2015-10-10 

الصليب الأحمر يطلب هدنة في اليمن لإيصال المساعدات

رويترز

دعت روسيا والصليب الأحمر يوم السبت إلى هدنة عسكرية في اليمن للسماح بإرسال مساعدات انسانية واجلاء مدنيين بعد مرور عشرة أيام على بدء ضربات جوية تقودها السعودية وقتال حصد أرواح مئات الأشخاص. ووزعت روسيا مشروع قرار في الأمم المتحدة يدعو إلى تعليق الضربات الجوية للسماح باجلاء المدنيين الأجانب والدبلوماسيين والسماح بدخول المساعدات الانسانية دون تعطيل. ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى وقف فوري للعمليات القتالية لإرسال مساعدات طبية وقالت إن ثلاث من شحناتها لا تزال ممنوعة من الدخول. وقالت اللجنة في بيان "يجب فتح كل الطرق البرية والجوية والبحرية دون إبطاء لمدة 24 ساعة على الأقل للمساعدة في الوصول إلى الأشخاص المحتاجين بعد أكثر من أسبوع من الضربات الجوية المكثفة والقتال البري الشرس في أنحاء البلاد." وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 500 شخص قتلوا في الأسبوعين الماضيين في اليمن بالإضافة إلى نحو 1700 مصاب. ويقول سكان في عدن إن أجزاء من المدينة الجنوبية الساحلية تعاني انقطاعا في امدادات المياه والكهرباء منذ يومين. ولا توجد اي دلالة على توقف القتال. وقال سكان من عدن إن سفنا من التحالف الذي تقوده السعودية قصفت قوات الحوثي التي سيطرت على احياء قريبة من وسط المدينة رغم حملة الرياض العسكرية لدعم الرئيس عبد ربه منصور هادي. وتمكن الموالون لهادي من طرد الحوثيين وحلفائهم من حي كريتر بوسط عدن يوم الجمعة . ويمثل ذلك انتصارا نادرا بعد أسبوع من المكاسب التي حققها الحوثيون الذين يدعمهم جنود موالون للرئيس السابق علي عبد الله صالح. وأنزلت مقاتلات من التحالف الذي تقوده السعودية أسلحة في عدن لليوم الثاني لدعم المقاتلين الموالين لهادي الذي غادر اليمن قبل عشرة أيام وتابع من السعودية تقدم الحوثيين نحو أخر معقل كبير لأنصاره. وذكر متحدث عسكري باسم التحالف أن التحالف يقدم دعما لوجستيا كبيرا لمقاتلي هادي. ورفض تأكيد أو نفي الانباء التي أفادت بأن قوات خاصة سعودية تعمل في عدن. لكن مقاتلا في عدن يدعى خالد أحمد سيف ناشد التحالف عبر قناة تلفزيونية محلية إرسال قوات برية بأسرع ما يمكن قائلا إن المدينة معرضة "لحرب إبادة" من قبل الحوثيين. وفي وقت لاحق يوم السبت دخل مسلحون حوثيون حي المعلا بوسط عدن حيث يوجد الميناء. وتحدث شهود عيان عن نشوب قتال عنيف في المنطقة. وقال سكان إن الحياة أصبحت لا تحتمل. وقال محمد فارع وهو أحد سكان حي كريتر "كيف لنا أن نعمل؟ هذا غير مقبول. إلى متى يستطيع الناس العيش بدون مياه أو كهرباء؟" وقال حسن عبد الله وهو ساكن آخر في حي كريتر إن الناس تلجأ إلى بئر لم تستخدم منذ أمد بعيد في أحد مساجد المدينة من أجل الحصول على المياه. وأضاف سكان إن ضربة جوية على قرية عكاش القريبة من العاصمة صنعاء أودت بحياة عائلة من تسعة أشخاص ليل الجمعة. وعندما سئل العميد الركن أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف عن النداءات التي تطالب بهدنة انسانية اكتفى بالقول بأن الجيش مستعد لأي تعليمات من قيادته السياسية. وأضاف أنه يجب على وكالات الإغاثة والحكومات التنسيق بشأن شحنات المساعدات مع المسؤولين في الرياض. * قبائل ضد القاعدة وأدى الصراع في اليمن إلى تحويل البلاد إلى أحدث ساحة لحرب بالوكالة بين السعودية ومنافستها الاقليمية إيران وهو صراع قائم أيضا في سوريا ولبنان والعراق. وتنفي طهران اتهامات الرياض بأنها تسلح الحوثيين الذين أصبحوا أقوى فصيل في البلاد بعد سيطرتهم على العاصمة قبل ستة اشهر مع مؤيدين للرئيس السابق صالح. وبدأت السعودية التي ازعجهتها تنامي قوة الحوثيين الشيعة على حدودها الجنوبية هجمات عسكرية في 26 مارس اذار. وتدعم المقاتلات السعودية طائرات من دول خليجية عربية. وقالت وكالة انباء الإمارات إن الحملة تشارك فيها 100 طائرة سعودية إلى جانب 30 من الامارات و15 من كل من البحرين والكويت و10 من قطر. ويعد أحدث قتال يشهده اليمن واحدا من الكثير من الصراعات في البلاد. فقد أدت مظاهرات حاشدة استلهمت انتفاضات الربيع العربي في عام 2011 إلى تنحي صالح بعد حكم دام ثلاثة عقود تخللته حملة انفصالية في الجنوب واضطرابات قبلية وأنشطة لتنظيم القاعدة. وانسحبت القوات الأمريكية من اليمن الشهر الماضي لتوقف حربا غير معلنة كانت تشنها بطائرات بدون طيار ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقد تتيح الاضطرابات للحركة الجهادية فرصة للترسخ أو التوسع في شرق البلاد النائي. وقال سكان إن مقاتلين يشتبه بانتمائهم للقاعدة سيطروا على بلدة المكلا يوم الخميس واقتحموا السجن وحرروا 150 سجينا بينهم قيادي بارز في جناح تنظيم القاعدة باليمن يدعى خالد باطرفي ونهبوا البنوك. وذكرت مصادر عسكرية أنهم لم يواجهوا مقاومة تذكر من الجنود في قاعدة عسكرية قريبة. وانسحب الجنود أيضا من بلدتي الشحر والريان الواقعتين على ساحل بحر العرب مما يسلط الضوء على مزيد من الانهيار للسلطة المركزية الهشة في اليمن. ودخل مقاتلو قبائل إلى وسط المكلا التي تبعد 500 كيلومتر شرقي عدن على متن شاحنات صغيرة لطرد متشددي القاعدة. وكانوا قد تعهدوا في وقت سابق باعادة الاستقرار إلى المدينة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه