2015-10-10 

بمعزل عن الغرب: تقارب أمريكي إيراني في الملف النووي

الرياض بوست، وكالات

اغتنام أفضل فرصة تتاح منذ عقود، هذا ما يعرضه رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما للبلد الذي قطعت معها بلاده العلاقات الدبلوماسية أثر الثورة الاسلامية في العام 1979 وازمة رهائن السفارة الاميركية في طهران. فبعد إعلان وزيرا خارجية البلدين عن "تقدم" في المباحثات الجارية بينهما في لوزان السويسرية، قال أوباما إن أمام الدولتين لتصحيح علاقتهما عبر التوصل الى اتفاق حول برنامج طهران النووي، وحذر من انه يبقى هناك الكثير من العمل لانجازه في المفاوضات الجارية. لكن فيما يبدو أن المباحثات الأمريكية الإيرانية تجرى بمعزل عن مباحثات طهران ومجموعة 5+1، إذ قال مفاوضا أوروبيا لوكالة الأنباء الفرنسية إنهما "بعيدتان عن ابرام اتفاق". لكن هناك أطراف أخرى في المجموعة لا تمانع من التقارب الأمريكي الإيراني إذ قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظيره الأمريكي جون كيري يوم الجمعة إن المحادثات بشأن برنامج إيران النووي يجب أن تجتاز العقبة الأخيرة وإن جميع الأطراف يجب أن تلتقي في منتصف الطريق. وذكرت وزارة الخارجية الصينية في بيان بعد اتصال هاتفي بين الوزيرين أن وانغ قال لكيري إن المحادثات "يجب ألا تفشل بسبب عدم بذل جهد أخير". ونقلت وكالة رويترز عن وانغ قوله "يجب أن تكون كل الأطراف راسخة في إرادتها السياسية وأن تلتقي في منتصف الطريق وتدفع في سبيل التوصل لاتفاقية شاملة." وأضافت "الصين مستعدة لزيادة الاتصالات مع الولايات المتحدة على كل المستويات لتقطع الميل الأخير في الماراثون وهو المحادثات النووية الإيرانية." وبنهاية هذا الشهر الجاري تكون قد انتهت المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق سياسي يضمن سلمية البرنامج النووي الايراني من الانتهاء في 31 مارس الحالي. أما الاتفاق النهائي الذي يتضمن كافة التفاصيل التقنية فمن المفترض ابرامه بحلول الاول من يوليو المقبل. وسيحدد الاتفاق السياسي المحاور الكبرى لضمان الطابع السلمي للانشطة النووية الايرانية وضمان استحالة توصل طهران الى صنع قنبلة ذرية. كما سيحدد مبدأ مراقبة المنشآت النووية الايرانية ومدة الاتفاق ويضع جدولا زمنيا للرفع التدريجي للعقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الاسلامية. إلا أن ايران التي تنفي محاولتها حيازة اسلحة نووية تريد توسيع نشاطها لانتاج الوقود النووي اللازم لتأمين حاجاتها من الطاقة. وفي لوزان حيث تجري المحادثات النووية، قال دبلوماسي أوروبي لفرانس برس أنه لا يتوقع حصول اتفاق بحلول مساء الجمعة وهي المهلة المحددة لوقف المحادثات، ما يعني أن المفاوضين قد يضطرون للعودة الأسبوع المقبل. وألمح نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى احتمال حصول ذلك، مشيرا إلى أن "ايران جاهزة لتمديد المفاوضات اذا لزم الامر". وتخطى المفاوضون مهلتين سابقتين للتوصل إلى اتفاق نهائي في يوليو نوفمبر الماضيين. ويقول خبراء انه سيكون من الصعب على كيري تمديد المهلة مجددا في ظل الضغوط التي يمارسها الجمهوريون على اوباما اذ يسعون الى فرض عقوبات جديدة على ايران من شأنها الاطاحة بعملية التفاوض كلها. وفي الوقت ذاته يتعين على الرئيس أوباما أن يقنع الكونغرس الأمريكي بمنافع أي اتفاق مع إيران، إذ ما زال العديد من اعضاء الكونغرس يعارضون تخفيف العقوبات عن إيران، بحسب شبكة بي بي سي البريطانية. وكان 47 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين قد حذروا زعماء إيران في وقت سابق من الشهر الحالي بأن أي اتفاق قد يبرم حول برنامج طهران النووي سيلغى حال ترك الرئيس أوباما منصبه. وقد أدينت هذه الخطوة على نطاق واسع باعتبارها محاولة لتقويض سياسات الادارة الخارجية. (الرياض بوست، أ ف ب، رويترز، بي بي سي)

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه