2018-08-20 

دبلوماسي كندي سابق: هذا ما يجب على كندا تعلمه من الأزمة السعودية السويدية

من باريس فدوى الشيباني

 

تتقاطع وتتشابه الأزمة الدبلوماسية السعودية مع كندا مع ما عانته السويد في عام 2015 ، لكن الأزمة الحالية أكثر صعوبة وفق ما أكده السفير الكندي السابق في السويد (2015-2012) كينيث ماكارتني.

صحيفة   times colonist أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكد فيه السفير الكندي السابق في السويد أنه و في أواخر عام 2014 ، قدمت حكومة سويدية منتخبة حديثًا مبادرتين رئيسيتين للسياسة الخارجية والتجارية يجب أن تكون درسا للكنديين.

 

وأضاف ماكارتني أنه وفي الوقت الذي أكدت فيه وزيرة الخارجية  السويدية مارغوت وولستروم  بأنها ستوجه جهود وزارتها لدعم  حقوق الإنسان ، في الوقت نفسه ، الذي وضع فيه وزير التجارة  الكندي ميكائيل دامبرج استراتيجية جديدة لجذب الاستثمار لأكبر للأسواق الناشئة. 

 

و قد كانت المملكة العربية السعودية واحدة من الدول ذات الأولوية بالنسبة لوزارة التجارة السويدية .

 

 و على غرار التدخل الفض لوزيرة الخارجية الكندية، إنتقدت وزارة الخارجية السويدية مزاعم  انتهاكات حقوق الانسان في السعودية ، لكن رد الفعل السعودي على السويد كان قاسياً جدا ومفاجئا، "حيث سحبت المملكة سفيرها من ستوكهولم، وتوقفت عن توفير تأشيرات العمل للسويديين ، وحشدت أعضاء الجامعة العربية لإدانة السويد ، وحجبت وولستروم من مخاطبة الجامعة العربية بشأن الديمقراطية وحقوق المرأة بعد أن وصلت بالفعل إلى تجمعها في القاهرة."

 

 وفي تلك اللحظة ، سيطر الجدل والنقاش  حول ما إذا كان ينبغي على الحكومة السويدية تجديد اتفاقية التعاون العسكري (التدريب / التبادل الفني) مع المملكة العربية السعودية.

 


و أثار الجدل الدائر في البرلمان وفي وسائل الإعلام ردود فعل قوية، حيث دعا قادة الصناعة السويديين وغيرهم إلى احترام الاتفاقات والحفاظ على العلاقات مع المملكة.

 

وبالمقارنة ، فإن الإجراءات الصارمة ضد كندا هي أكثر "قسوة" بكثير من تلك المفروضة على السويد وفق الدبلوماسي الكندي السابق .

 

ويشير ماكارتني أنه و في غضون أسبوع ، نفذت الحكومة السويدية استراتيجية للمساعدة في تطبيع العلاقات. وكان نهجها هو عزل النزاع وإنتقادات ولستروم عن العلاقات بين البلدين.

 

حينها تدخل الملك السويدي و عرض استخدام علاقاته مع العائلة المالكة السعودية من أجل تحسين العلاقات ، ولذا قام مبعوث كبير  بتسليم رسائل من الملك السويدي ورئيس الوزراء إلى الملك السعودي.

 

وأشار رئيس الوزراء الكندي إلى أنه أعرب في رسالته  عن أسفه إذا كان هناك أي سوء فهم بأن السويد قد أهانت الإسلام أو المملكة العربية السعودية، مؤكدا أن السويد ترغب في إقامة علاقات جيدة و تعزيز التعاون الثنائي البناء مع السعودية. 

 

كما ذكرت تقارير إعلامية سويدية حينها، أن خطاب الملك السويدي  تضمن تحيات حارة ، و لقي ترحيبا خاصا من الملك سلمان.

 

وقد نجحت الخطوات السويدية في إقناع السعوديين أن محتوى الرسائل شكل من أشكال الاعتذار ، لتعلن بعدها المملكة إعادة سفيرها إلى ستوكهولم.

 

وقد تعزز هذا التقارب في عام 2016، بزيارة رسمية قام بها رئيس الوزراء السويدي إلى المملكة العربية السعودية ، والتي تمكنت من إزالة بواعث القلق بين الجانبين، فضلاً عن تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.

 

و في سياق متصل شدد ماكارتني على أن حل الخلاف الدبلوماسي السعودي مع كندا  بلا شك أكثر صعوبة، حيث  تبدو  المملكة أكثر جرأة وأقل تسامحًا مع الانتقادات والمزاعم التي أطلقتها وزيرة الخارجية الكندية.

 

 و في المقابل فقد حضيت السويد بقليل من التضامن العام من الحكومات الأخرى ، حتى داخل الاتحاد الأوروبي ؛ ومن المحتمل أيضًا أن يكون هذا  مصير كندا ، خاصة بالنظر إلى المشهد السياسي المتغير.

و ختم ماكارتني بالتأكيد على  أن إنهاء الأزمة سوف يتطلب  جهدًا دبلوماسيًا كبيرًا وتدخلاً عالي المستوى من الحكومة السويدية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه