2018-01-29 

دروس تدريب سرية في الصحراء.. المرأة السعودية لا تطيق الانتظار لقيادة السيارة

من لندن علي الحسن

على امتداد الأراضي الزراعية على مشارف العاصمة السعودية الرياض، تجلس رانيا بعصبية في مقعد قيادة سيارة زميلها، في سيارة نيسان، في نشاط قد يبد عاديا، لكنه إستثنائي بالنسبة للمصرفية البالغ من العمر 40 عاما وأم لثلاثة أبناء، فهي المرة الأولى التي تقف وراء مقود سيارة في المملكة.


 صحيفة التلغراف اوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أنه وكجزء من الاصلاحات الشاملة، اصدر الملك سلمان مرسوما ملكيا نهاية العام الماضي يسمح بقيادة السيارة.

 

ومن المقرر أن تفتتح مراكز القيادة من مارس / آذار، ولكن النساء اللواتي يتوقدن إلى التعلم يقمن بالفعل برحلات سرية إلى الصحراء.

 

 

وفي هذا السياق تقول رانيا " لقد كنت في انتظار هذه اللحظة من  وقت طويل لذلك انا لست مستعدة لإضاعة دقيقة أخرى."

 

 

 وقد واجهت رانيا صعوبات كبيرة في التنقل بعد طلاقها حيث كان " ابنى الاكبر الذي يبلغ 16 عاما هو من  يقود بي السيارة ...الوضع مثير للسخرية، كوني امرأة فذلك لا يعني أن بي إعاقة ". 

 


ويشير التقرير أن مجموعة الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في خطة "رؤية 2030" التي وضعها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من أجل مستقبل المملكة العربية السعودية تستهدف المرأة  بشكل خاص في جيل واحد.

 

وتشير الصحيفة أنها لاحظت  بجولتها في الرياض  بوم الأحد ، النساء يتسوقن بالفعل  في معرض للسيارات في المدينة، و كذلك تقمن بالتسجيل للدروس في مدرسة القيادة الجديدة للسيدات فقط في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن. 

 


كما أعلنت شركتا اوبر وكريم عن بدء تشغيل النساء في المملكة العربية السعودية للمرة الأولى هذا الصيف. 

 

ويعد هذا الانجاز وفق التقرير ثمرة نضال عدد من الناشطات السعوديات اللواتي قدن تحركات عديدة للمطالبة بحقهن في القيادة، حيث تشير لوجين الهذلول، الناشطة السعودية البارزة  "من المثير للرضا بشكل لا يصدق أن نرى أصوات هؤلاء النساء في النهاية سمعت بالفعل". 

 

كما تعتقد  مديحة العجروش، وهي شخصية بارزة في قضية حقوق المرأة، أن التحرير كان مدفوعا بمزيج أكثر تعقيدا من العوامل، مشيرة "كان هناك ضغط دولي وخاصة داخلي من أجل  للتحديث...تشكل النساء 50 في المائة من المجتمع، ولكن أغلبيتهن لا يعملن، إلى أن جاء ولي العهد الامير محمد بن سلمان، وأكد بأنه لا يمكننا تجاوز الأزمة المالية دون مشاركة المرأة في الاقتصاد الذي لم يعد قائما على النفط فقط ".

 

وتشير الصحيفة أنه بالامكان ملاحظة التغييرات الكبيرة التي طرأت على المجتمع السعودي وخاصة على المرأة منذ صعود ولي العهد الشاب فقد تم تقليص نشاط الشرطة الدينية التي لم يعد بإمكانها إيقاف النساء في الشارع، كما يمكن أيضا ملاحظة الفرق في مراكز التسوق والمطاعم حول الرياض، حيث يقضي السعوديون جزءا كبيرا من وقت فراغهم. 

 

و توجد الآن في  المحلات "أميرات "من النساء يبيعن العباءات الملونة، بدلا العباءات السوداء الطويلة التي كان تباع سابقا. وفي هذا الصدد تقول  السيدة عجروش، التي تعقد جلسات علاجية من منزلها في وسط الرياض: "هذا الجيل الجديد من النساء، وأنا أتحدث حقا عن أولئك الذين انضموا إلى القوى العاملة في السنوات القليلة الماضية، مختلفات وعازمات على تغيير مصيرهن ومستقبلهن ومستقبل السعودية."

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه