2015-10-10 

نتانياهو وأوباما.. تعارض سياسات أم خلاف شخصي؟

من القاهرة، مختار أبو مسلم

كان فوز بنيامين نتانياهو بولاية جديدة كرئيس وزراء مفاجأة للمحللين والسياسيين على حد سواء، لكنه مثل – فيما يبدو – خيبة أمل لواشنطن التي تشكل سياسات حليفتها اليمينية المتشددة إحراجا لها. فعلى مدار ولايتين لكل من بنيامين نتانياهو، ولباراك أوباما شهدت البلدين الكثير من الخلافات، لعل آخرها التقارير الصحفية التي كشفت تصنت تل أبيب على مفاوضات طهران مع الغرب حول برنامجها النووي. وزاد التوتر بين الولايات المتحدة واسرائيل بعد تعمق الخلافات بين نتنياهو وأوباما على عدد من القضايا، إلا أن الأخير وصف خلافه مع نتنياهو بأنه "غير شخصي". ونقلت شبكة بي بي سي عن اوباما قوله "تربطني علاقة عمل برئيس الوزراء الاسرائيلي"، موضحا "انه يمثل مصالح بلاده في الشكل الذي يراه ضروريا واقوم بالامر نفسه، القضية لا تتعلق بعلاقة مسؤول بمسؤول". لكن القضية الأصعب والأعقد هي قضية السلام في الشرق الأوسط، بإقرار حل الدولتين الذي قال عنه الرئيس الأمريكي إنه "من الصعب تصور" إمكانية التوصل الى مبدأ حل الدولتين بين الاسرائيليين مع والفلسطينيين بعد تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الرافضة لقيام دولة فلسطينية. وأغضبت تصريحات نتنياهو البيت الأبيض، رغم محاولة رئيس الوزراء الاسرئيلي التخفيف من حدة تصريحاته. وكان قد دعا مستشارٌ للرئيس الأمريكي نتانياهو إلى "انهاء احتلال مستمر منذ خمسين عاما" للاراضي الفلسطينية، أمس الأول الأثنين. وقال دنيس ماكدونو الامين العام للبيت الابيض في خطاب القاه في واشنطن "لا يمكننا ببساطة ان نتعامل مع هذه التصريحات كأنه لم يتم ابدا الادلاء بها، او كأنها لم تثر تساؤلات حول التزام رئيس الوزراء الوصول الى السلام عبر مفاوضات مباشرة". ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ماكدونو قوله "الولايات المتحدة لن تكف ابدا عن العمل من اجل حل الدولتين"، معتبرا أنه ينبغي "إنهاء احتلال مستمر منذ نحو خمسين عاما". وكان نتانياهو، الذي المرجح أن يُكلف رسميا تشكيل الحكومة المقبلة هذا الاسبوع، قد أعلن في إطار حملته الانتخابية عن رفضه حل الدولتين. لكنه قد سارع بعد فوزه في انتخابات 17 مارس التشريعية الى تبديل خطابه مؤكدا في مقابلات عدة مع وسائل اعلام اميركية أنه لا يرفض في الواقع فكرة قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة اسرائيل. وقد فشلت الولايات المتحدة في إعادة الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية إلى مائدة المفاوضات، بعد توقفها منذ ما يقرب 10 أشهر. وتتوسع الحكومة اليمينية بقيادة نتانياهو في الاستيطان وتهويد القدس، في الوقت الذي تقاربت حركتي فتح وحماس، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، تلك الأخيرة التي تعتبرها الحكومة الإسرائيلية منظمة إرهابية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه