2018-01-16 

من المدارس..السعودية تكثف جهودها لمكافحة التطرف

من لندن نهى العمري

تسعى السعودية بخطوات حثيثة ومبادرات مختلفة لإصلاح النظام التعليمي في المملكة و مكافحة التطرف إنطلاقا من المدارس.

 

صحيفة  الفاينانشنال تايمز أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن وزارة التعليم نظمت مسابقة لتلاميذ المدارس لالتقاط صور ومقاطع فيدبو تظهر "جهود المملكة في خدمة الإسلام" أو معركة قوات الأمن ضد الارهابيين، كجزء من حملة أطلقتها الحكومة السعودية لمكافحة التطرف، وكذلك إصلاح النظام التعليمي في المملكة.


ويضيف التقرير أن عزم السعودية على إصلاح نظامها التعليمي ضمن طموحها الكبير لمكافحة التطرف كان وراء إطلاق مبادرة "فطن" التربوية.

 

ورغم  العقبات التي توجهها الحكومة في تنفيذ هذه المبادرة، حيث  تم فصل أول رئيس للبرنامج في أكتوبر / تشرين الأول بعد أن أفادت وسائل الإعلام أن موظفيه أعربوا عن تعاطفهم مع جماعة الإخوان المسلمين، التي تصنفها   الرياض كجماعة إرهابية، إلا أن نجاح هذا البرنامج سيكون دفعة قوية تؤكد قدرة الرياض على تنفيذ تعهد الأمير محمد بن سلمان بمحاربة التطرف وبناء مجتمع أكثر  تسامحا وبإستعادة الاسلام المعتدل في السعودية.

 


 و يشير التقرير أن المسؤولين الحكوميين يؤكدون بأن المملكة  تبذل جهودا كبيرة لتحديث التعليم وتنقيح الكتب المدرسية لمحاربة التطرف، حيث أعلن احمد العيسى وزير التعليم العام الماضى ان الحكومة تعتزم وقف طباعة الكتب المدرسية بحلول عام 2020 كجزء من جهودها الرامية الى اصلاح النظام.

 


 وبدلا من ذلك، سوف تكون المدارس مجهزة بأقراص تفاعلية ومناهج رقمية يمكن تحديثها في الوقت المناسب. 

 

 و لأن إصلاح التعليم ومكافحة التطرف يبدأ من المعلم، أكدت الوزارة انها اتخذت اجراءات تأديبية ضد بعض المعلمين الذين عبروا عن ارائهم المتطرفة فى الفصول الدراسية. 

 

 

كما تشير فوزية البكر، أستاذة التربية في جامعة الملك سعود، أن هناك تقدما كبيرا تم إحرازه في إصلاح النظام التعليمي، خاصة في المدن الكبيرة، غير أنها أوضحت أن المخاوف لا تزال قائمة حول ما إذا كانت المدن الصغيرة والمناطق الريفية تتلقى نفس المستوى من الاهتمام في بلد يبلغ فيه 70 في المائة من السكان دون سن الثلاثين.

 


 وتضيف بكر أن "المجتمع السعودي يتغير في العديد من الجوانب، وخاصة في المدن الكبرى، حيث  بدأت الحكومة الآن المضي قدما بطرق عديدة لإصلاح النظام التعليمي".

 


 ورغم أن أستاذة التربية في جامعة الملك سعود  تشعر بالقلق إزاء الأنشطة اللامنهجية، ما بعد المدرسة التي كانت تنظمها وتنفذها عادة مجموعات "التوجيه الديني، إلا أنها أشادت بعدد من الإجراءات التي تم إتخاذها على أرض الواقع حيث أوضحت  "الآن هناك قيود أكثر بكثير على الأنشطة الجارية في المدارس.. لا أحد يدخل المدارس الآن دون إذن."

 


وفي إطار عزم الحكومة السعودية على مكافحة التطرف إنطلاقا من المدارس و إصلاح النظام التعليمي، أكدت الصحيفة أنه سيتم وضع برنامج "فطن" تحت مسؤولية "مركز الفكر الامني" ، حيث أكد سعد المشواه المشرف الجديد على البرنامج أن وزارة التعليم تعيد النظر في خططها قبل اعادة اطلاق المبادرة في فصل الربيع. 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه