2017-09-23 

الأقلام المرتجفة غرقت في "قطرة"!

د.فيصل مرزا

لم يعد مستغربا أن تصف قطرة نفسها بأنها محيط عباب، وتقيم المؤتمرات الدولية والتحالفات، وتستكتب مرتزقة الإعلام والصحفيين والشعراء لإثبات ذلك، بعد ان نسج لها بعض شياطين ساستها تاجا من الأوهام فصدقته! فراحت تتغطرس في غفلة غريبة، حتى بلغ بها الجهل أن حاولت أن تعبث بتاريخ واستقرار جوارها، فتجاوزت كل الحدود بحثا عن اثبات وهم أنها دولة محورية في المنطقة تملك حق الفصل في الصراعات، رغم أن واقعها بعيدا عن ذلك فهي لا تملك شيئا من المقومات الضرورية لمثل هذه المكانة، من حنكة سياسية متمرسة، ولا قدرة صناعية متفردة، ولا قوة عسكرية، وهذا الوهم أوقعها في محاولة استخدام عامل المال ظنا منها أن المال يمكن أن تنجح بسد عظيم الفجوة التي أحدثتها بتوهمها امكان مزاحمة الكبار في تشكيل طيف الخليج السياسي ومكانته بين دول العالم.

 

 

الذي نجحت به قيادات قطر هو النجاة من بعض التجاوزات في الفترة الماضية وذلك باستغلال حلم وصبر الكبار من قيادات المملكة العربية السعودية الذين تحتم عليهم الحكمة والأصالة والحلم والصفح عن الأخ والجار، ولكن كما يقال لا يمدح المغرور وإن سلم.

 

 

أوقع الغرور صاحبه بوضع اليد مع أخطر التنظيمات في العالم اليوم، وهو تنظيم "الإخوان" رغم كل العهود والاتفاقيات والمواثيق بين دول المنطقة، وبهذا أصبح كل مكتسبات الشعب القطري، رهن هذا التنظيم، احتضنت قادتهم، وأنفقت الكثير على اجتماعاتهم ودعمت مشاريعهم، ومولت مغامراتهم وتجاوزاتهم في التدخل في شئون الآخرين، وراحت تلمع صورتهم عبر قنواتها الخاصة وقناة الجزيرة لما لها من انتشار، عملت على شراء الذمم واستقطاب الإعلاميين المرتزقة والأقلام المستأجرة ممن أغرق سفينته في "قطرة"، وترك سعة بلاده لضيق الغربة ليعمل بما يمليه عليه الدور الذي قبض ثمنه، فراح يتقرب إلى قيادات قطر بمحاولة النيل من بلاد الابى والشمم بدويلة تمول الإرهاب، وتوفر ملاذ آمن داخل أراضيها، فأصبح واضحا أن مستقر تحولات الأموال القطرية يحدد مكامن الخطر والإرهاب فعلاقات الاستثمارات القطرية في الخارج بتمويل الإرهاب، ما هي الا ستار لتحويل الأموال وتمويل الجماعات الإرهابية.

 

 

علاقة قطر بتنظيم الاخوان مهما كانت أوهام المصالح الآنية لقيادات قطر من هذه العلاقة فستكون كارثية! فهذا التنظيم يضع أمامه السيطرة على مصادر القرار في جميع الدول التي يتغلل فيها، وسيبدأ في تنفيذ مخططه بعد امتصاص دماء وأموال قطر، وبعد أخراجها من حاضنتها الخليجية الآمنة لينفرد بها، فيتحقق في هذه العلاقة "أخوة لغير الله آخرها إنا لله".

 

 

فهذا التنظيم عند وضع يده على السلطة لا يميز بين دويلة قطر وغيرها، فهو يعمل بكل جدية في تثبيت أركانه، وتوسيع نطاقات عمله في محاولة تحقيق هدفه المعلن بإقامة خلافة إسلامية بقيادة مرشدهم الأعلى، ويومها ستكون قيادة القطرة قد بخرتها ومحت آثارها رمضاء خيانة تنظيم "الإخوان"، ولا تحين ساعة مندم.

 

 

وهذا مصير عادل ... طالما أن كل محاولات المملكة ودول الخليج وغيرها من الدول الشقيقة والصديقة لم تجدي مع قيادات قطر التي ترفض أن تطهر بلادها وأهلها من براثن هذا التنظيم، ولم تعي أن دول الخليج لايمكن أن تسمح لحفنة من شذاذ الأرض من التحكم في مصائر شعوبها، ودق إسفين الخلافات بين قياداتها وبث الفتنة في بين شعبها، والعبث بمصالحها المحلية والإقليمية والدولية!

 

 

كل يوم يمضي تزداد فيه قوة وصرامة الإجراءات ضد هذا التوجه، فأمن الخليج يجب أن يعي العالم أجمع وليس قطر وحدها أنه الحد الفاصل بين الجد والفصح، فدول الخليج تعلم تماما أن تنظيم "الإخوان" ما هو إلا حصان طروادة لجملة من قوى الشر التي يراد لها أن تعيث في الأرض فساد ويدعي التنظيم زورا محاربتها باسم الإسلام، وينساق خلف هذا الشعار كثير من الدهماء والرعاع ممن استطاعت قطر وإيران استقطابهم من الأقلام المستأجرة، ممن يتآمر على وطنه محاولا الاستقواء بالخارج لخلق حالة من الضغط والتشويش على المملكة للمساومة على مواقف يرون أنها ستقلب كثيرا من المعادلات، بينما لحمتنا الوطنية ستقطع بإذن الله كل معاول الفساد وكل طرق المتربصين بأمن هذا الوطن ... وطن الشموخ!

 

 

 

 

د. فيصل مرزا 

 

مستشار في شؤون الطاقة وتسويق النفط، مدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابقا

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه