2017-07-22 

#طلاق أم إنطلاق؟!

غالية خياط

طلاق المبتعثين أمر متداول بين الأسر السعودية الشابة وأن إذاعة خبر الطلاق أصبح مألوفا بين العائلات، والظاهرة  في ازدياد بنسبة ٢٥٪ من المبتعثين تم طلاقهم كما ذكرت صحيفة المدينة في عام ٢٠١٤ حسبما ذكر  في ملتقى التواصل الأسري.

 

 

وهذه النسبة لم تكن باهتة بقدرما هي نسبة مفجعة. تضاربت الأراء من حيثات أسباب الطلاق من أسبابها تحمل المسؤولية، ومن أرجعها لسبب سرعة الارتباط بقصد السفر، وأن يكون هذا الزواج مجرد جواز سفر لكلا الطرفين. ولكن الحياة خارج حدود العادات والتقاليد وتحت ضغط الحياة الحقيقية التي تكشف عن جوهر الإنسان من أخلاق والصبر على مشاق الحياة التي تبزر الفكر الحقيقي للشخص عند مواجهة الحياة من تحمل مسؤولية الدراسة من جهة والاختلاط بالعالم الخارجي الجديد من جهة أخرى وإضافة لمهام الزواج التقليدية من تربية الأطفال، والاهتمام بالمنزل، والزوجة.

 

 

 كل هذه الأسباب تجعل من الزواج عائقا للأزواج لا يقدرون على القيام به وحدهم كما في داخل السعودية  حيث تقسم مهام التربية على أهل الأم أو أهل الأب؛ وكذلك يجد المبتعثون العون المادي من الأهل داخل حدود الوطن ولكن في الخارج من الصعب جدا التواكل على الأهل لأسباب القوانين الصارمة في إخلاء السكن أو السجن في حال عدم الدفع أو عدم القيام بتربية الأطفال التربية السليمة. 

 

 


‎ومن منظور أخر للطلاق، قد يكون الزوجان منسجمان في داخل الوطن، ولديهم أسرة مكونة من أبناء وبنات وجاءتهم فرصة الإبتعاث، ولكن فترة الإبتعاث فرصة لإعادة إكتشاف النفس والأهداف وكذلك تغير لكثير من الرسوخ البالية التي تشربتها النفوس من تلقاء المجتمع وتربية التعودثم يأتي قرار الانفصال على غير العادة بعدة عشرة طويلة الأمد، وذلك الطلاق يكون مسبق التخطيط والقرار. 

 


‎بلا شك أن المجتمع مصدوم من لقاء تلفزيزني قريب عبر شاشة عربية بين مبتعثين أعلنوا طلاقهم ومازالوا محترمين بقائهم أمام أبنائهم، فحياة الإبتعاث غيرت من مفاهيم كثيرة سائدة في المجتمع كالإنفصال لابد أن يكون عبر المحاكم ؛ ويترتب عليه الكره  والضغائن. لكن الطلاق قرار ونصيب كما هو الزواج تماماً له كل الترتيبات التي تعد للزواج. ولكن الأمر الذي جعل الطلاق بصورة عدائية هو عدم التخطيط له ويكون عادة نتيجة لموقف عصبي وقرار غير مدروس كما هو في الزواج. 

 

 


‎البعض أختار الطلاق كنقطة إنطلاق وليس نقطة خسارة وتذمر، انهاء حياة المتزوجين سواء ميتعثين أو غيرهم هو فن إحتواء المشاكل الزوجية والحد من الاستنزاف النفسي الذي يؤثر على الأسرة والإنتاج الفكري الذي سافر من أجله المبتعثون وتصبح الحياة بلا هدف مجرد أيام تمضي بين الهروب والإنزواء النفسي أمام المجتمع يتضح أن الكل سعيدا والواقع غير ذلك.

 


‎فالطلاق هو الرصاصة الأخيرة في الحروب بين الزوجين لتصبح سلاماً ما بعد الأزمة و نقطة تحول لصفقة بأقل الخساير النفسية في نفوس الأبناء.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه