2018-01-30 

هل بإمكان الولايات المتحدة تعويض السعودية في سوق النفط؟

من واشنطن خالد الطارف

فتحت ثورة انتاج النفط الصخري الأمريكي باب التساؤل على مصرعيه حول مستقبل سوق النفط وإمكانية تعويض الولايات المتحدة للدور الذي كانت تلعبه السعودية، بمجرد تجاوز انتاج النفط الصخري الأمريكي لانتاج النفط السعودي.

 


معهد The Brookings Institution أورد في هذا السياق تقريرا الخبيرة الطاقية  سامانثا غروس ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه المختصة في  السياسة الخارجية،و أمن الطاقة والمناخ في المعهد أن تأكيد فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الأمريكية، في جلسة استماع عقدها الكونغرس مؤخرا،بأن الولايات المتحدة ستصبح "زعيم النفط والغاز بلا منازع في العالم على مدى العقود القليلة المقبلة"، يبدو تصريحا  بعيدا عن الواقعية.

 


 ورغم أنه من المتوقع أن يتجاوز الإنتاج الأمريكي 10 ملايين برميل يوميا في 2018 ، متجاوزا المملكة العربية السعودية خلف روسيا، فإن التقري  يؤكد بأنه لن يكون للولايات المتحدة دور مماثل المملكة العربية السعودية في سوق النفط، بغض النظر عن الانتاج الأمريكي ونسق نموه.

 


 و تشير الخبيرة الطاقية  إلى أن الاختلاف الكبير بين السعودية والولايات المتحدة في طريق إنتاج النفط، هو ما يؤكد بان واشنطن لن تستطيع لعب دور مماثل للرياض حتى وإن تجاوز الانتاج الأمريكي الانتاج السعودي من النفط.


وتوضح غروس أن  إنتاج النفط السعودي يتم  من قبل كيان واحد وهو  أرامكو السعودية - التي تملكها وتشغلها الدولة وهو ما يسهل على الحكومة السعودية، توجيه سياستها النفطية والتأثير في أسواق النفط، بينما تتكون صناعة النفط الأمريكية من عشرات الشركات التي تتخذ قرارات الاستثمار والإنتاج فرديا، على أساس التكاليف الخاصة بها، بالاضافة الى أن شركات النفط في الولايات المتحدة لا يمكنها العمل كدولة لإدارة السوق أو رفع الأسعار، لأن مثل هذا السلوك غير قانوني بموجب قانون مكافحة الاحتكار، وهو  بالضبط طريقة عمل أرامكو السعودية وأعضاء أوبك الآخرين، وهذا كذلك الغرض من انشاء منظمة أوبك. 

 

 

وتضيف الخبيرة الطاقية أن جميع المنتجين الأمريكيين الأفراد هم من يتقاضون الأسعار في السوق، مما يعني أنهم ليس لديهم القدرة على التأثير في أسعار النفط العالمية من خلال إجراءاتهم الخاصة، وعلى العكس فإن أرامكو السعودية قادرة  بما فيه الكفاية لاتخاذ قراراتها في مجال الإنتاج للتأثير على الأسعار. 

 


و بالإضافة إلى خفض الإنتاج لدفع الأسعار إلى أعلى، كما يحدث اليوم، يمكن للمملكة العربية السعودية زيادة الإنتاج بسرعة للتعامل مع انقطاع إمدادات النفط. 

 


و تشير  سامانثا غروس  إلى "أن المملكة العربية السعودية هي البلد الوحيد المنتج للنفط الذي يتمتع بقدرة إنتاجية كبيرة،حيث وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن السعوديين يحتفظون بحوالي 1.5 إلى 2 مليون برميل يوميا من الطاقة الإنتاجية..و هذا الاختلاف بين أخذ الأسعار وصنع الأسعار هو السبب في وصف الطاقة المهيمنة للولايات المتحدة بأنها "طاقة " مضللة. 

 


 وتوضح الخبيرة الطاقية "بالنسبة لي، تعني "الهيمنة" القدرة على تحريك الأسواق، في حين أن الصناعة الأمريكية، في حين أنها قوية ومتطورة على نحو متزايد لأمن الطاقة العالمي، ليست منظمة لتحقيق هذه الغاية.. وثمة فرق مهم آخر بين إنتاج النفط السعودي وبين النفط في الولايات المتحدة، وهو التكلفة المنخفضة جدا لإنتاج النفط السعودي."

 


 وتختم غروس  بالتأكيد على أنه و الرغم من أن الولايات المتحدة أصبحت مصدرا لا غنى عنه لإنتاج النفط والغاز، فإن أرامكو السعودية ستواصل القيام بدور فريد في أسواق النفط العالمية، نظرا لحجمها الكبير ونفوذها وانخفاض تكاليف إنتاجها. 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه