2017-07-20 

من الرياض..#قراءة في واقع العلاقات #السعودية #الأوروبية ومستقبلها

من برلين حازم الآغا

أكدت مستشارة السياسة العامة  نورة العجاجي على أهمية تطوير علاقات الشراكة والتعاون بين المملكة العربية السعودية ودول الإتحاد الأوروبي بما فيه مصلحة الجانبين على المستوى الأمني والإقتصادي.

 

 

 

مركز كارنيغي أورد في هذا السياق تقريرا للعجاجي ترجمته عنها الرياض بوست طرحت فيه المستشارة السعودية ملامح العلاقات السعودية الأوروبية ومستقبلها .

 

 

وتؤكد  العجاجي في هذا الإطار  بأن الاتحاد الأوروبي لديه علاقة مستقرة وثابتة مع المملكة العربية السعودية حيث يعترف الاتحاد ودوله الأعضاء بالمملكة باعتبارها فاعلا سياسيا واقتصاديا ودينيا مؤثرا في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، باعتبارها  أكبر منتج للنفط في العالم؛ ومؤسس وعضو بارز في مجلس التعاون الخليجي ومجموعة العشرين في الوقت الذي  ما تزال  فيه هذه العلاقة تشكل اساس للحوار السياسي بين الشريكين.

 

 

وتضيف  المستشارة السعودية أن صناع القرار في دول مجلس التعاون الخليجي أجروا  مناقشات مختلفة مع نظرائهم في الاتحاد الأوروبي حول خبراتهم في التعاون الاقتصادي وسبل تيسير السياسات التجارية والمالية.

 

 

وقد شملت المواضيع التي تمت مناقشتها كيفية توحيد العملة  والانتقال من اتحاد جمركي إلى سوق واحدة كما أنشأ الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي فرقا من الخبراء لمعالجة المسائل القطاعية مثل تحديات الاقتصاد الكلي والتعاون في مجال الطاقة.

 

 

وتشير العجاجي   أنه و على مدى السنوات العشر الماضية، انتقلت المملكة العربية السعودية بشكل كبير من اقتصاد مغلق نسبيا تهيمن عليه الهيدروكربونات ومقاومة للاستثمار الأجنبي المباشر إلى اقتصاد مفتوح يرحب بتدفقات رؤوس الأموال الأجنبية.

 

 

 وقد لعبت إزالة بعض الحواجز الاستثمارية بعد انضمام المملكة عام 2005 إلى منظمة التجارة العالمية دورا رئيسيا في العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والسعودية خاصة وأن الرياض تتمتع، بسوق استهلاكية محلية سريعة التوسع، ومشاريع استثمارية كبرى تدعمها الحوافز الحكومية في الوقت الذي ساهم فيه إطلاق الرؤية السعودية 2030 في تبسيط الأنظمة لتشجيع المزيد من الاستثمارات الأجنبية وخاصة الأوروبية منها.

 

 

كما كان هناك تعميق كبير في العلاقات الدفاعية بين المملكة العربية السعودية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وفق العجاجي فمع انتشار الاضطرابات السياسية في الشرق الأوسط، تبنت المملكة العربية السعودية موقفا أكثر صرامة تجاه الصراعات الإقليمية.

 

 

هذا وتنبع  العلاقة الدفاعية المتنامية بين الاتحاد الأوروبي والسعودية في المقام الأول من عدم الاستقرار في المنطقة، إلى جانب ظهور جماعات إرهابية مثل الدولة الإسلامية لذلك تعد مكافحة هذه التنظيمات  في صلب الجهود الأوروبية والسعودية لمكافحة الإرهاب، خاصة بعد وقوفها وراء  الهجمات الإرهابية في أوروبا والمملكة العربية السعودية.

 

 

وتتباين العلاقات الدفاعية والأمنية بين الرياض والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، حيث تعد المملكة المتحدة وفرنسا مصدري الدفاع الرئيسيين للسعودية  في الوقت الذي تسعى فيه رؤية  السعودية 2030 لتوطين الصناعات الدفاعية في البلاد حيث من المتوقع أن تستمر المملكة في التعاون مع الاتحاد الأوروبي حول التدريب على الدفاع، والاتصالات، ونقل التكنولوجيا.

 

 

 

وفي سياق متصل تشير المستشارة السعودية  إلى انه و على الرغم من أن الجانبين يتمتعان  بعلاقة قوية وإيجابية بشكل عام، إلا أن التوترات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية ظهرت في بعض المناطق مع تفاقم أزمة اللاجئين حيث فشل المجتمع الدولي في تفهم وبيان حقيقة جهود الرياض في معالجة أزمة اللاجئين.

 

 

 وتعدد  العجاجي   مبادرات السعودية الرامية لحل أزمة اللاجئين ففي عام 2015، أطلقت المملكة الحملة الوطنية السعودية لدعم اللاجئين في سوريا، وهي الحملة  التي أنشأت 57 برنامجا ومشروعا إغاثة للنازحين السوريين في جميع أنحاء العالم كما إستضافت المملكة اكثر من 5 الاف سوري منذ بداية الحرب كفلت لهم الحكومة السعودية كل حقوق المواطنة.

 

 

 

كما برزت انتقادات أوروبية أخرى للمملكة العربية السعودية، وتحديدا في مجالي حقوق الإنسان وحقوق المرأة دون مراعاة التاريخ أو المعايير الثقافية في المملكة حيث أغفلت هذه الانتقادات ما حققته المرأة في المملكة العربية السعودية  من إنجازات هامة في السنوات الأخيرة في جميع المجالات وليس أدل على ذلك من تعيين  سعوديات على رأس مؤسسات مصرفية كبرى.

 

 

 

وتختم  المستشارة السعودية  بالتأكيد على أنه وفي وسط الأزمات السياسية والاقتصادية المتنامية في المنطقة تبرز الحاجة الملحة  لتعزيز العلاقة بين المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي واستكشاف سبل جديدة لتنويع التبادل التجاري والإستثماري بين الجانبين حيث تسعى السعودية للاستئناس بخبرة دول الاتحاد الأوروبي في  التعافي من الأزمات والمضي قدما بقوة أكبر من ذي لتضع نفسها كزعيم عالمي في قلب العالمين العربي والإسلامي.

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه