2015-10-10 

واشنطن تحاور الأسد.. كيف حدث هذا؟

من القاهرة، مصطفى علي

لم يكد يمر أسبوع على تكهنات خبراء بأن الغرب سيضطر في النهاية التعامل مع رئيس النظام السوري بشار الأسد باعتباره أمرا واقعا، إذ نشرت وكالة رويترز منذ عدة أيام أبرزت فيه دور حلفاء الأسد في دعم موقفه ميدانيا، في الوقت الذي بدى فيه الغرب أقل دعما للمعارضة المعتدلة. ومع دخول الحرب السورية المدمرة عامها الخامس الاحد، قالت الولايات المتحدة انه سيكون عليها ان تتفاوض مع الرئيس السوري بشار الاسد في اطار مساعيها ل"احياء" محادثات السلام في سوريا. وبحسب تقدير وكالة الأنباء الفرنسية فقد أدت الحرب في سوريا إلى مقتل ما يزيد عن 215 الف شخص وتشريد نحو نصف عدد السكان ما دفع جماعات حقوق الإنسان إلى أتهام المجتمع الدولي "بخذلان سوريا". وكانت قدر نشرت الرياض بوست تقريرا بعنوان "مأساة سوريا.. العالم ليس على مستوى الأزمة" أبرزت فيه تقارير أممية كشفت إنخفاض معدل أعمار السوريين بسبب الأعمال القتالية، وإخفاق مجلس الأمن في حماية السوريين، وصعوبة وصول المساعدات اللازمة للشعب السوري، فضلا عن مقتل العشرات من العاملين بالمجال الصحي على يد قوات النظام. وتشترك في النزاع القوات الحكومية والجماعات الجهادية والمقاتلون الاكراد وما تبقى من مسلحين غير جهاديين. ولا تزال الجهود الدبلوماسية متوقفة بعد أن أخفقت جولتان لمحادثات السلام في أحداث اي تقدم، كما فشل اقتراح بوقف اطلاق النار في مدينة حلب ثاني اكبر مدن سوريا، بناءا على مبادرة المبعوث الأممي دي موسترا. وبعد سنوات من التاكيد على أن ايام الأسد باتت معدودة، أعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري أن على واشنطن أن تتفاوض مع الأسد لإنهاء الحرب، بحسب ما نقلته وكالات الأنباء. وقال كيري في مقابلة اجريت السبت "حسنا، علينا أن نتفاوض في النهاية. كنا دائما مستعدين للتفاوض في اطار مؤتمر جنيف 1"، مضيفا ان واشنطن تعمل بكل قوة من اجل "احياء" الجهود للتوصل الى حل سياسي لإنهاء الحرب. إلا ان المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف نفت حدوث أي تغيير في السياسة الاميركية. وقالت في تغريدة على موقع تويتر ان كيري "جدد التاكيد على سياسة راسخة اننا بحاجة الى عملية تفاوضية مع وجود النظام على الطاولة - ولم يقل اننا سنتفاوض مباشرة مع الاسد". واقر كيري بضرورة ممارسة ضغوط اكبر على الاسد "لكي نوضح له ان الجميع مصممون على السعي الى تحقيق هذه النتيجة السياسية، وان يغير حساباته بشان التفاوض". ويبدو تصريح كيري مربكا للمحللين إذ جاء بعد تخصيص واشنطن ل 70 مليون دولار مساعدات للمعارضة السورية المسلحة المعتدلة، وفي الوقت الذي تتعاون فيه مع أنقرة في تدريب قوات معارضة سورية. وترفض أطراف عربية سنية أي حل سياسي قائم على وضع ميداني مختل، لصالح بشار الأسد، وتخشى الدول العربية نجاح طهران في بسط هيمنتها على المنطقة بدعم بشار الأسد شمالا في سوريا، ودعم الحوثيين جنوبا في اليمن.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه