2015-10-10 

هل روحاني رئيس إصلاحي؟

أيمن الحماد

قبل أن يتولى الرئيس الإيراني حسن روحاني سدة الرئاسة قال إنه لا يعتزم - في حال انتخابه - التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة أخرى، وأن الأولوية ستكون لتحسين العلاقات مع الجوار. الرئيس الذي جعل من "الإصلاح" عنواناً لحملته الانتخابية، يسوّقها للداخل الذي يرزح تحت طائلة عقوبات مزمنة انعكست سلباً على أجيال من الشعب الإيراني، والخارج الذي سئم من ألاعيب دولة تجيد حياكة المشاكل، لا يبدو أنه يقدم نفسه كبديل مختلف عن الرئيس السابق أحمدي نجاد على الأقل إقليمياً. روحاني بعد عام ونصف العام على توليه سدة الرئاسة، لم تتعدّ تصريحاته عتبة ما أطلقه عشية الانتخابات الإيرانية، ورغبته في جوار بلا مشاكل.. الجار الخليجي الذي ينتظر أن تقترن الأقوال بالأفعال. فالرئيس الإيراني - الذي يبدو أنه جاء بمواصفات أقرب لما تشتهيه الولايات المتحدة - شخصية ارتبط اسمها بالمفاوضات النووية، والليونة، والدبلوماسية في التفاوض، والرغبة في الانفتاح على الغرب، استطاع فعلاً أن يكسر حاجز الصمت بين واشنطن وطهران باتصال قام به روحاني، ثم إبرام اتفاقٍ مرحلي مع مجموعة (5+1) بشأن الملف النووي، وبالتالي لم يطرأ على السياسة الخارجية الإيرانية أي تغيرات سوى فتح قناة نشطة مع الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الغربية، خلاف ذلك لا يبدو أننا أمام شخصية تختلف عن سلفه نجاد. وعلى الرغم من التصاق اسم روحاني بكثير من الشخصيات السياسية الإيرانية التي استطاعت مد جسور تواصل مع الجوار، خصوصاً الرئيسين السابقين رفسنجاني وخاتمي، اللذين أُبعدا عن المشهد السياسي الإيراني، إلا أن روحاني يعجز عن تقديم نفسه كفاعل في التيار الإصلاحي بل كصورة طبق الأصل لنجاد الذي صبغت فترتي رئاسته كثيراً اللهجة العدائية للقريب والبعيد، وهو ما نراه الآن يحتد أكثر مع انقضاء عام ونصف العام على فترة روحاني، فالتصريحات التي أطلقها مستشار الرئيس الحالي علي يونسي حول بغداد التي أصبحت إمبراطورية إيران - على حد قوله - لا تختلف عن تلك التي أطلقها حسين شهرياري بشأن البحرين ووصفها بأنها المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة. وإذا قلنا إن الرئيس الإيراني إنما هو مؤتمِر بأمر مرشد الثورة خامنئي، وأن رحيل الأخير سيغيّر المشهد، فلا نظن ذلك مبرراً مقنعاً، إذ ان الإشارات القادمة من طهران تدلل على أن الشخصية المقبلة لن تقل تشدّداً عن الحالية، كما أن الأحداث المتوالية ستزيد من حدة الصدام بين الجانبين الخليجي والإيراني، والرئيس هو جزء من النظام ولا يمكن أن يحيد عن سياسة بلاده التي يشترك بنفسه في رسمها مع المرشد والحرس الثوري. خلال الفترة المنصرمة من حكم الرئيس روحاني تعمّقت الخلافات مع دول الخليج، وارتفعت نسبة القلق من البرنامج النووي، وازدادت سلوكيات طهران عدوانية وإرهاباً، ولم تصل العلاقات بين إيران ودول الخليج العربي منذ عقد من الزمن، مرحلة أسوأ من التي نعيشها هذه الأيام، ولا مؤشرات على أن العلاقات تذهب إلى هدنة فضلاً عن تقارب ملموس. *نقلا عن "الرياض"

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه