2017-10-05 

الملك سلمان في موسكو..طموح روسي متنامي و تحوط سعودي للمستقبل ماذا عن واشنطن؟

من واشنطن خالد الطارف

وصل الملك سلمان الى موسكو  في اول زيارة رسمية يقوم بها العاهل السعودي الى روسيا في مهمة تشير إلى توسع الدور الروسي في المشهد الجيوسياسي في الشرق الاوسط مع اقتراب الحرب  السورية من نهايتها، وكذلك سعي السعودية لبناء تحالفات موازية لحماية مصالحها من كل التطورات المحتملة.

 

 

صحيفة التايمز أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن زيارة الملك سلمان إلى موسكو كان لا يمكن تصورها حتى قبل عامين، بعد أن تدخلت روسيا في الصراع السوري إلى جانب الرئيس بشار الأسد، ضد المعارضة السورية التي تدعم الرياض جزء منها، غير أن التطورات الاقليمية والسياسية و الاقتصادية دفعت باعداء الأمس القريب لأن يكونا حليفين.

 

 

وعن دوافع موسكو من التقارب مع الرياض يشير التقرير أن وصول الملك سلمان التاريخي إلى روسيا ، يكشف بصمة موسكو المتنامية في سياسات الشرق الأوسط خاصة في الأزمة السورية، بالتوازي مع سعي فلاديمير بوتين إلى  تحسين العلاقات مع دول الخليج العربي السنية التي تسعى للحصول على مساعدة روسيا في كبح نفوذ إيران، وكذلك وضع موطن قدم دائم في مستقبل المنطقة من بوابة التحالف مع السعودية قائدة وزعيمة العالم العربي والاسلامي. 

 

 

وفي هذا السياق يؤكد يوري بارمين، خبير العلاقات الروسية في الشرق الأوسط، متحدثا من موسكو: "بالنسبة لروسيا، فستستمر بالتأكيد في عرض صورتها كقوة عظمى في الشرق الأوسط"، مضيفا "انهم يتطلعون الى خلق سياقات و شراكات جديدة مع دول  فاعلة ومؤثرة".

 

 

 

ويضيف التقرير ان الشراكة الناشئة بين روسيا والمملكة العربية السعودية مدفوعة بتوافق بين البلدين حول وضع سوق النفط، حيث تقود الدولتان الآن مبادرة لخفض إنتاج النفط العالمي  من أجل دفع الأسعار إلى أعلى. 

 

 

 ومن المتوقع ان توسع السعودية علاقاتها النفطية مع روسيا خلال زيارة الملك سلمان، جيث من المنتظر ان توقع ارامكو  سلسلة من الاتفاقيات مع الشركات الروسية . كما تدرس المملكة العربية السعودية الاستثمار مع أكبر مقاول حفر بترول،" شركة أوراسيا للحفر"، وفقا لما ذكرته بلومبرج. 

 

 


اما بالنسبة للسعودية، فتشير الزيارة إلى أن الحكومة السعودية تتبع نهجا أكثر توازنا في التعامل مع التنافس  الأمريكي الروسي، فرغم ان السعودية  تعتبر واحدة من اقرب حلفاء الولايات المتحدة في العالم العربي، إلا أنها تسعى في ذات الوقت الى تحسين علاقتها مع موسكو و يظهر ذلك جليا من خلال التوافق الروسي السعودي حول الأزمة السورية و إتفاق أوبك.

 

 

 

و يشير التقرير بأنه و على الرغم من ان ترامب إختار السعودية كمحطة أولى، لأول رحلة خارجية له، إلا ان حماس الحكومة السعودية للتعاون مع إدارة ترامب لمكافحة الارهاب وإيجاد سبل لعزل إيران والحد من نفوذها فب المنطقة قد تلاشى مع مرور الوقت.

 

 


غير أن  جيرالد فيرستاين، السفير الأمريكي السابق لدى اليمن كشف بأنه "ليس بالضرورة أن يكون ذلك مؤشرا على أن السعودية تبتعد عن الولايات المتحدة،  أعتقد أنها استراتيجية سعودية للتحوط  على رهاناتها "، مضيفا  " السعوديون يريدون التأكد من ان لديهم عددا من التحالفات المختلفة التي يمكنهم متابعة مصالحهم الخاصة معها".

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه