2015-10-10 

الممتَحنة

بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز

عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (7) لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) إمتحان صعب ومخاض يمر به العالم هذا اليوم , فلقد أصبح اليوم في هذا العصر عبارة عن دقيقة وثانية وما بينهما امتحان عصيب في اتخاذ قرارات حاسمة حازمة في تقرير المصير ومكانة دولتنا بين الأمم المتحدة . إمتحان صعب تمر به الأمة الأسلامية والعربية في عبور الصراط المستقيم لأنه حاد , فمن يستطيع العبور من غير السقوط هو الذي سيبلغ الأمل المنشود وهو السلام والأمان في عالم تتصارع فيه القوات من أجل البقاء ,وليس فقط الاستقرار. محيطات مابين القارات ولكن النار تمتد بالهشيم من غير قائد ولا زعيم ,ودولتنا بقائدها الرشيد”خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان”,ورجال الأمن في الداخلية والدفاع هما الوحيدان الذين أراهم يرون ماهو قادم من إمتحان في اجتياز الصراط بسرعة الضوء والصوت على المدى البعيد . سورة في القرآن الكريم كاملة اسمها ” الممتَحنة” تفسر ما نمر به من عاصفةٍ , بل أقول عواصف مزلزلة من كل ناحية وصوب . ونحن في قلبها سفينة النجاة وإن لم يعترف بها الكثيرون . ولكن مصير الأيام والكلمة والحرف وتقرير المصير ستظهر إلى العالم بكل وضوح :بأن ما اتخذ من قرارات كانت مصيرية , والأمل الوحيد في التصدي للزحف الغير أصولي وإرهابي لكي يتخلخل استقرار البقعة التي صمدت امام كل الفصول. التغيير لا محال أن لا نعترف به , وهذا هو مايسمى بنظرة الصقور الى ما وراء “البحور” وإلى نظرة فضائية في لوحة سيريالية, لا يقرؤها إلا من كان حافظاً للقرآن وعالماً بالبيان , فهذا الذي يقرأ مابين السطور ويضع النقاط فوق الحروف, ويشكل الجملة بهمزة وشدة وفنٍ وفنون. نحن نسير في وسط عاصفةٍ , لذا التوحيد تحت لواء الصماصم وقائدها هو النصر الأكيد بحول الله, فهذا نصر للجميع وليس فقط لقائدنا . كرمت من قبل ملتقى الأعلام العربي كسفيرة سلام وإنسانية للأمة العربية وهذا أيضاً إمتحان في هذه الأزمة الصعبة العالمية من تحول الإعلام من ضجيج وأزيز ومعلومات تضع الإنسان في رحلة التيه , ما بين ما هو واقعي, وما هو ضبابي ودهاليز لولبية , الإعلام في نظري أصبح في خط موازٍ لأي سلطة عالمية فهو يكتب والشعوب تسير تحت مظلة “قال وقيل” فأنا أيضاً أمر بامتحان عسير وهو المصداقية في كتابة مايدور على الساحة ولمن نهدي جائزة القيادة الحكيمة ؟ فالسفير دائماً يمثل مسؤولية جسيمة في تبليغ الرسالة بأمانه ولديه رقيب عتيد. السلام هو مطمعي والإنسانية لطالما كانت وستبقى هاجسي , لذا كتبت وناضلت إلى أن أصبح حرفي مصقولاً بتجارب ميدانية وليست صناعية , وما كتبت ذلك من وراء المكاتب , بل ذهبت إلى ساحات المعارك والكوارث وسجلت , ورأيت , وطبعت في ذاكرتي صوراً ومجازر إنسانية لا ينساها الا من أعمى الله قلبه وبصيرته , وهذه التجارب صقلت قلمي , وهذبت عقلي , وأنضجت فكري لتصبح رؤية واقعية لما يدور على ساحة الكرة الأرضية , وليس في فضاء واسع إعلامي يكتب مايصل اليه من أخبار صناعية , مصنعة في مختبرات ومصانع أنشئت لكي تسود الفوضى بين الشعوب والحيرة بين اصحاب النفوذ . أهدافها أصبحت معروفة وجليه وهي إسقاط الأمة العربية ومحو الهوية الإسلامية. إمتحان يجب أن ننجح فيه وصراط يجب أن نجتازه بسرعة الضوء الحربية لنصل لبر الأمان ويعم السلام والإنسانية,فالأمن ركيزة وامتحان تمر به الأمم وقلة من ينجح في المعادلة الصعبه , وهي المحافظة على الرباعية الذهبية , من غير الإخلال في الميزان الذي هو جوهر الاستقرار في أي قرن و زمان : الأمن يؤدي الى المساواة والحرية والتعليم . التعليم هو الامتحان الذي به نصل إلى الحرية والمساواة والأمن . فهذه السورة القرآنية الإلهية ( الممتَحنة ) هي عبارة عن صورة كاملة لما تمر به الآن الأمم من امتحانات إلهية ثم أرضية مصيرية للأمة العربية والإسلامية من كل الجهات القطبية . نحن نمر بمخاض قرن جديد حتى ان كنا في بداية القرن الواحد والعشرين , فكل من يعيش على الكرة الأرضية يشعر بهزه وشيكة زلزالية , من أوروبا , أمريكا , مروراً بالقارات السبع , فترة تغيير جذريه في ميزان القوات العظمى . ستتغير السياسات وتنقرض بعض القيادات الكبرى التي كانت على الساحة مهيمنة بقرارتها الاقتصادية والصناعية , لتصبح في الصف الثاني , ومن كان في الصفوف الأخرى سيتقدمون إلى الأولى بفضل الله ثم قيادات حتى لو رآها الآخرون حازمة , ولكنها في الأخير عَبرتْ بشعوبها الجسور , وستصل بهم قريباً الى الصفوف الاماميه بين شعوب الكرة الأرضية . نحن قادمون على فترة تغيير كونيه ,ويجب الاستعداد لها بحزم ودروس , واجتهاد , لنجتاز الاختبار والامتحان ونقتدي بهذه السورة القرآنية وغيرها من السور التي تأمرنا بتسوية الصفوف كمفتاح نصر وانتصار. كسفيرة سلام وإنسانية أدعو الله ان تكون بداية لمستقبل حافل بإنجازات لأغلى كلمتين وأحبهما الى قلبي : السلام والإنسانية من سيكتب سياستنا الخارجية سيكون مسؤولاً أمام الله اولاً ثم الشعوب والتاريخ في المرحلة القادمة فهذه أمانة عظيمة التي ستكتب تاريخاً وماضياً وحاضراً ستعيشه الأجيال القادمة بأمن وأمان وطمأنينه. أعان الله الرشيد فهو أملنا وأمل الأجيال القادمة العربية والإسلامية قاطبةٍ. امتحان من الله ندعو أن يكون الأخير عنواناً للأمن والاستقرار الداخلي والعالمي. فهذا هو جوهر القضية. *كاتبة سعودية

التعليقات
محمد ابوذيد
2015-04-20

بإذن الله النصر قريب جدا وبارك الله في آلامه الإسلامية

غيث القرعان
2015-04-11

إن الله إذا أحب عبادا ابتلاهم ،،،ونحن المسلمون عباد الله الصالحين،،الحق والباطل لا يلتقيان ،،،أن شرذمة الشيطان التي تحكم العالم هذه الأيام ،،ستزول يوما بعون الله ،،،حال أن كنا كالجسد الواحد في هذه الأمه،،،،صرخت سلمان إعادة وايقظت الكثير من الامه التي تنم في سبات عميق،،،،ندعوا الله أن ينصر سلمان والإسلام ويبعد عنا تطاويل كل شيطان

أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه