2015-10-10 

المعتمرون ضحية الحرب الباردة بين السعودية وإيران

من القاهرة، حسين وهبه

في تصعيد حاد للتوتر الذي يسود الأجواء بين إيران والمملكة العربية السعودية بسبب الأزمة في اليمن والاتفاق الذي توصلت إليه إيران بشأن برنامجها النووي مع قوى دولية. منعت السلطات السعودية، طائرة إيرانية تحمل 260 معتمرا من الهبوط في مطار جدة. وبررت الهيئة العامة للطيران المدني السعودي قرارها بعدم وجود تصاريح للطائرة الايرانية من الهيئة بالتحليق إلى المملكة العربية السعودية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية. وأكد المتحدث باسم الهيئة خالد الخيبري أنّ مثل هذه التجاوزات، سواء صدرت من الخطوط الإيرانية أو غيرها من شركات الطيران الأجنبية الاخرى يتم منعها من الطيران داخل الأجواء السعودية. وأوضح أن "هذا الإجراء هو المتبع حسب الأنظمة الدولية، إذ يجب على المشغل التقدم للهيئة بطلب مسبق يحدد فيه نوع الطائرة وعلامة تسجيلها الخاصة وشهادة الصلاحية ووثائق أخرى بما يضمن سلامة المسافرين والأجواء". وأضاف أنه يحق لأي مشغل إدراج أي طائرة يرغب بتشغيلها إلى البلد المقصود، وذلك بالتقدم بالطلب مسبقًا على أن تكون مطابقة للأنظمة والمقاييس الدولية كما هو معمول به بجميع دول العالم. وهو تفسير انتقده مسؤولون في الخطوط الجوية الإيرانية، مؤكدين أن الرحلة الجوية كان مستوفية لكافة الشروط السابق ذكرها وذكرت وكالة العمال الإيرانية أن الطائرة حملت على متنها أكثر من 250 إيرانيا كانوا يعتزمون أداء مناسك العمرة، قبل أن تغلق السعودية مجالها الجوي أمامها وتجبرها على العودة إلى مطار أصفهان الإيراني من حيث انطلقت. وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوتر بين الدولتين مع توجيه حملة تقودها السعودية ضربات جوية على جماعة الحوثيين، وتواجه ايران اتهامات من المملكة بتقديم دعم عسكري للحوثيين وهو ما تنفيه طهران. وتعد هذه الخطوة الثانية التي يتعرض فيها معتمرين ايرانين لمضايقات من السلطات السعودية في أقل من اسبوع حيث تحدثت الصحف الايرانية عن تعرض شابين إيرانيين لتحرش من قبل شرطيين سعوديين في مطار جدة أثناء عودتهما من العمرة. وتصاعدت القضية في إيران على مستويات عدة من البرلمان إلى القضاء ورجال الدين والخارجية، حيث قدم سبعون نائباً في البرلمان الإيراني مشروع قرار عاجل يطالب الحكومة بإلغاء العمرة المفردة إلى الأراضي السعودية إلى حين التأكد من ضمان سلامة الحجاج والمعتمرين الإيرانيين في المملكة. وذكرت وكالة مهر الإيرانية إن المحافظين في البرلمان قدموا مشروع القرار على خلفية حادثة مطار جدة وسياسات السعودية تجاه اليمن والشيعة. وبدوره أكد رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أن "السلوك الشنيع للشرطة السعودية مع الزوار الإيرانيين فظيع، منتقدا التأجيج السعودي للحرب في اليمن وسوريا. ورفع 18 نائباً في البرلمان طالبا إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، بـمعاقبة المتورطين في الحادث اللأخلاقي مبينين أنّ حادث التحرش باثنين من الشباب الإيرانيين من قبل عنصرين بشرطة مطار جدة، أساء الى مشاعر الشعب الإيراني وغيرته. واتهم عضو هيئة الرئاسة في البرلمان محمد دهقان النظام السعودي تسليط أناس فاسدين على رقاب المسلمين من الزوار والحجاج، مما يثبت زيف ادعاءات النظام بتمسكه بالإسلام وخدمة الحرميين الشريفيين وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية افخم أنه تم رفع قضية ضد المتورطين بقضية التحرش أمام أحدى المحاكم في السعودية. ونقلت أفخم عن السلطات السعودية استياءها لفعل شرطتها في مطار جدة، مؤكدة أنها ستنزل العقاب الشرعي والقانوني بحق المتورطين حال إثباته أمام المحكمة. بحسب الصحف الايرانية. و دعا رئيس السلطة القضائية الإيرانية آية الله صادق آملي لاريجاني إبلى توقيع أقصى عقوبة بحق رجال الشرطة السعوديين المتحرشين جنسياً بالفتيين الإيرانيين الحاجين في مطار جدة. وأضاف لاريجاني في اجتماع كبار القضاة الأربعاء بطهران إننا لا يمكننا التغاضي عن أمن مواطنينا ونطلب من وزارة الخارجية متابعة هذه القضية بحساسية وجدية. ودعا المرجع الديني الشيعي آية الله ناصر مكارم شيرازي المسؤولين للدفاع عن حقوق وعزة إيران، قائلا لايمكن أن نمر مرور الكرام على حادثة مطار جدة. وتسأل شيرازي هل ينبغي لنا أن نؤدي الحج والعمرة ونرضخ للذل في المقابل ؟ و إذا لم يكن الأمن متوفراً في مطار جدة، فهل هو متوفر في أزقة جدة؟ مطار جدة مطار دولي ومن المؤكد أنه لو لم يتوفر الأمن فيه سيشعر الناس بالخوف. وتحدثت الصحف الايرانية عن أصدار ستون فناناً و فنانة و عاملين في مجال الإنتاج السينمائي بياناً نددوا فيه بالحادثة مطالبين الحكومة الإيراني باتخاذ إجراءات قوية تجاه السعودية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه