2015-10-10 

الغموض الموجب والحرب البرية!

سامي النصف

Positive Ambiguity أو «الغموض الموجب» هو سياسة ذكية تستخدمها اسرائيل منذ 5 عقود في التعامل مع ملفها النووي وقضية وجود قنابل نووية لديها من عدمه، فهي من جانب لا تعترف بوجود قنابل ذرية لديها كي لا تدخل نفسها في مشكلات مع المجتمع الدولي، ومن جانب آخر لا تنكر ذلك الامر كي لا يتجرأ عليها أعداؤها، لذا تخلق حالة غموض وترى ان ذلك امر موجب ما دام اعداؤها يعتقدون ان لديها مئات القنابل الذرية، ما يعتبر رادعا لهم. قضية دخول قوات «عاصفة الحزم» في حرب برية في اليمن من عدمه يجب ان تستخدم فيها سياسة «الغموض الموجب»، فأسوأ ما يمكن ان يعمل هذه الايام هو كسر الغموض والاعلان الرسمي بعدم وجود نية لدخول الحرب البرية، مما سيخذل القوات الشرعية واللجان الشعبية والقوى القبلية المناصرة للتحالف العربي. في المقابل، لا مكسب على الاطلاق من اعلان مسبق بالرغبة في دخول قوات برية مما يمنح قوات علي صالح فرصة الاستعداد وتصوير الحرب على انها غزو اجنبي لليمن يستحق استنهاض الروح الوطنية اليمنية، كما ان تغيير الظروف وعدم الحاجة لاحقا لاستخدام القوات البرية سيفسر على انه هزيمة، لذا يجب بقاء القضية غامضة لأطول مدة ممكنة، وهو أمر يصب في مصلحة قوى التحالف واحيانا يصبح التهديد باستخدام العصا الغليظة اكثر فائدة من.. استخدامها! آخر محطة: (1) نشرت صحيفة «واشنطن بوست» قبل ايام تقريرا خطيرا يثبت ان تنظيم داعش الذي يقطع الاعناق بحجة التشدد في تطبيق احكام الاسلام ضد الكفار يدار بالكامل من قبل ضباط ملثمين ينتمون لمخابرات حزب البعث العراقي العلماني.. ولا عزاء للاتباع الاغبياء! (2) حارب القذافي الاسلام والقوى الاسلامية في بلده لمدة 42 عاما، وقُتل الاسلاميون في السجون، ومع ذلك كشف ابن عمه ورئيس مخابراته قبل مدة عن تحالف قواهم وقوى داعش «الاسلامية»، ولا عزاء للأتباع الأغبياء! (3) حارب الحوثيون الرئيس علي عبدالله صالح في 6 حروب راح ضحيتها عشرات الآلاف من اليمنيين المسلمين من الطرفين بحجة ان صالح عميل لاسرائيل واميركا، كما ادعى صالح عليهم انهم عملاء لقوى اقليمية، الآن وبعد ان سالت الدماء انهارا في حروبهم يتحالف بعضهم مع بعض، فإن كانوا كاذبين في دعواهم الاولى وجبت محاسبتهم الشديدة لتدميرهم اليمن لأجل حفنة من الأكاذيب، وان كانوا صادقين، أي ان الطرفين عملاء، وجبت محاسبتهم على تلك العمالة، ولا عزاء للأتباع الأغبياء! *نقلاً عن "الأنباء"

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه