2015-10-10 

خبير أمريكي للرياض بوست: السعوديون أقوى في اليمن

من نيويورك، جوزيف براودي

قال فريدريك وير، الشريك الأبرز في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، في مقابلة خاصة مع صحيفة “الرياض بوست” "إن دعم الولايات المتحدة للعملية العسكرية السعودية في الوقت الذي تفاوض فيه إيران محير. ويرى الخبير أن موقف واشنطن قد أخذ في الإعتبار عقد نوعا من المُقايضة، بمعنى إذا كانت الإدارة الأمريكية تريد الجائزة الاستراتيجية للاتفاق النووي الإيراني، فهذا جزء مما يتعين عليهم القيام به لضمان قبول السعودية به. وفي تقديرٍ لهذا النوع من "الدعم الاستخباراتي" الذي قد تكون الولايات المتحدة قادرةً على عرضه على المملكة العربية السعودية في اليمن، أشار ويري إلى أن "السعوديون دائماً لديهم مصادر بشرية أفضل على أرض الواقع، ومايمكن، أن تقدمه الولايات المتحدة هو إستخبارات تقنية التي قد لا تملكها المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى ". وأشار ويري أيضاً إلى التناقض بين أيٍ دعم قد تعرضه الولايات المُتحدة على المملكة العربية السعودية في اليمن وبين مُسَانَدَتها الواقِعِيّة لإيران في جهودها العسكرية لانتزاع السيطرة من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في تكريت: "إنه صراع مُتباين بشكل لا يُصدق - مثل لعبة شطرنج رباعية الأبعاد." وطرحت الحملة المُستمرة التي تُقودها السعودية ضد أهداف الحوثيين في اليمن أسئلة وتحديات جديدة أمام إدارة أوباما في الوقت الذي تسعى فيه لوضع استراتيجية مُتماسكة تِجاه منطقة الخليج والدول المجاورة. من جهتها أعربت برناديت ميهان المُتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي تأيدها للضربات الجوية، وقد أكّدت أن واشنطن قد وضعت "خلية تخطيط مُشتركة مع المملكة العربية السعودية لتنسيق الدعم العسكري والاستخباراتي الأمريكي". و من ناحيةٍ أخرى، تُناضل واشنطن من أجل التوصل إلى اتفاق هَيْكَلي مع إيران بسبب مُشروعها النووي، ومن غير الواضح كيف سوف يتم التوفيق بين التسوية مع إيران من جانب والدعم لمعارضي الوكيل الحوثي لإيران في اليمن من جانب آخر. وتعليقا على نفس المفارقة، قال بيان مشترك من قبل عضوَي مجلس الشيوخ الجمهوريَين جون ماكين وليندسي غراهام: “في الوقت الذي يشن شركائنا العرب الضربات الجوية لوقف الهجوم من وكلاء إيران في اليمن، تجري الولايات المتحدة غارات جوية لدعم هجوم وكلاء إيران في تكريت. وهذا هو الغريب بقدر ما هو مضلل.” وفي سياق مماثل، قال النائب الجمهوري داريل عيسى، في بيان له تعليقاً على الحملة الجوية السعودية: "قد جعلت شهور من المفاوضات الخرافية وإسترضاء هذه الإدارة إيران — جعلت إيران تعتقد أنها قادرة على الإفلات من العقاب على نطاق دولي. ... إن استمرار التهدئة أو إزالة العقوبات ضد هذه الدولة المارقة سوف تشجع إيران وتسهل سلوكها العدواني”.. تتزامن الهجمات الجوية السعودية مع النقاش الحاد في واشنطن حول سياسات إدارة أوباما تِجاه إيران، مع إتهام الإدارة , من قبل منتقديه، بأن البيت الأبيض قد خضعت للهيمنة الإيرانية من أربعة عواصم عربية. ونُشر في صحيفة وول ستريت جورنال يوم الخميس الماضي مقال رأي ل“ماكس بوت ” باحث بارز في مجلس العلاقات الخارجية وأحد الأصوات الرائدة في اليمين الأمريكي، يقول فيه إن الإدارة قد أنشأت سياسة خارجية راديكالية حيث "الولايات المتحدة يضع أسفل العبء، وإيران تلتقط الركود ". ومن الجدير بالذكر في هذا الصدد أنه في وقت سابق من هذا العام، قد اِعتَرف مايكل فيكرز، المسؤول البارز في استخبارات الولايات المُتحدة الأمريكية، بأن الولايات المُتحدة كانت على علاقة استخباراتية مُستمرة مع جماعة الحوثيين المُتمردة في جهودها لمُكافحة تنظيم القاعدة في اليمن. بينما في الأمم المتحدة, قال السيد “فرحت الحاج”، الناطق الرسمي بإسم الأمين العام “بان كي مون” يوم الخميس “يُشير الأمين العام إلى أن المملكة العربية السعودية، بناءً على طلبٍ من الحكومة اليمنية، قد بدأت العمليات العسكرية في اليمن، وهو يُدرك أن دولاً أخرى، وعلى وجه الخصوص، الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، تدعم أيضاً هذه العمليات. والأمين العام، في حين أنه يدعم شرعية الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، فهو يدعو جميع الأطراف والدول الأعضاء إلى الامتناع عن اتخاذ أية إجراءات تقوض وحدة وسيادة وسلامة أراضي اليمن ... وبدلاً من ذلك فهو يدعو إلى دعم التحول السياسي. ويحث الأمين العام جميع الأطراف على ضمان حماية المدنيين ... وكذلك قواعد ومبادئ قانون حقوق الإنسان الدولي وقانون اللاجئين. ... وعلى الرغم من التصعيد، فلا تزال المفاوضات هي الخيار الوحيد لحل الأزمة اليمنية في نهاية المطاف. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الأمم المتحدة تعتبر استيلاء الحوثيين صنعاء أن يكون "انقلاباً"، فأجاب: "نحن لا نستخدم هذه الكلمة، ولكننا نذكر البيان الرئاسي لمجلس الأمن من يوم الأحد، والتي تدعم مرة أخرى شرعية الرئيس اليمني.” وعندما سُئل عن حالة طاقم الأمم المتحدة في اليمن, قال, “ هذا الوضع حساس جدا. نحن نتبع أحوال جميع موظفينا في صنعاء، والخطوات الممكنة الواجب اتخاذها لضمان أمنهم. وفيما يتعلق بعدن، كان لدينا عشرة موظفين هناك الذين تم نقلهم مؤقتا من عدن وهم الآن خارج اليمن”. وأكد السيد “فرحت حاج” أيضاً على أن الأمين العام قد تحدث مع وزير الخارجية السعودي صباح الخميس إستطلاعاً معلومات أكثر عن الحملة في اليمن.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه