2015-10-10 

القطبية الرباعية الأمنية الاستراتيجية الجغرافية للسعودية

بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز

كتب هذا المقال يوم الإثنين الموافق /23/ مارس 2015 قبل الإعلان عن “عاصفة الحزم” بثلاثة أيام شمال جنوب شرق غرب القطبية الرباعية دوران الكرة الأرضية العكسية بدأ عندما دقت ساعة مكة المكرمة لتستقر عقاربها على الثانية عشر. بدأت بالدوران حول الكعبة المشرفة مشياً على الأقدام , أعد كل خطوةٍ وأسمع كل دعوةٍ , وأردد بعد كل دورة ,بسم الله,الله أكبر ولله الحمد . أرى الجموع الغفيرة تردد معي وورائي من شمال الكعبة الى جنوبها , ومن شرقها الى غربها حتى الركن اليماني. استرسلت بناظري و أنا أصلي خلف مقام إبراهيم “علية السلام” تجاه الكعبة لأعّد كلمة الله أكبر الاربعة فوق الحجر الأسود في نهاية الطواف كل شوط كامل الأركان , وبدأ حديث النفس يتردد لأسمع عقلي يفكر بالدنيا وأحوالها : فساد , نزاهة , عمل , إسكان , شمال , جنوب ,شرق , وقلب , و غرب , يضم بين طياته مركز الأرض جعلت لكل نوع من انواع التحديات مرادفاً جغرافياً لكي لا تضيع بوصلتي , ضمن طيات المشاكل العامة التامة بكل أطيافها الاجتماعية , الاقتصادية , المحورية. رأيت بلا شك على الإطلاق الجنوب يلتهب و يضم أول اركان القانون الرابع كأولوية و هو الأمن, فالأمن أهم ركائز الاستقرار ، وجنوبنا الأن مع اكتمال السور يواجه تقدم ملحوظ لأعدائنا, فاليوم أكبر و أعظم المخاطر تأتي من يمننا, من ربوع أرض اشتهرت باحتوائها على خيرات الأرض والناس الطيبة , ولكن قوى الشر تأبى أن يستقر الأمن في بلاد أعطيت شرفاً عظيماً بأن يكون محورياً للعالم قاطبة, وليس فقط للأمة الإسلامية , فالمسؤولية كبيرة وعظيمة وهذا زمن التحديات الأليمة . أما الشمال فسأسميه بركن الحرية وهو ثالث أعمدة القانون الرابع وهو يحتوي أرضية جريان ,وتقاليد ,وإرث قبائل متقدمة كحضارة وعقول جبارة وإرادة واعية من سائر مناطق الجزيرة العربية , فارضها حرة أبية لا تنتج إلا زيتوناً و زيتاً صافياً و تمراً غلبت حلاوته ليصبح وجبة سمحة من السله الغذائية التي نحتاجها كمادة أولية وأساسية في الاستقلال الكلي عن إستيراد عالمي , فهذه المنطقة تعطينا حرية القرار والاستقرار لأنها تحتوي على كل الموارد البشرية والغذائية , والاقتصاد والطاقة الشمسيه و لفوسفات فهي منطقة حرة فعلية لا نحتاج بعدها الى الاعتماد على بلاد ما وراء الحدود وان كانت نياتنا هي وطنية بل ونخبويه بكل ما تحتوي هذه الكلمة من معانٍ إدارية و اكتفاء ذاتي للموارد من مياه و غذاء وعقول تأبى الخنوع ,والخضوع للأيدي العاملة الأجنبيه والأجندات التي تريد أن تشل أيادينا وعقولنا , وصمدت هذه المنطقة لتكون بكل معنى الكلمة : حرية وطننا الغالي واستقلاله الغذائي. أما المساواة فأنعطف بنظري وقلمي ,وحرفي في رؤية شرقنا التي تتساوى الفرص في السباق على وضع اللوائح التنظيمية لمعادلات تهتم بالقضايا الإدارية في وضع أنظومة وتقنين لمصطلحات الفساد والنزاهة , فها هي تساوي بين الاثنين لتضعهم على رأس اللائحة لاستقامة الأمور والنهي عن المحظور , والحد من فرص التعدي على الآخر لكي تستوي كفتا الميزان , وتؤتي أكلها , ليس كما كان الذي يذهب في جيوب البعض من الموجودين وممن لا زالوا على الساحة والبعض ذهبوا مع رياح صّرصّارً عاتيه , وكلهم كما السابقين أخذوا معهم ميزانيات لا تقاس بالميزان ولا بالقوانين . فشرقنا ان استقام ,استقام الميزان والعدل والمساواة في الأحسان والرحمة في ترتيب اوراق بعثرت بواسطة كثير من المسؤولين عن هذه الحلقات الساخنة التي ترى الآن , انها تقفل بدراية و عناية و ثقافة عالية وكأنها تقرأ ما كتبته طول هذه السنين في هذا البلد الأمين . اما الجهة الرابعة و الأخيرة فهي الغربية حيث بني عليها ولها ومنها عامود التعليم , فمن بكة طلع النور المضئ الذي جاء بالبيان والرسالة الإلهية وقال للإنسان والزمان إقرأ واعمل واعلم ,فظهر الحق من بين ثنايا مكة المكرمة وفاح عطر الثقافة الى أن وصل طيبة الطيبة , فاكتملت الرسالة بهوية واضحة جليه , لا غبار عليها , من هنا بدأت الرسالة الإسلامية المحمدية ومنها انطلقت الرحمة الإلهية لتجوب العالم وتنام بجوار قبر الرسول الكريم الذي أنبـأنا بما سيكون له أخر الزمان من محاولةٍ لمحو الهوية الأسلامية , ليرجع الأسلام غريباً كما نراه الآن , فبزوال الإسلام يذهب العلم ,وبذهاب العلم تذهب الأخلاقيات , وبذهاب الأخلاقيات تذوب الحضارات لتصبح جسماً واحداً لا حدود له ولا انضباط , لأن التعليم والعلم ان فقدوا فقدت الغربية اتجاهها لتصبح مثل ( بيغ بن ) فقط مكان لتوقيت الصلاة وليس العبادة وارساء العلم والتهذيب في نفوس من يزورها ويقطنها ويأتي اليها من كل فجٍ عميقٍ هذا العامود المهم والأهم الذي علم الإنسان مالم يعلم قرآناً عربياً لن يبدل أو يزول إلا بزوال العلم والهوية وهذا بحد ذاته ركيزة الأمم وقلب الوطن . أرجع الى مكاني في العمرة و اكملها بالسعي والدعاء بأن يحفظ لنا الله هذه البقعة الطاهرة من تغريب ومحو للهويه الأسلامية التي ظهرت منذ قرن ونصف وان شاء الله باقية ما بقي الإيمان و العلم . أسعى ياعبدي أسعى معك ( وهو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها ) هذه كل القضية: لا كبير الا الله في السعي للخير , لذا ننهي الأعمدة بالسعي لنتعلم أن كل شي يحتاج الى تفكير وتنظيم و أداء والا اختلت الأرض وعادت كما كانت جاهلية ، مع وجود الأديان السماوية قبل الإسلام من نصارى ويهود و الصبائين ، وممن قُص علينا ومن لم يُقصص . فالبقاء الآن للعلم ,وللتعليم, والأمن وسبل الاحتواء الإقليمي العالمي , منها سنكون قادرين أن شاء الله على إعادة القرار والاستقرار للمنطقة والعالم وبإعطاء الخبز لخابزيه سيوفر علينا استيراد الخبز من وراء البحار, بحيث نكون مصدرين لثروات مستوردين لتقنيات ,منتجين محليين للاكتفاء الذاتي فنحن تعدادنا لا يزيد عن سبعة وعشرين مليون نسمة ,إن وزعت الثروات بعدل ودراسة لأصبحت الأركان الأربعة متصلة بشريط آمن لن يقدر عليه أحد بإذن الله , جنوب , شمال , شرق , وغرب , هذه هي حدودنا فلنحمها من القلب كما حماها من بعد الله جدودنا , فنجحوا لأنهم اتحدوا ولم يتفرقوا ,ولم يفرقوا بين أطياف وألوان فصولها ومناطقها , فليكن التاريخ لنا عبرة , ولا نكن للتاريخ عبرة وحسرة في قلوب المحبين , وفرحة في قلوب اعداء الدين والانتماء الوطني . عهد التوطين وصوت الحق آن وجاء ,فلنسمع الأذان ونفقه الكلمات التي تنادي بالتوحيد . توحيد وقرار الاستعانة والاعانة ليس فقط من صديق بل من القريب الأقرب الذي لن يخدع ويلعب,لأن ولاءه للأرض وأصحابها وليس للمستفيدين من رزقها من غير ولاء ولا رؤية مستقبلية استراتيجية رباعية جغرافية ، أمنا للوطن وقاطنيه. اللهم احفظ وطننا ولنكن على أهبة الاستعداد للمرحلة القادمة

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه