2019-04-09 

مركز الحوار العالمي يقدم إنجازاته في مجال القيم الدينية والإنسانية وعلاقتها بصانعي السياسات في منتدى #هوراسيس العالمي في #البرتغال  

الرياض بوست

شارك مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فعاليات منتدى هوراسيس العالمي لعام 2019م في مدينة كاسكايس البرتغالية، خلال الفترة الممتدة بين8-6أبريل الجاري، بحضور مشاركين من (70) دولة من القيادات السياسية ورجال الأعمال ومنظمات الحوار والقيم الإنسانية ، ممثلاً بمعالي أمينه العام الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، الذي ألقى كلمة في الجلسة العامة للمنتدى والتي خصصت لمناقشة علاقة القيم الدينية والإنسانية بأعمال مجالس الإدارة في المؤسسات التجارية ومع صانعي السياسات.

 

وأكّد معالي الأمين العام لمركز الحوار العالمي على طبيعة عمل المركز، كمنظمة  دولية، مقرها فيينا، النمسا، مع الحكومات ومؤسسات الأمم المتحدة والجهات الفاعلة في المجتمع المدني؛ لتعزيز الحوار والتعاون بين المجتمعات الإنسانية؛ بناءً على ما تشكِّله القيم الدينية والإنسانية من قوة فاعله لاعتبار الدين والمشترك الإنساني مصدرًا للخير والسلام والتعايش ومكافحًا للتطرف والتعصب، مشيرًا إلى أن المركز يعد منظمة حوارية دولية فريدة، تعمل على تفعيل دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية لمساندة صانعي السياسات في بناء السلام وتعزيز التعايش، خاصة في المنظمات الدولية، عبر حلول مستدامة وتحقيق نتائج إيجابية؛ ويديره مجلس إدارة يتكون من خبراء في مجال الأديان والثقافات من المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين والهندوس، يشكّلون قيمة مضافة لفعالياتها، وقوة فاعلة لتعزيز ثقافة الحوار والتعاون لتحقيق الخير للإنسانية كافةً ومجلس استشاري مكون من (41) عضوًا، يمثلون (15) ديانة وثقافة عالمية متنوعة؛ برعاية ودعم مجلس أطراف الدول المؤسّسة (المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا والفاتيكان بصفة مؤسس مراقب)؛ من أجل ترسيخ المشترك الإنساني بما يحقق العيش المشترك والأمن والسلام العالمي، عبر تنظيم برامج تدريبية وشبكات تواصل بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة، المنوط بها أدوار كبيرة  في تجاوز الحواجز النفسية الناجمة عن التعصب والتطرف والصراعات، من خلال استثماره للقيم الدينية والعلاقة بين القيادات الدينية وصانعي السياسات.

 

وأشار معاليه إلى أن هناك العديد من الدروس التي تعلَّمناها في عملنا والتي يمكن تطبيقها على العلاقة بين مؤسسات القيم ومؤسسات المال والأعمال والتي تعمل في مجتمعات متنوعه ويشارك في إداراتها أعضاء من أديان وثقافات متنوعه أيضًا، جنبًا إلى جنب مع جميع أعمالنا؛ إذ نتحد في قناعاتنا بـــأن جميع الأديان تشترك في الأهداف السلمية نفسها؛ إذ تُعلِّم جميعها الاحترام للتنوع  والرحمة والعدالة وتدعو إليها. كما تُعلِّم أتباعها بأن جميع البشر إخوة، مؤكدًا على أن تلك القيم والأخلاقيات المشتركة هي قوة الدفع اللازمة لعملنا.

 

وتناول ابن معمر، جانبًا آخر من جوانب الدين القوية للغاية: وهذا الجانب هو القيادة، مشيرًا إلى أن القيم الدينية في كثير من أنحاء العالم، تشكّل مصدرًا للتوجيه الأخلاقي والروحي حول كيفية العيش المشترك، داعيًا إلى عدم إغفال الدور الكبير للدين في حياة الناس: إذ ينتمي حوالي (84٪) من سكان العالم إلى عقائد دينية.

 

وشدّد الأمين العام لمركز الحوار العالمي على أن الاعتراف بالقيم المشتركة الأصيلة لجميع الأديان، التي تنبثق عنها قيم العمل وضوابطه المهنية، والأخلاقيّة، والتعاليم، والمبادئ التي تُسهم في تحديد سلوك قيادات الشركات والمنظمات الاقتصادية والتجارية الكبرى وموظفيها، وفي الوقت نفسه، تسهم في وضع مسيرة اقتصادات الدول على الطريق الصحيح: بناءً  ونماءً وتطويرًا، لبيئاتها الاقتصادية، والاجتماعية بوصفها ضمانةً للوصول إلى أعلى مُعدّلات الإنتاج، وإيجاد أجيال مُخلصة وأمينة للعمل ومُحبة ومنتمية لأوطانها، مؤكدًا على ضرورة الحوار، في أجزاء من العالم، والتركيز على الأماكن التي يُساء فيها استخدام الدين؛ لتقسيم المجتمعات وتعميق جذور الكراهية، حيث تعالج هذه القيم  النبيلة مسببات انقسام الناس، وتجمعهم على ترسيخ العيش المشترك فيما بينهم؛ كونها تمثّل بوصلة أخلاقية، يمكن أن تسير على هداها الشركات العالمية في مجالس إدارتها وفي قرارتها.

 

وأكد ابن معمر على أن القيم  الدينية والإنسانية المشتركة؛ توفر وسيلة، ناجعة وفعالة؛ لإعادة الناس إلى جوهر  العمليات التجارية البناءة، وتساعد في الوقت نفسه، أصحاب الأعمال التجارية؛ ليصبحوا شركاء في تعزيز النمو المستدام والعادل، الذي يعود بالفائدة على الجميع، لافتًا إلى  أنه عندما ننظر إلى العالم من حولنا اليوم، بعيوننا وعيون صانعي السياسات والمجتمع المدني؛ سيكتسب قادة قطاع الأعمال التجارية، أهمية كبيرة. وهنا تكمن أهمية إشراكهم في الجهود المبذولة؛ لبناء عالم أفضل، معتبرًا القيم الدينية والإنسانية، خير مساعد لهم على ذلك؛ حيث العمل على ترسيخ المشتركات الإنسانية للتغلب على مظاهر انعدام الثقة والتوتر، مشيرًا إلى تطور مفهوم القيم المشتركة، في بيئات ريادة الأعمال خلال السنوات الأخيرة؛ ليصبح نهجًا جديدًا للشركات، يمكّنها من تحقيق الأرباح الاقتصادية؛ داعيًا الشركات إلى  ضرورة توجهها نحو الاهتمام بأولويات العملاء، والمجموعات السكانية المتنوعة، التي تعمل فيها أو تسوّق منتجاتها لديها؛ ليصبح  ذلك جزءًا لا يتجزّأ من رؤيتها الاستراتيجية وقيمها التي تتبناها لدعم إنتاجها والرفع من أرباحها.

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه