2015-10-10 

الأسد يرد على كيري: سمعنا أقوال وننتظر أفعال

من القاهرة، مصطفى علي

تلقف رئيس النظام السوري بشار الأسد تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كوري حول أن واشنطن ستضطر إلى محاورة الأسد في النهاية باعتبارها أمرا واقعا برغم تكرار نفي واشنطن لتصريحات وزير خارجيتها. وقال الأسد عندما وجه له التلفزيون الإيراني سؤال حول تلك التصريحات "مازلنا نستمع لتصريحات وعلينا أن ننتظر الافعال وعندها نقرر" وأضاف الأسد في الحوار الذي أعقب لقاءه لمسؤول إيراني الرئيس "أي تغيرات دولية تأتي (..) هي شيء إيجابي إن كانت (..) تبدأ أولا بوقف الدعم السياسي للإرهابيين، وقف التمويل، وقف إرسال السلاح". وطالب الأسد، في تصريحاته التي نقلتها الوكالة العربية السورية الرسمية، بالضغط على الدول الأوروبية وعلى ما أسماها بالدول التابعة لها في المنطقة التي تقوم بتأمين الدعم اللوجستي والمالي وأيضا العسكري لمن وصفهم بالإرهابيين. لكي يعترف بأن التغيير في سياسات الغرب أصبح تغيرا حقيقيا. وكان كيري صرح في مقابلة بثتها شبكة "سي بي اس" الاميركية السبت ردا على سؤال حول احتمال التفاوض مع الاسد، "حسنا، علينا ان نتفاوض في النهاية. كنا دائما مستعدين للتفاوض في اطار مؤتمر جنيف 1". وتابع "الأسد لم يكن يريد التفاوض. (...) إذا كان مستعدا للدخول في مفاوضات جدية حول تنفيذ جنيف 1، فبالطبع. نحن نضغط من اجل حثه على أن يفعل ذلك". وسارعت متحدثة بأسم الخارجية الاميركية إلى توضيح تصريحات كيري، نافية اي تغيير في السياسة الاميركية حيال الازمة السورية وموضحة ان "لا مستقبل لديكتاتور عنيف مثل الاسد في سوريا". وإذ اسفت لعدم اجراء مفاوضات سلام بهدف "وضع حد لمعاناة الشعب السوري"، كررت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي الاثنين "كما كنا نقول منذ وقت طويل، ينبغي ان يكون ممثلون لنظام الاسد جزءا من عملية" السلام. لكنها تداركت أن "الاسد بنفسه لن يكون ابدا" طرفا في هذه العملية و"لم يكن الوزير كيري يقصد ذلك". ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تأكيده في وقت سابق على رفضه أي تفاوض مع الرئيس السوري بناء على تصريحات كيري، واعتبر ان الامر سيكون بمثابة "هدية" تقدم الى تنظيم الدولة الاسلامية. وأعرب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس عن اسفه لتصريحات كيري وقال في تصريح تلفزيوني الاثنين "لن يكون هناك حل ما دام بشار الاسد رئيسا في سوريا". ويبدو تصريح كيري مربكا للمحللين إذ جاء بعد تخصيص واشنطن ل 70 مليون دولار مساعدات للمعارضة السورية المسلحة المعتدلة، وفي الوقت الذي تتعاون فيه مع أنقرة في تدريب قوات معارضة سورية. وترفض أطراف عربية سنية أي حل سياسي قائم على وضع ميداني مختل، لصالح بشار الأسد، وتخشى الدول العربية نجاح طهران في بسط هيمنتها على المنطقة بدعم بشار الأسد شمالا في سوريا، ودعم الحوثيين جنوبا في اليمن.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه