2015-10-10 

من أكل «الحاشي»؟

عبد العزيز السويد

السؤال لأمانة مدينة الرياض، الأمين والوكيل وصحة البيئة، والقصة ظهرت في مقطع مصور على الـ«يوتيوب» قام بتصويره مواطن غيور له كل الشكر والتقدير، جمل صغير ميت في سيارة مع شقيقه الحي ينتظران الدخول للمسلخ الآلي بالرياض، وهو المسلخ الخاص بالمتعهدين والملاحم والمطاعم، أي أنه بعيد عن عيون الزبائن وفيهم حقيقة الرقابة. وقفت السيارة بحمولتها الثقيلة، وذهب السائق لقص كرت الدخول، لا يعرف حتى الآن هل كانت بطاقة لواحد أم لاثنين من الحواشي؟ كأني بالحي يتوسط للميت للدخول، عملاً بمبدأ الاستعانة بصديق، والوفاء من شيم الكرام. السؤال الأول كيف يسمح لسيارة تحمل حيواناً ميتاً بالدخول إلى المسلخ؟ ليس هناك من سبب يدفع سائقاً لحمل حيوان ثقيل مثل جمل صغير ميت إلى المسلخ إلا لسلخه وبيع لحمه، إلا إذا كانت الحيوانات تصلي على النافق منها. يدار المسلخ الآلي من مستثمر له قرابة العقدين من الزمان، وتحصل الأمانة على مبلغ بسيط مقارنة بالدخل المتوقع من الذبح واستثمار مخلفات الذبائح، السؤال ماذا أنتج هذا «الاستثمار» للأمانة التي تبحث عن الدخل من لوحة على سطح عمارة؟ المسالخ تدر ذهباً إذا ما أحسنت إدارتها، ويمكن لها أن توظف الكثير من الشباب، بل وتفتح معامل، فهل يدار نشاط استثمار المسالخ بما يكفل صحة المواطن وحفظ المال العام؟ هل تطورت أم بقيت على طمام المرحوم؟ لكن المشكلة أكبر من هذه النظرة الحالمة، القضية في الاطمئنان لصحة اللحوم المذبوحة إذا كانت تمرر بهذه الانسيابية حيوانات ميتة، إن صحة البيئة هي لب ونخاع عمل أي أمانة لمدينة، والوضع لا يطمئن، صحيح أن الأمين لم يعيّن إلا من فترة قصيرة جداً، لكن الفريق الذي يدير الأمانة يعلم التفاصيل. نريد معرفة من أكل الحاشي؟ وهل تم الختم عليه كلحم طازج من المرعى إلى قلة الصنعة؟ ولأن الذكرى تنفع المؤمنين نذكر أن أكل الميتة حرام لعل البعض نسي ذلك وسط خلطة الإهمال والجشع المتبلة بالاطمئنان أن لا محاسبة. *نقلا عن "الحياة"

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه