2017-10-26 

نحن والسياسة الأمريكية

اللواء بدر العثمان

سبحان الله علام الغيوب؛ فقد رزقنا نحن شعوب العالم الثالث الفرص الكاملة لاستعراض ماذا يغيبه عنا الغرب المتمثل بالولايات المتحدة الامريكية، كأعظم قوة على سطح الارض حالياً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

 

فلقد تولى قيادة أمريكا خلال ١٧ سنة الماضية ثلاثة رؤساء، مختلفي الشخصية واللون (وطبيعة الديانة) والعلم السياسي والعسكري؛ دبليو بوش (ذو الديانة المسيحية الاصولية/العنصرية) او هكذا كنّا نقرأ سياسة الرجل الذي تولى منذ سنة (٢٠٠١م) وحتى (٢٠٠٨م) وجعل العالم الاسلامي على كف عفريت طوال فترة رئاسته المشؤومة، والدول العربية تتقاتل او تتنازل لتحدد هويتها الجديدة؛ فهل نحن مع ام ضد بوش وسياسته الرعناء؟ 

 


ثم أتى الرئيس باراك  حسين اوباما (الأسود المسلم ذو الميول الطائفية) او (المهجن المسيحي الطموح) وهو صنيعة الدائرة الخفية التي تحكم أمريكا، وتسعى لإنقاذ ما يمكن انقاذه بعد حكم بوش الابن، وذلك بإعادة دوران العجلة السياسية الامريكية الى اتجاه او سرعة اخرى متغيرة في النوع والمحتوى وهكذا تصورنا، والتي اربكتنا في نتائجها؛ حيث استعدنا العراق تقريباً، ولكننا فقدنا سوريا وليبيا واليمن. 

 


ثم أتى رجل مختلف عن العالم تماماً وفِي كل شيء؛ انه دونالد ترامب (غريب الأصل والدين والمنهج والطموح)، فهو يقول الشيء ويفعل نقيضه تماماً، لسانه يسبق عقله وقلبه، لا يستطيع التمييز بين السياسة الداخلية او الخارجية، او المتاجرة الغير عادلة بين البضائع وحقوق البشر!!! 


فنحن اليوم كشعوب وقيادات عربية واسلامية مُنحنا فرص عظيمة، وذلك بدراسة السياسة الامريكية بجميع صفاتها وأوجهها، ويجب استغلال هذه الفرص فيما يحقق طموحنا اذا بقي لنا طموح؛ وان نستخدم نتائجها وعوامل نجاحها او فشلها الإستخدام الأمثل لنصرة الدين الاسلامي وشرح بل وتوضيح حقيقته، وكذلك تحقيق متطلبات الاوطان والشعوب. 


لقد درسنا حقيقة أهداف الأمريكان ككل اجتماعياً وما تمثله (الدوائر الخفية والسرية، داخل اروقة الحكم الامريكي)، ولدينا الامكانات الفكرية والإنسانية والمادية لننهض بشعوبنا وأوطاننا، ولكن بحكمة اجدادنا القومية والسياسية، وعمق عقيدتنا الاسلامية وشريعتنا السمحاء، وسنة وقيادة واخلاق نبينا وحبيبنا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام.

 

الأعداء كثر من حولنا، وكل فترة رئاسية أمريكية سابقة وحالية، ونسأل الله الرحمة والحماية من القادمة؛ يظهر علينا تهديد محتمل ولكنه مختلف من حيث العقيدة والسلاح والاهداف.

 

والعواصف عندما تتحرك باتجاه فإنها تدمر ما هو في طريقها، وفي نفس الوقت قد تتحطم جهات وأماكن اخرى معنوياً ومادياً قريبة من موقع مرور تلك العاصفة؛ لذا (فعاصفة الحزم) السعودية يجب ان لا تخبو، وعلى المفكرين وخاصة العسكريين اتخاذ عاصفة الحزم كفكرة ومبدأ لعملية عسكرية او لجهد سياسي وعسكري مشترك، وأ تتخذ كمنهج (موديل) لبناء عقيدة وطنية للمملكة أولاً وأخيراً، ولدول التحالف كأصدقاء نقدرهم، ولكنهم لا يمونون علينا. 


المملكة العربية السعودية اليوم تفخر بأنها في عز عنفوانها ومبادراتها وليس مغامراتها، وعلى السعوديين كبار وصغار، ذكور وإناث، التوقف عن (السوالف) المأخوذ خيرها، والانضمام الى ما يطلبه ويحتاجه الوطن، ولننظر لما يدور حولنا، ومن خارج حدودنا، من كبارهم وصغارهم، عقلائهم وتوافههم؛ وعلينا ان لا نترك للفتن والنقد السلبي مجال ليفشل ما بدانا نشعر بانه مستقبل أبنائنا وأحفادنا، وأمن وامان بلادنا باذن الله ورعايته. 


والله ندعو ان يحمي بلادنا وشعبنا وقيادتنا بِمَا فيه مصلحة المملكة العربية السعودية.


اللواء الطيار الركن متقاعد
بدر بن فهد العثمان
٢٥ أكتوبر ٢٠١٧م

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه