2017-09-10 

ماذا وراء خطاب السعودية المناهض لطالبان..عزل قطر وإيران ؟

من واشنطن خالد الطارف

وصف الدبلوماسي السعودي مشاري الحربي مقاتلي طالبان بانهم "ارهابيون مسلحون" في مقابلة مع صحافيين افغان، وهو ما يشير إلى إستراتيجية سعودية جديدة  في أفغانستان يبدو أن أهدافها أكثر بكثير من عزل طالبان.

 

 

مجلة  The Diplomat   أوردت في هذا السياق تقريرا للصحفي الأمريكي والخبير في العلاقات الدولية في جامعة سانت أنتوني وجامعة أكسفورد صامويل راماني ترجمته عنها الرياض بوست أكد فيه الخبير الأمريكي  أن إدانة الرياض الأخيرة لطالبان تشير إلى أنها فقدت الثقة في قدرة الجماعة على النهوض بالمصالح السعودية في أفغانستان، وكذلك بسبب تقاربها وتحالفها المشبوه مع إيران.

 

 

 ويضيف راماني أن تزويد إيران متمردي طالبان بالاسلحة والتشجيع الخفي لجهود طالبان لزعزعة استقرار أفغانستان جعل صناع السياسة السعودية يستنتجون أن طالبان لم تعد شريكا يمكن للرياض أن تعتمد عليه أو تتعاون معه في أفغانستان. 

 

 


ولإثبات عدم رضاها على سلوك طالبان، انتقد النظام  السعودي صلات طالبان بالمجموعات الإرهابية وأدان التحالف المتنامي بين إيران و طالبان. 

 

 

 

ويهدف خطاب الرياض المناهض لطالبان أيضا إلى ردع الجهات المانحة خاصة العمال الباشتون في المملكة العربية السعودية عن تقديم المساعدة المالية لطالبان وتشجيعهم على تحويل مواردهم نحو تعزيز تولي الرئيس الأفغاني أشرف غني للسلطة. 

 

 


ولتشجيع المستثمرين السعوديين على تقديم الدعم للحكومة الأفغانية، عقد الملك السعودي سلمان وغني اجتماعا ثنائيا في الرياض في 22 مايو / أيار، حيث أثنى غني على  السعودية خلال ذلك الاجتماع كوسيط فعال محتمل بين كابول والجماعات المسلحة التي تسعى إلى ضرب الاستقرار في أفغانستان . كما اتفق الزعيمان على تخفيف القيود المفروضة على التأشيرات التى تعوق السفر بين البلدين، فيما تعهدت السعودية بقطع التمويل للحركات السياسية الافغانية ذات الصلات الارهابية.

 

 

وفي سياق متصل يشير  الخبير في العلاقات الدولية أنه بالإضافة إلى معاقبة طالبان على شراكتها السرية مع إيران، فإن إدانة  السعودية الأخيرة لطالبان تهدف إلى تقويض فعالية المبادرات الدبلوماسية القطرية في أفغانستان، فمنذ عام 2013، توسطت الحكومة القطرية في محادثات بين الحكومة الأفغانية وحركة الطالبان بهدف تعزيز الحل السياسي للصراع الأفغاني المستمر.

 

 

 كما تسعى المملكة العربية السعودية إلى تطويق طموحات قطر الدولية والاقليمية والكشف عن الدعم الدوحة لطالبان كواحد من أشكال الدعم القطري للارهاب عبر العالم.

 

 

  وفي ذات السياق يشير راماني أن  الحربي أكد للصحافيين في 7 آب / أغسطس إن هناك أدلة دامغة على أن قطر تدعم نشاط طالبان المزعزع للاستقرار في أفغانستان، كما ضغطت السعودية على حليفتها الرائدة في جنوب آسيا، باكستان، حتى تنأى بنفسها عن قطر من خلال تقليص دعمها العسكري لطالبان. 

 

 

  ويختم  الخبير في العلاقات الدولية بالتأكيد على أن موقف المملكة العربية السعودية المناهض لحركة طالبان  يساعد الرياض على تعزيز تحالفاتها الإقليمية الحيوية وعزل موقف قطر من أفغانستان، كما يسهل لها مهمة  اقناع الولايات المتحدة بضرورة الضغط على قطر  لانهاء علاقاتها المريبة مع طالبان ووقف دعمها للارهاب خاصة في ظل عزم ترامب على محاربة الارهاب في أفغانستان.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه