2015-10-10 

الإعلام قادر على إشعال الحروب

من القاهرة حسين وهبه

أصبح الإعلام قادر على تحريك مسار الأمور ، بل أصبح قادرًا على إشعال الحروب ، هذه القوة التي يستخدمها البعض لتأجيج أفكار باطلة ومعادية في عقول الناس . كتب بول كريغ روبرتس الخبير والسياسي الأمريكي على صفحته الشخصية في الإنترنت نقلتها روسيا اليوم أن السياسيين والإعلام في الغرب يدفعون العالم للحرب، مشيرا إلى أن دعايتهم المعادية لروسيا أدت إلى نشر القوات الأمريكية في البلطيق. واعتبر روبرتس أن وسائل الإعلام الغربية تحولت إلى وزارة للدعاية، وهي تؤجج الأجواء في العالم بفرض فكرة الخطر الروسي على عقول الناس، مؤكدًا أن الخطر الحقيقي على العالم ينطلق من قبل واشنطن نفسها. وشدد روبرتس على أن آلة الدعاية الغربية حطمت الثقة بين القوتين النوويتين، وهي روسيا والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الاتهامات الموجهة لموسكو بشأن الاعتداء على دول البلطيق، والتي روجت لها واشنطن، دفعت دول البلطيق لنشر قواتها في تلك المنطقة. وأتهم الخبير الأمريكي الولايات المتحدة بأنها أطلقت حملة تهدف إلى شيطنة روسيا، الأمر الذي يستفز المجتمع الدولي لدخول الحرب. وأضاف الخبير السياسي أنه "من الواضح أن ما يهدد الولايات المتحدة والعالم برمته، يتواجد في واشنطن وليس في موسكو"، مبينا أن الإيديولوجيا الأمريكية للهيمنة على العالم، والتي تنشرها الشركات الأمريكية الساعية لإدارة الموارد في العالم، هي التي تولد الخطر. ووصف روبرتس أن قناة "سي إن إن" الأمريكية تروج دعاية عدائية ضد روسيا تسللت إلى خارج الولايات المتحدة، مثل بريطانيا، حيث خضع مسؤولون بارزون هناك للحمى العسكرية الأمريكية. ويقول محلل في برنامج بانورما الذي يذاع على روسيا اليوم العربي أن الإعلام الأمريكي والغربي يرفض أن تخرج الحقائق للناس ، وأن الغرض من الحملة الدعائية ليس إقناع الرأي العام ولكن تخويفه. من ناحية أخرى يقول نيك كوهين في مقاله في جريدة الغارديان البريطانية نقلتها صحيفة العرب اللندنية، “إن قناة “روسيا اليوم” المقربة من الكرملين تسوق لسياسة بوتين، وخطابها الذي يحاول رسم صورة جيدة عن روسيا." ويواصل كوهين، الذي يمثل تيار الإعلامي الغربي السائد، إن الهدف إلى شيطنة روسيا، هو حصار المنافذ الإعلامية مشيرًا إلى روسيا اليوم التي تحاول التسلل إلى الغرب، مضيفًا تخيل لو قامت روسيا اليوم، بدلا من السعي إلى بث الدعاية لصالح بوتين، ببثّ فكرة أن بريطانيا هي أسوأ من الدكتاتورية. ونقلت الصحيفة عن ديفيد ريمنيك، من صحيفة النيويورك ،أن قناة روسيا اليوم تتسم “بدهاء رائع” فخطابها التحريري منحاز بشكل واضح للسياسات الروسية في الشرق الأوسط، فهي تعالج الملف السوري بطريقة تتوافق تماما مع سياسات موسكو، وكذلك الحال مع إيران وأفغانستان. ويقول ريتشارد سامبروك المدير السابق لـ”بي بي سي”، ومدير مركز الصحافة في جامعة كارديف ل بي بي سي، إنه “من المنظور التحريري فإن موقف القناة واضح، وهو أنها تسير وفق أجندة الكرملين”. وأضاف تغذي “روسيا اليوم”، الجمهور الغربي، الذي يؤمن بأن حقوق الإنسان خدعة وأنّ الديمقراطية وهم. تتمثّل ثاني مهام روسيا اليوم في نشر نظريات المؤامرة التي تساعد السلطة الروسية . وكان وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون قد أعرب في وقت سابق عن قناعته بأن روسيا تشكل خطرا على أوروبا، بقدر تنظيم "الدولة الإسلامية"، مضيفا أن دول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) قد تكون على خط المواجهة. واعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف تلك التصريحات لا معنى لها، وصرح الكرملن أن الوزير البريطاني "يكاد لا يفهم فحوى الموضوع الذي يتحدث عنه". واتهمت الخارجية الأميركية روسيا الأسبوع الماضي بإرسال آلاف من جنودها مع معداتهم العسكرية ليتمركزوا في شرق أوكرانيا دعما للانفصاليين الموالين لموسكو ضد نظام الحكم في كييف. وقالت فيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأوروبية أمام الكونغرس أن روسيا نقلت منذ ديسمبر الماضي مئات المعدات العسكرية بينها دبابات وعربات مصفحة ومدفعية ثقيلة تتبع للجيش الروسي إلى شرق أوكرانيا. ورفضت نولاند الإفصاح عن عدد الجنود الروس في أوكرانيا متذرعة بأن جلسة الاستماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ليست مغلقة ومن دون صفة "سرية". وتابعت أن أوباما صرح بأن "الروس يمولون الحرب في أوكرانيا ويغذونها ويقودونها ويسيطرون عليها". دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر اليوم الأحد إلى تشكيل جيش أوروبي موحد لمنح الاتحاد الأوروبي ثقة أكبر في التعامل مع أي تهديد لسلام أحد أعضائه أو جيرانه، ولإعطاء الجار الروسي انطباعا بأن الاتحاد جاد في "الدفاع عن القيم الأوروبية". وأضاف "من خلال هذا الجيش يمكننا بناء سياسة خارجية وأمنية مشتركة، وسيساعد أوروبا على الوفاء بالتزاماتها في العالم"، مشيرا إلى أن الأزمة الأوكرانية أظهرت الحاجة إلى جيش أوروبي.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه