليسار في دول حوض البحر الأبيض المتوسط ، أو من دعاة الظلام في العالم، ورهائن النظريات الوافدة، التي لا تتجاوز تسلية خواطرهم المسلوبة، والمكلومة نتيجة الفراغ القيمي الذاتي المحض..

 

 

 

 

   لذا فنحن كسعوديين، وخدام لأطهر بقاع الأرض، الحرمين الشريفين، وزوار بيته الحرام، ومدينة رسوله الأعظم عندما نشاهد مبايعة ولي عهد المملكة العربية السعودية السابق الأمير محمد بن نايف ويقدمها بنفس راضية إلى ولي العهد اللاحق الأمير محمد بن سلمان الذي تولاها خلفا له، فإننا لا نبالغ إذا قلنا هذا أمر اعتدنا عليه حكومة وشعبا...

 

 

 

وإن ظهرت أصوات استغراب من هنا أو هناك فإنها لا تعي جيدا ما نحن عليه في هذا البلد المتفرد بخصوصيته واعتزازه بثوابته وإن راج العالم بالتكرارية والتناسخ لهدف السيطرة والكوليانية العالمية، فالمسؤولية لدينا هي التي تجمع ولا تفرق في سبيل المصلحة العامة التي تخدم معقل النور العربي بإسلامها الذي ظل يتآكل لقرون متأخره، فمن اعتاد على  نزاع التقدميين المتكرر على رئاسة جمعية ومكائد أعضاءها التنويريين عبثا لا يستوعب تناقل السلطة لدينا بهذه السلاسة والهدوء...

 

 

 

 

لذا فالرقي صعب، والترقي مُضنٍ جدا ليستوعب الآخر ما نحن عليه من تعال فوق المصالح الدونية، والنظرات الضيقة.

د. طالب فدّاع الشريم

@taleb1423

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه