2017-11-08 

السعودية-الصين..أسباب التقارب وأبعاد التحالف

من دبي سيف العبد الله

أثار التقارب السعودي الصيني في الأشهر الماضية عديد التساؤلات حول أسباب تعاون دولة شيوعية مع حليف أمريكي في الشرق الأوسط، وحدود هذا التقارب و إمكانية أن تكون بكين حليفا مستقبليا للرياض بدلا من واشنطن.

 

موقع   The Conservation أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه أن آخر خطوات التقارب بين البلدين، كانت زيارة نائب رئيس مجلس الدولة الصينى تشانغ جاولى للمملكة العربية السعودية فى صيف عام 2017، حيث تم  الاتفاق على إنشاء صندوق استثمار صيني-سعودي بقيمة 20 مليار دولار أمريكي، إلى جانب مناقشات مشاريع الطاقة النووية وغيرها من الاتفاقيات الاقتصادية التي تبلغ قرابة 70 مليار دولار.

 ويضيف التقرير أن الصين ترى أن السعودية مصدر كبير للطاقة، حيث سيمكن  توريد النفط السعودي على مدى عقدين على الأقل، من دفع عجلة التنمية الاقتصادية الصينية، في ظل نمو اقتصادها بسرعة كبيرة.

 

كما يعتبر الوقت الحالي الأفضل بالنسبة للصين لاستغلال الفرص المتاحة في الشرق الأوسط، خاصة بعد سنوات من الجفاء والتوتر الخليجي وخصوصا السعودي الأمريكي الذي مازالت آثاره قائمة رغم مساعي ترامب لطي هذه الصفحة. 


 وفي الوقت نفسه، يرى منتجو النفط وبعض البلدان المجاورة للمملكة بأن التعاون مع الصين إيجابي للغاية، بعد سنوات  من الفوضى، فقدت فيها  عدد من دول الشرق الأوسط الثقة في الولايات المتحدة، فيما يعد إعلان الصين عن الالتزام باحترام سيادة كل الدول، وتفانيها من أجل المنفعة المتبادلة، أمر جذاب بالنسبة للسعودية و دول المنطقة عموما.

 

 وفي الجهة الأخرى يشير التقرير أن المملكة العربية السعودية تحتاج  الصين لتكون بديلا متوقعا في أي وقت لتعويض الولايات المتحدة وشريكا مستقبليا بإمكانها الاستفادة منه.


 وعن أبعاد الاهتمام الصيني بالسعودية والشرق الاوسط يشير التقرير أن القوة الناعمة للصين في الشرق الأوسط استندت إلى حقيقة أنه لا ينظر إليها على أنها مهيمنة على غرار أمريكا، فمن الأهمية بمكان أن لا تبدأ الصين التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية أو أي دولة إقليمية أخرى حتى تحافظ على هذه الميزة المهمة.

 

 ويختم التقرير بالتأكيد على أن مشاركة الصين الخارجية  التي نادرا ما تكون ذات طبيعة عسكرية، تجعل بكين متقدمة على الولايات المتحدة والغرب ومناسبة لدول منطقة الشرق الأوسط لتكون الحليف القوي الذي يسعى الجميع لكسب صداقته.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه