2017-09-06 

السعودية و إيران..تقارب حذر و آمال ضئيلة

من دبي سيف العبد الله

أثار منح إيران تأشيرات الدخول لوفد دبلوماسي سعودي، لتفقد السفارة السعودية في طهران التساؤلات حول إمكانية عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مجدداً، في ظل تشعب الخلافات بين البلدين.

 

 


و حول إمكانية عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أكد مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية في القاهرة الدكتور مصطفى اللباد لقناة دوتشي فيله أنه وبالرغم من أن تقارباً سعودياً إيرانياً سيريح المنطقة، إلا أنه أكد في الوقت نفسه أنه يستبعد حصول تفاهم استراتيجي جوهري بين الدولتين بسبب الخلافات العميقة بينهما ولأنهما قطبا الصراع الدائر في المنطقة أساساً.

 

 

 وأضاف اللباد  "القضايا العالقة بين البلدين لا يمكن حلها عن طريق إرجاع السفراء، فالأمر أعمق من ذلك بكثير، ويتعلق بعدم استعداد السعودية للتخلي عن دورها القيادي في الكتلة الإقليمية التي تعمل أمريكا على حشدها في وجه المد الإيراني في المنطقة، والتي تشمل دولاً أخرى كمصر والأردن وذلك في إطار الخريطة الأمريكية للشرق الأوسط".

 

 

ورغم التصريحات الدبلوماسيين الايرانيين الودية تجاه السعودية، والتي تظهر من  الإشادة بنجاحها في تنظيم موسم الحج ومن تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول إستعداد طهران للحوار مع المملكة، الا أن موقف السعودية يبدو أكثر ثباتا منذ قطع العلاقات الدبلوماسية حيث أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالأمس أن حديث إيران عن تقارب مع السعودية أمر مضحك.

 

 

وفي ذات السياق يؤكد الباحث الألماني والمتخصص بقضايا الخليج سيبستيان زونس أن تحقيق تقارب بين البلدين سيكون من مصلحة المنطقة بأكملها، مشيرا أنه و "بدون تعاون حذر بين أهم قوتين في المنطفة، لا يمكن حل أية أزمة في الشرق الاوسط"، ومع ذلك، فقد استبعد أن يتحقق تقارب كبير بينهما.

 

 

 

وأضاف الباحث الألماني أن توقيت التقارب الغامض مرتبطً بانفراج أزمة الحج بين البلدين، والتي جاءت بعد مشاورات بينهما، مضيفا " يمكن تفسير زيارة رجل الدين العراقي الشيعي مقتدى الصدر إلى المملكة العربية السعودية على أنه مؤشر على اهتمام الرياض من ببناء قنوات جديدة للدخول بشكل غير مباشر في حوار مع إيران".

 

 


 أما عن تأثير هذا التقارب بين البلدين على الدول الإقليمية الأخرى، أكد مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية في القاهرة أن إيران لن تقدم تنازلات كبيرة أو تتخلى عن نفوذها في كل من سوريا واليمن، من دون أن يستبعد أن تتم محاولة "التلطيف" في بعض الملفات، وتابع "قد تقدم إيران بعض التنازلات البسيطة جداً، هذا إن صح تسميتها تنازلات أصلا.

 

 


أما بالنسبة لليمن، أكد زونس أنه بالرغم من أن الوضع هناك سيء جداً، فإن حصول تقارب بين قطبي الصراع  سيكون له أثر إيجابي على اليمن أيضاً. أما الدكتور مصطفى اللباد فقد أشار أنه التحسن الملحوظ في العلاقات السعودي الايرانية سيساهم في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أو إطلاق حوار وطني في اليمن، في إطار "محاولات تلطيف العلاقات" بين البلدين.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه