2018-07-24 

مستقبل #السياسة الخارجية #السعودية في المنطقة

سلطان السعد القحطاني

لقد عاشت السعودية دوما تحت التهديد منذ تأسيسها على يد المحارب الملك عبد العزيز آل سعود. ففي عهد الملك عبد العزيز لم تنته الاضطرابات بشكل كامل، وتعرض الملك نفسه إلى محاولة اغتيال. وبعد سنوات واجهت الأسرة أول خلاف علني في صفوفها، نتج عنه تنحّي ملك، كان الملك سعود، عن الحكم في حياته.

 

وبعد سنوات كان الوضع العالمي في المنطقة يموج بتحولات كبيرة، تعرضت فيها السعودية لقصف الطائرات المصرية، والصراع مع الشيوعية، وبعدها اغتيل الملك فيصل.

 

وخلال عهد الملك خالد واجهت السعودية تأثير سقوط الشاه، ونظام الحكم العدائي في إيران، الذي حاول تصدير الثورة لدول العالم الإسلامي، وفقدت المملكة السيطرة على الحرم لعدة أيام، بعد عملية قام بها أتباع متدين متطرف أسمه جهيمان العتيبي.

 

وجاءت حرب الخليج في عهد الملك فهد لتواجه المملكة تحد سياسي، وثقافي أيضاً نظراً لوجود ربع مليون جندي غربي على أرضها، إضافة إلى تكاليف الحرب التي أرهقت الخزينة العامة لعدة سنوات. كما شهدت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وتحول المنطقة ككل إلى منطقة حرب

 

وشهد عهد الملك عبد الله أحداث الربيع العربي.

وواجه الملك سلمان تهديدات إيران وحرب اليمن.

 

إنها رحلة سريعة في تاريخ المملكة مع التهديد المستمر، يجعلنا نعرف بأنها مملكة عاشت على الخطر منذ أكثر من ثمانية عقود.

 

لذلك فإن صانع القرار في المملكة بحاجة الى توجيه البوصلة السعودية إلى الدائرة الاولى التي يتحتم عليه استراتيجيا ان يفكر فيها. هذه الدائرة هي المناطق المحاذية.

 

تمر منطقة الشرق الأوسط بتحولات شديدة التعقيد، ومن أجل ضمان أمنها الوطني على المستوى البعيد، تحتاج السعودية إلى تكثيف اهتمامها بدول الجوار، وذلك ممكن عبر نظام "المظلات الإقليمية" التي تستطيع من خلالها المملكة تثبيت قوتها الدبلوماسية، وإبقاء أبواب الحوار مفتوحة لاحتواء المشكلات المستقبلية، ضمن حدود لا تتغير إلا بمقدار معروف ومضبوط.

 

يمكن تأسيس منظمات سياسية مع دول الجوار، تشمل فعالياتها قمة سنوية لكل منظمة، على غرار قمة دول مجلس التعاون الخليجي، يجري خلالها تبادل وجهات النظر، وتثبيت التحالفات مع المملكة، لضمان أمن حدودها، والتعامل المبكر مع التهديدات المستقبلية.

 

وأهمها تأسيس:

 

منتدى الدول المطلة على البحر الأحمر

ويجمع السعودية واليمن ومصر والأردن والسودان وجيبوتي واريتيريا.

 

اتحاد دول الجزيرة العربية

ويجمع بالإضافة إلى دول الخليج العربية كلاً من العراق والأردن واليمن.

 

قمة الدول المطلة على الخليج

ويجمع بالإضافة إلى دول الخليج كلاً من العراق وإيران.

 

لقاء دول جوار القرن الأفريقي

ويجمع السعودية واليمن وجيبوتي وأثيوبيا وارتيريا والصومال.

 

من خلال هذه المظلات الإقليمية تستطيع السعودية ضمان استقرارها من التهديدات الخارجية، وتثبيت قواعد اللعب على حدودها المباشرة. وبهذا تنتهي الدائرة الأولى من عملية الأمن الوطني للمملكة، ثم تبدأ الدوائر الأخرى، والتي سيكون من أهمها بلا شك، فتح أبواب التحالف السياسي والثقافي بشكل أكبر مع القوى الكبرى في آسيا.

 

ستكون آسيا مسرح التاريخ العالمي خلال العقود القريبة المقبلة، وستكون ورقة الإجابة على سؤال: من هي القوة العظمى المقبلة؟

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه