2015-10-10 

البيت الأبيض يدعو نتانياهو إلى إنهاء الاحتلال

الفرنسية

دعا البيت الابيض الاثنين رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو الى "انهاء احتلال مستمر منذ خمسين عاما" للاراضي الفلسطينية، في وقت من المرجح ان يكلف نتانياهو رسميا تشكيل الحكومة المقبلة هذا الاسبوع. ويندرج هذا الموقف في اطار انتقاد واشنطن المستمر للمواقف التي ادلى بها نتانياهو في اطار حملته الانتخابية والتي اعلن فيها رفضه حل الدولتين، علما بانه سارع بعد فوزه في انتخابات 17 اذار/مارس التشريعية الى تبديل خطابه مؤكدا في مقابلات عدة مع وسائل اعلام اميركية انه لا يرفض في الواقع فكرة قيام دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل. وقال دنيس ماكدونو الامين العام للبيت الابيض في خطاب القاه في واشنطن "لا يمكننا ببساطة ان نتعامل مع هذه التصريحات كأنه لم يتم ابدا الادلاء بها، او كأنها لم تثر تساؤلات حول التزام رئيس الوزراء الوصول الى السلام عبر مفاوضات مباشرة". واضاف ماكدونو ان "الولايات المتحدة لن تكف ابدا عن العمل من اجل حل الدولتين"، معتبرا انه ينبغي "انهاء احتلال مستمر منذ نحو خمسين عاما". واذ ندد بشدة ب"التصريحات المتناقضة" لنتانياهو، شدد ماكدونو الذي يعمل الى جانب الرئيس باراك اوباما منذ اكثر من عشرة اعوام، على انه ينبغي ان يتمتع الفلسطينيون "بالحق في الحياة في دولة سيدة وبان يحكموا انفسهم بانفسهم". ويتجه الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين الذي بدأ الاحد مشاوراته مع ممثلي الاحزاب العشرة التي انتخبت في البرلمان، الى تكليف نتانياهو تشكيل الحكومة المقبلة وخصوصا بعدما اعربت ستة منها عن دعمها لنتانياهو. وقد يتم تكليف نتانياهو الاربعاء بعد نشر النتائج الرسمية للانتخابات. ويحظى نتانياهو بدعم حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه، وحزب البيت اليهودي اليميني المتطرف، وحزب اسرائيل بيتنا المتطرف، وحزب شاس لليهود المتدينين الشرقيين، وحزب لائحة التوراة الموحدة لليهود المتدينين الغربيين، بالاضافة الى حزب كلنا الجديد المحسوب على تيار يمين الوسط. ومن المتوقع ان يكلف ريفلين نتانياهو (65 عاما) الحاكم منذ عام 2009، تشكيل الحكومة المقبلة لولاية ثالثة على التوالي، والرابعة اذا اضيفت فترة ترؤسه الحكومة بين العامين 1996 و1999. وحرص نتانياهو الاثنين على التخفيف من وطأة الانتقادات التي وجهها خلال حملته الانتخابية للعرب الاسرائيليين، مقدما اعتذارا علنيا اليهم. وقال نتانياهو خلال لقاء مع عرب اسرائيليين في القدس في تصريحات نقلتها قنوات التلفزيون "اعلم بان تصريحاتي الاسبوع الفائت اهانت بعض المواطنين الاسرائيليين وافرادا من العرب الاسرائيليين. تلك لم تكن نيتي على الاطلاق. اعتذر عن هذا الامر". وقبل ساعات على اغلاق مكاتب الاقتراع، وجه نتانياهو نداء لتشجيع انصار حزبه الليكود على الاقتراع. وقال "اليمين في السلطة في خطر. ياتي الناخبون العرب باعداد كبيرة الى مكاتب الاقتراع. الكتل اليسارية تنقلهم في حافلات". وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما انتقد تصريحات نتانياهو بالقول ان "مثل هذه التصريحات مناقضة لابسط التقاليد الاسرائيلية". وقرر ريفلين بدء مشاوراته قبل اعلان النتائج النهائية والرسمية من قبل اللجنة الانتخابية الاربعاء. وينص القانون الاسرائيلي على اعطاء مهلة سبعة ايام للرئيس ليختار بعد اجراء مشاورات النائب الذي يعتبره في موقع افضل لتشكيل ائتلاف حكومي. بعد ذلك سيكون امام رئيس الوزراء المكلف 28 يوما لتشكيل حكومة، يمكن لرئيس الدولة تمديدها 14 يوما. وفي حال لم يتمكن رئيس الوزراء المكلف من تشكيل ائتلاف حكومي خلال هذه المدة، يصبح بامكان ريفلين تكليف زعيم حزب آخر القيام بهذه المهمة، وسيكون امام الاخير ايضا مهلة 28 يوما لتشكيل الحكومة. وسيعود اليهود المتشددون الى الحكومة الاسرائيلية بعد ان خرجوا منها عام 2013 اثر انضمام حزب الحركة بزعامة تسيبي ليفني وحزب هناك مستقبل بزعامة يائير لابيد الى الحكومة. وكان نتانياهو اقال لابيد وليفني من الحكومة في كانون الاول/ديسمبر الماضي لانتقادهما سياسته وقام بتقديم الانتخابات التشريعية الى اذار/مارس بدلا من موعدها الذي كان مقررا في عام 2017. واوردت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان ريفلين يفضل حكومة وحدة وطنية من شأنها ان تعزز فرص تعديل النظام النسبي في الانتخابات الاسرائيلية الذي يعد مصدرا لعدم الاستقرار السياسي. ولكن ريفلين لا يملك القوة لاملاء ذلك. وحقق نتانياهو فوزا كبيرا على خصومه في الانتخابات التشريعية التي جرت الاسبوع الماضي مما سبب صدمة كبيرة لليسار بعد ان توقعت استطلاعات الرأي تقدم الاتحاد الصهيوني (يسار وسط) بقيادة العمالي اسحق هرتزوغ عليه. وحاز حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو ب30 مقعدا من اصل 120 في البرلمان،، بينما حاز الاتحاد الصهيوني المنافس لنتانياهو بزعامة هرتزوغ على 24 مقعدا.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه