2017-11-29 

نجاح الوقفيات العالمية..وتعثر وقفيات جامعة الملك سعود

نوال الراشد

في بداية القرن الماضي تم استحداث أول مؤسسات التعليم الوقفية على مستوى العالم حيث سجلت الولايات المتحدة الامريكية الريادة في التنظيم المال الوقفي المتعارف علية حديثاً. وسميت منذ بديات تأسيسها بفترة العصر الذهبى لمؤسسات الاستثمار الوقفي لمختلف مجالات العطاء التعليمي. واحتلت جامعة هارفارد المرتبة الأولى عالمياً بأصول موجوداتها الوقفية التي بلغت(36.9) مليار دولار عام 2008 تلتها جامعة يال بحجم وقافياتها وأصولها (22,9) مليار دولار ثم جامعة ستانفورد (17,2) مليار دولار  تليها جامعتا برنستون وتكساس اللتان تجاوزت قيمة أصول كل منهما (16) مليار دولار كما يقدر عدد الجامعات الأمريكية التي تزيد وقافياتها على (5) مليارات دولار بسبع جامعات, فكلما ارتفع عدد هذه الكراسي كلما زادت معها فرص التمويل من قبل الجهات المانحة للاستثمار في الوقف. كما تلعب حقول الاختصاص العلمي دورا هاما في استقطاب التمويل.

 


ولم تكن انجلترا ببعيدة عن التجربة الامريكية حيث جاء الاهتمام بمجالات العلم والتكنولوجيا وهو الوجهه الحقيقة للاستثمار فى رأس المـال الاجتماعى والابتكارات لتحقيق التنمية المستدامة للمجتمع حيث تشجع الشركات والمؤسسات الى بذل جزء من أموالها كأوقاف, الجامعة الاسكتلندية في انجلترا كانت السباقة عام ١٩٢٤ في انشاء الوقفيات على مستوى الجامعات البريطانية حيث احتلت جامعة كامبريدج بأصول وقافياتها (8.2 ) مليار دولار, وكسفورد (5.7) مليار دولار. حيث تتمتع بالاستقلالية في جمع وإنفاق الأموال المخصصه للاستثمار في كل ما يخدم الجامعات للأجيال القادمة باستدامة ممتدة وجزء منها يخصص للبحث العلمي.

 


في السعودية انطلقت التجربة الوقفية من خلال مشروع اوقاف جامعة الملك سعود وحسب موقع الجامعة الرسمي فقد نشر بأن التأسيس المشروع أتى بموافقة كريمة من الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عام 2008 حينما كان أمير منطقة الرياض حيث ترأس اللجنة العليا لمشروع أوقاف الجامعة الذي تكون من 19 عضو استثماري مكون من رجال الاعمال الممولين للمشروع. بواقع عشرة ابراج ضخمة مقامة على اراضي الجامعة ,الهدف منه  تطوير الأوقاف التعليمية عبر شراكة مجتمعية فاعلة لتوفير مستقبل مالي مستدام للجامعة ودعماَ قوياَ للبحث العلمي وإثراء البعد التكافلي وأعمال الخير داخل الجامعة وتغذية الجامعات من خلال الكراسي العلمية ومشاريع الاستثمار الوقفي .يقع المشروع على طريق الملك عبدالله ويتقاطع مع طريق الملك خالد كأول ابراج مقامه على هذا الطريق.  

 

 


وفي تصريح حديث لأمين عام الاوقاف الدكتور خالد الظافر ذكر ( بأن هناك 3 ابراج فندقية تم التعاقد مع شركة هلتون لتشغيلها و4 ابراج طبية متنوعة الاستخدامات مابين مستشفى عام ورعاية ممتدة وتأهيل والمتبقى 3 ابراج. وقال بأنه تم تأجير البرج الاول العام الماضي على احد الجهات, وهذا العام تم تأجير البرج الثاني ونحن بصدد تأجير البرج الثالث قريباً و تسعى الكثير من الجهات المرموقة في ان تحضى بالتنافس القوي على استئجارها كمقرات رئيسية. حيث اعتمدنا على دراسة جدوى قديمة منذ بداية تأسيس المشروع وهذا يتطلب ان نعتمد على دراسة جدوى جديدة في القريب العاجل وطرحها كتصميم وإيجاد الحلول لتمويل هذه المشاريع ).

 


وتعقيباً على ماذكره الدكتور الظافر في تصريحه للموقع بقوله تم تأجير 3 ابراج لمجموعة الهلتون العالمية للفنادق والتي حتى الآن لم نرى لافته او شعار تدل تلك الفنادق او حتى تشغيلها على ارض الواقع؟؟. ولا يوجد سوى المبنى الثاني هو ديوان المظالم ومبنى وزارة البلدية والقروية فقط والباقي الابراج لا تزال تئن تحت وطئت الإنشاء منذ 10 سنوات.

 


ذكر الامين انه تم انشاء شركة ابراج الجامعة كذراع تنفيذي للمشروع , وهنا لي وقفه أين مقر هذه الشركة؟ ومن هو المتحدث الاعلامي للمشروع ؟ وكيف يتم تسويق الأبراج للجهات الراغبة في التأجير؟ وماهي ارقام التواصل ؟ وأين موقعهم الكتروني ؟ ومن هم مسئولين المعنيين في الشركة ؟ ماهو تبرير اعضاء مجلس ادارة الشركة على تعثر المشروع طوال تلك السنوات ؟ اين دراسات المستشار المالي في ايجاد الحلول السريعة لإنهاء المشروع والتسريع في تشغيله.؟؟ وكيف تم معالجة تغير معايير البناء التي اختلفت بتقادم  السنوات؟ وكيف تمت اضافة كود البناء الجديد للمواصفات والمقاييس الهندسية في التنفيذ ؟التي اعتمد البناء بمواصفات قديمة. والذي سيزيد من مدة تعثرها والإقبال على تأجيرها.

 


وأيضا تساؤلات اوجهها الى ادارة جامعة الملك سعود مالكة المشروع والمشرفة علية والمنفذة له في الواقع انني لم اجد على موقعكم الكتروني الخاص بالأوقاف سوى خمسة موظفين فقط.فهل يعقل بأن هولاء الموظفين هم فقط الذي يعملون في هذا المشروع الضخم الذي تقدر قيمته العقارية بأكثر من 3 مليار ونصف ريال ويقع في اهم منطقة حيوية في مدينة الرياض.

 

 أين دور الجامعة طوال 10 سنوات الماضية ؟؟ ماهو دور المسئولين الذين تعاقب على المشروع بثلاث ادارات عليا و3 امناء للمشروع وأكثر من شركة استشارية مشرفة على تنفذ المشروع أين تقاريرهم السنوية حول انجاز مراحل المشروع؟ لماذا بدأ المشروع  بتمويل من رجال الاعمال وانتهى بالتعثر وبالاقتراض من البنوك؟ ولماذا لم يرى المستثمرون مشاريعهم على ارض الواقع ؟؟ اين ذهب الضخ الاعلامي عند تدشين المشروع  الذي سخر له مختلف وسائل الاعلام لتعريف به ؟؟ لماذا اختفى الضخ الاعلامي بتعثر المشروع  طوال 10 سنوات؟؟

 


في عهد الحزم والعزم والمكاشفة نحن بحاجة الى ازاحة الستار حول اسباب تعثر أكبر مشروع وقفي على مستوى الشرق الاوسط. والذي كان تحت رعاية كريمة والشخصية من الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظة الله منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض. وفي عهده الميمون المفترض ياجامعة الملك سعود أن يرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله  ثمار غرسه ودعمه ..
 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه