2018-09-19 

سوق العمل السعودي يختبر " السعودة"..تفاؤل وتحديات

من جدة، سلمان الحارثي

يتساءل مهند الفاهم عما إذا كان معرض الأثاث الذي يديره في الرياض يمكنه البقاء في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة  لسعودة قطاع العمل.

 

صحيفة  economictimes  أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن تلبية التوجيه الحكومي ليحل  السعوديون محل معظم الموظفين الأجانب الذين يهيمنون على قطاع تجارة التجزئة ، يمكن أن يدفعهم إلى حافة الهاوية.

 

وقال الفاهم ، وهو سوري ، أنه درب العديد من الباعة السعوديين قبل أن يتفاجأ بأنهم توقفوا عن العمل في غضون أسابيع.

 

وأضاف "كل شيء جاء في نفس الوقت ..لدينا إيجار مرتفع في هذا المجال ..الطلب منخفض في السوق والتكاليف مرتفعة."

 

ويشير التقرير أن خلق فرص عمل للسعوديين يشكل هدفاً حاسماً لخطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتحويل الاقتصاد وإعداد أكبر مصدر للنفط الخام في العالم إلى مرحلة ما بعد النفط.

 

ويعني ذلك تعميم أنماط العمالة التقليدية حيث يهيمن العمال الأجانب على القطاع الخاص في حين ينجذب المواطنون عادة نحو القطاع العام ، حيث تكون الساعات أقصر والوظائف أكثر إستقرارا.

 

ومع ارتفاع نسبة البطالة إلى 12.9 في المائة ، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقد من الزمان ،  لم تعد الوظائف الحكومية كافية. أمام ارتفاع نسبة الشباب السعودي العاطل عن العمل.

 

و دخلت المرحلة الأولى من حملة "السعودة" في قطاع التجزئة حيز التنفيذ هذا الشهر ، حيث من المتوقع الآن أن يوظف وكلاء السيارات وباعة الملابس والأثاث والأواني المنزلية السعوديين في 70٪ من وظائف المبيعات.

 

و يجب أن يلتزم تجار التجزئة الكهربائيون والبائعون وأخصائيو البصريات في شهر نوفمبر ، يليهم بعد ذلك أصحاب المتاجر التي تبيع الحلوى والسجاد ومواد البناء والمعدات الطبية وقطع غيار السيارات.

 

و في سوق المعيقلية - وهو سوق تقليدي في جنوب الرياض - العديد من المحلات التجارية مزوّدة بموظفين سعوديين .

 

 ومن بين هؤلاء حسن النخيفي ، 30 عاما ، الذي حصل على وظيفة بيع مستلزمات الرجال قبل بضعة أيام ، وهو سعيد بالتغييرات حيث أكد  "لقد حققت الدولة نتائج جيدة بالنسبة لنا".

 

 

و داخل محل لبيع الأثاث ، كانت مها عبد الله البالغة من العمر 20 عاما مدفوعة بكثير من  الحماس للوظيفة التي بدأتها منذ شهرين حيث تؤكد  "أتعلم أشياء جديدة ، وهي ممتعة حقًا" مشيدة بسياسة العمل الجديدة .

 

من جهته أك غراهام غريفيث ، أحد كبار المحللين في "كونترول ريسكس" في دبي ، أن صغار تجار التجزئة على وجه الخصوص سيصارعون من أجل البقاء.

 

وأضاف "إن القطاع الخاص السعودي في موقف صعب للغاية ..الاقتصاد تحت الضغط ، والضرائب والرسوم ارتفعت ، والتكاليف - من العمل إلى المرافق العامة - آخذة في الارتفاع."

 

 

ويتابع التقرير أنه و بالنسبة للعديد من الأجانب ، يبدو أن الوقت قد حان للعودة إلى الوطن ، والانضمام إلى مئات الآلاف الذين غادروا بالفعل.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه