2018-03-26 

ثمرة المقاومة!

رندا الشيخ

نعلم جميعاً أن الحياة مدرسة نتعلم فيها حتى آخر لحظة نعيشها. لكن دروس الحياة القيّمة والتي تكون سبباً في تربعنا على عرش النجاح لا تأتي على شاكلة واحدة! فهي إما دروس قاسية وصعبة، وإما متوسطة القسوة والصعوبة، لكنها لا تأتي أبداً بإصدار سهل!

 

لا أكتب لك هذه الحقيقة لتكتئب أو لتغضب أو لتيأس، بل على العكس! أكتبها لتدرك أن ما قد تواجهه من حواجز شاهقة تتحداك بعلوها، أو توقف مفاجىء في مسارك باتجاه أهدافك، أو وخزة متعمدة ممن كنت تعول عليهم في الأخذ بيدك، هو أمر طبيعيّ جداً في هذه الحياة، وبأن عليك أن تقلق إن لم تتعرض لأمور مماثلة!

 

أدرك بأن العاطفة قد تغلبك أحياناً إن فكرت بالأمر وحللته من وجهة نظر إنسانية، لكن العقل يقول إن عليك ألا تنكسر مهما علا الضغط، وألا تنحني وإن ازدادت الحرارة! فقد اخترت أن تصبح شخصاً ناجحاً! إذاً أنت ممن خلق كي يقاوم حتى يصل! وإن حدث أن زارتك سحابة الإحباط وأمطرت عليك غضباً أو يأساً، كن مستعداً لها واحمل معك مظلة الإيمان بقدراتك، وسترة يقينك التي ستدفئك بتذكيرك أنك ستحتفل ببلوغ القمة التي تحلم بها.

 

كان هذا ما فعله أحمد الذي كان يحلم بأن يكون مذيعاً للأخبار منذ أن كان طالباً في قسم الإعلام في جامعته. بعد أنا أنهى دراسته بتقدير جيد تقدم للإلتحاق بإحدى المحطات التلفزيونية فقوبل طلبه بالرفض القاطع لأنه لم يكن وسيماً كفاية! ثم تحول للتقديم في وظيفة بإحدى المحطات الإذاعية، والتي قبلت به متدرباً بعد أشهر ضاعت في الإنتظار غير المبرر أعقبها سيل من المقابلات وتجارب الأداء.

وبعد أن ظن أن شمس نجاحه أشرقت حين تم تعيينه كمذيع لنشرات الأخبار الإذاعية، فوجىء بعد أشهر بإيقافه عن العمل بسبب خطأ غير مقصود في نطقه لإسم إحدى الشخصيات السياسية. حاول من جديد العمل في التلفاز، ولحسن الحظ أن كانت الحاجة لكوادر جديدة قد بلغت أقصاها، فقبل على الفور! ظل سعيداً لفترة بتحقيق حلمه أخيراً، إلا أن شمعة السعادة انطفأت بعد أسابيع حين أوقف عن العمل بسبب عدم كفاءته في تقديم النشرات الإخبارية.. حسب قولهم!  

بعد سنوات من الدروس القاسية، يعمل أحمد اليوم مديراً لأحد أهم القنوات الإخبارية في العالم العربي! فقط لأنه آمن بأن قسوة تلك الدروس وجدت لا ليتجنبها! بل ليتعلم أن يظل مقاوماً بصلابة حتى يصل بإذن الله. فقاوم حتى وصل! 

 

@Randa_AlSheikh 

 Randa_sheikh@yahoo.com

 

 

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه