2015-10-10 

باكستان حليف للخليج أم شوكة في حلق إيران؟

من الرياض، غانم المطيري

تعزز جمهورية باكستان الإسلامية حضورها على المسرح العربي الخليجي، إذ أعلنت أول أمس عن توسيع حدودها البحرية بواقع 50 ألف كيلومتر مربع إضافي في المياه الدولية المقابلة لسواحلها. وتعني هذه الخطوة، التي وافقت عليها الأمم المتحدة، أنها ضمنت لنفسها مساحة إضافية على الخليج العربي تفرض عليها سيادتها. وأوضح بيان صادر عن القوات البحرية الباكستانية اليوم أن الأمم المتحدة وافقت على الطلب الذي تقدمت به باكستان إلى لجنة الأمم المتحدة المعنية بإدارة شؤون المياه الدولية حول السماح لها بتوسيع حدودها البحرية في المياه الدولية المقابلة لسواحلها بالبحر العربي. وبيّن البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) أن القوات البحرية الباكستانية تعمل بالتعاون مع المعهد القومي الباكستاني لعلوم المحيطات منذ عام 2005 على مشروع توسعة نطاق المياه الإقليمية الباكستانية من 200 ميلاً بحرياً إلى 350 ميلاً بحرياً، موضحاً أنه وبعد الموافقة أصبح بمقدور باكستان أن الاستفادة من الموارد الطبيعية والثروة البحرية في نطاق المياه الإقليمية التابعة لها في البحر العربي إلى 350 ميلاً بحريًا. ويرى مراقبون أن العلاقة الخليجية الباكستانية قوية بقدر ما تعتبر باكستان دولة مجاورة للخليج العربي، نظرا للترابط الوثيق على مستوى الممرات البحرية الدولية بين الخليج وبحر العرب، وتربط دول الخليج العربية مع باكستان علاقات قوية قديمة، ويرى محللون أن من مصلحة العرب ودول الخليج العربي استقرار باكستان وقوتها. ولم يعلق مسؤولن خليجيون على هذه الخطوة، التي قد يعتبرها البعض استدعاء لدولة سنية جديدة على الخليج الذي تطل عليه إيران الند والمنافس، للدول الخليجية الستة التي تطل على الجانب الآخر، خصوصا في ظل التقارب السعودي الباكستاني. وتزعم تقارير صحفية أن المملكة العربية السعودية تسعى إلى تعزيز دعمها لقدرات باكستان النووية وصناعاتها العسكرية، لتكون تحت تصرفها حال امتلاك إيران للسلاح النووي. وأشار معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في دراسة عن هذا الشأن إلى أن المساعي السعودية تأتي بهدف تحقيق توازن في القوى مع إيران حال امتلاك الأخيرة للسلاح النووي. ويذكر أن باكستان تقدم خبرات واسعة للسعودية في مجال التصنيع العسكري، وتوجد مصانع لتصنيع الذخيرة والأسلحة الخفيفة في منطقة الخرج جنوب العاصمة الرياض، كما كان يوجد في السعودية، قبل عشرات السنين، الآلاف من العسكريين الباكستانيين الذين يعملون مع الجيش السعودي. بما يعني أن هذه الخطوة، التوغل الباكستاني في الخليج العربي ليس مقصودا به الدول العربية، بقدر ما يضيف للمعادل الخليجية طرفا جديدا في مواجهة إيران التي تحاول السيطرة على المنطقة على عدة محاور.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه