2018-03-10 

بتجرد

رندا الشيخ

  هكذا وبدون مقدمات سأبدأ مقالي لك هذا الأسبوع بالقول: بأني عاهدت قلمي وفكري وقلبي ألا أخفي عنك أمراً أرى بأنه يمثل أهمية بشكل أو بآخر لفكرنا ولكينونتنا الإنسانية

 

لذا يا قارئي العزيز، سأخبرك اليوم بأمورٍ لم اكتسبها بالفطرة بل بالمران والتطبيق بعد الإستماع للثقات! الأمر الأول، هو أني سأجاهد مزاجيتي وأستمر في الكتابة، وبتجرد مطلق من أي توقعات إيجابية أو سلبية، لذا لن أنتظر منك أن تركض إلي وأنت تصرخ قائلاً: "واو! أنتِ رائعة" أو "مقال جميل وموفق"! لا! ولن أتأزم نفسياً وأحزن إن قلت بأن ما كتبتُه لك لم يعجبك! أبداً! ومهما كان أسلوبك لطيفاً أو حتى جارحاً! فهذه الأمور البسيطة لم تعد من الأولوية في شيء

 

لكني أعترف لك بأني لم أكن هكذا في السابق، وبأن الوضع تغير تدريجياً حين أيقنت بأن تعلقنا العاطفي غير الواعي بما يقوله عنا أو يعتقده الآخرون فينا، يستهلك الكثير من طاقاتنا النفسية والفكرية بشكل يخرجنا عن المسار ويبعدنا عن الهدف الحقيقي لأفعالنا

 

وقد يدفع بنا هذا التعلق لا شعورياً نحو دوامة تسلخ مبادئنا وأفكارنا وإنسانيتنا، ثم تجردنا من حرياتنا شيئاً فشيئاً، حتى نتحول إلى ببغاوات تردد ما يستجدي التصفيق أو الرجم فقط

 

ورغم أن الوصول إلى مرحلة التجرد هذه ليس سهلاً كما يبدو، لكنه في المقابل ليس صعب التحقيق إن وضعته أمام عينيك مرة تلو الأخرى حين تبدأ الكتابة لمن يهمك أمره.

 

أما الأمر الآخر الذي أود مشاركتك به، هو إدراكي بأنه رغم أحقية كل إنسان في أن يحلم أحلاماً كبيرة جداً لا تعرف التواضع أو التقهقر أمام الحواجز، إلا أننا يجب ألا نغفل أهمية الأهداف الصغيرة المرحلية المتوازنة

 

فتوازن الأهداف الصغيرة مهم جداً لنا، تماماً كأهمية خلو الطرق المعبّدة من الحفر والمطبات بالنسبة للسيارات المنخفضة! فطريق الأحلام طويل، ولكي تصل إلى نهايته وتقطف زهرته، عليك أن تدرس الخريطة جيداً وتعرف أي الطرق يناسبك أكثر كي تجعله هدفاً مرحلياً حين يضيق بك الطريق ويصبح أكثر وعورة، فلا يختل توازنك ولا تفقد وجهتك الصحيحة.

 

لم يبق إلا أن أقول بأني ممتنة لكل من يقرأ حروفي المتناثرة بين دفات الكتب أو في الصحف، أو على مواقع التواصل الاجتماعي. وشكراً لمن أسعدني بإقتناء أيٍ من مؤلفاتي ومنحها بعضاً من وقته، ولكل من اختلف معي وناقشني في فكري، وجعلني أشعر بأن عليّ دوماً الإستمرار في تقديم الأفضل.

 

 

Randa_sheikh@yahoo.com

التعليقات
alsadig
2018-03-11

استاذتي الفاضله رندا لكي التحايا والتقدير ....من المدمنين على تتبعك ولا اخفي اجتهادك فى التقدم الى الامام ولاكن لم تاتي بما هو قوي وفي حاضرنا ومتاعيش معنا!!!!وارجو منك ان تفيقي من المجاملات التي تتوقعينها من قراءكي فانها لاتقدمك...

أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه