2018-03-30 

السعودية وحلم لوثر كينق

ماجد ابراهيم الماجد

عندي حلم .. 

قالها لوثر كينق لحلم تحقق بعد خطابه الشهير ب٤٦ عاماً، يومها لم يكن لوثر كينق حياً ليحتفل بإنتخاب أول رئيس أمريكي أسود ، لكن هذه العبارة بقيت ملهمة للبشر ، بإختلاف أحلامهم ، ما كان حلماً غير قابل للتصديق لدى لوثر تحقق فلمَ لا تتحقق أحلامنا ، ألم نزاحم الطيور في الجو وكانت البداية حلم ؟!

 

ألم نصل للقمر والبداية حلم ؟ 

ألم تلغي العقاقير مئات الأمراض من قاموس ألامنا اليومية والبداية حلم؟ !!

الحياة كئيبة دون أن نحلم ، والحلم هو المرحلة الأولى لإنجازاتنا .

 

اليوم يعيش وطننا حلماًجميلاً ، حلماً يسعى مهندسه أن يحوله واقعا جميلا  ، يسابق الزمن لنحكي يوماً ما لأبناءنا انه قال " طموحنا عنان السماء " كما حكى السود لأطفالهم عن خطاب كينق .

 

لكن الغريب أننا لا نجاري الحلم ، لا نزال نعيش هزيمة نفسية في دواخلنا تشدنا للأرض ، نشاهد الحلم يشق طريقة للواقع بسرعة لم نعتدها ، قطار الحلم السعودي ينطلق بسرعة مبشراً بعهد مختلف ، ونقف على جانبي السكة  بمشاعر مختلفة ، فمنا من يبتسم جذلاً متخيلاً فرح الجيل الجديد حين يتوقف هذا القطار ، وآخر يعجز عن التخيل ، حرم  نفسه نعمة أن يحلم فيغمض عينيه مردداً : صعب و غير معقول، وثالث  يشاهد القطار أمامه شاقاً أفق التاريخ عبوراً للمستقبل ، فيتجاهل كل ذلك ليصرخ إن دخان القطار يزعجني ، إعتاد أن لا يرى إلا سلبيات وقتية ، حين يصل القطار لن يكون لها وجود .

 

لست هنا أطالب بهلوسة أحلام يقظة تبعدنا عن الحقيقة ، ولا أن نرفع صوت الدفوف حتى تصم أذاننا عن  خلل قد يؤخر رحلتنا للمستقبل ، بل بحلم رجل يقبل كل صباح ليحرث أرضه وكله ثقة برب لن يضيع جهده .

 

ما يجعلني متفائل هذه المرة أننا نشاهد إنجازات على الواقع ، إنجازات كنا نراها أحلاماً تحققت في زمن قصير ليست إلا مراحل نحو الحلم الكبير .

 

صناديق سيادية تلتهم الإستثمارات يمنة ويسرة ، و تغييرات إجتماعية تصحح أخطاء الماضي ، وليلة تاريخية كتبت فيها أسماء الفاسدين بالخط العريض . 

ما يجعلني متفائلاً أيضاً أن مهندس الحلم يتحدث  عنه وكأنه يراه رأي العين ، يسابق الزمن و يطوي السماء لتحقيق حلم شعبه يريد عنان السماء كما قال . 

 

لنكفر بتشاؤمنا ، ولنغبر أيدينا في بناء الحلم ، لنفرح ونستمتع بكل محطة نعبرها في طريقنا ، ولنكن يقظين لكل ما يقف حائلاً دون أحلامنا .

 

 أعلم أننا سنصل هذه المرة ثقةً بمن أعطى هذه الأرض قداستها وإيمانا بشعب لن يرضى إلا عنان السماء منزلة . 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه