2015-10-10 

البابا يؤجج الأزمة بين تركيا وارمينيا

سي ان ان

استدعت تركيا مبعوث الفاتيكان ،اليوم الأحد، إلى أنقرة لطلب توضيح لتصريحات البابا فرنسيس عن "الإبادة الجماعية" التي تعرض لها الأرمن خلال القرن الماضي تحت حكم الإمبراطورية العثمانية.وأكد مسؤول رسمي بحسب رويترز أنّ تصريحات البابا سببت أزمة ثقة ، معربا عن آسف تركيا البالغ وخيبة أملها من وصف البابا مذابح الأرمن عام 1915 بالإبادة الجماعية. وأدانت الخارجية التركية تصريحات البابا التي وصفتها بأنها "بلا أساس". وقال شاويش أوغلو وزير الخارجية التركي في بيان نشر على تويتر إن "تصريحات البابا غير مقبولة فهي بلا أساس وبعيدة عن الحقائق التاريخي".بحسب البي بي سي وقال البابا فرانسيس خلال قداس أقيم في كاتدرائية القديس بطرس باسيليكا في الفاتيكان صباح الأحدبمناصبة الذكرى المئوية لمذابح الأرمن في القرن الماضي، عائلتنا الإنسانية عاشت من خلال ثلاثة مآس كبرى غير مسبوقة" مشيرا إلى أن "المأساة الأولى، التي تعد على نطاق واسع، أول إبادة جماعية في القرن العشرين، أصيب بها شعبكم الأمني، مشيرا إلى إعلان البابا يوحنا بولص الثاني، ورئيس الكنيسية الأرمنية عام 2001.بحسب السي ان ان. وأضاف البابا في حضور الرئيس الأرميني سيرغ سركيسيان، من الضروري بل من الواجب أن نحيي ذكراهم فكلما خفتت الذكرى يدفع الشر الجراح للتقيح، إن إخفاء أو إنكار (وقوع)الشر يجعل الجراح تستمر في النزيف من دون تضميدها. وخرج فرانسيس من ادانة المذابح في أرمينيا إلى ادانة القتل الجماعي الذي حدث فيما بعد في دول أخرى مثل كمبوديا ورواندا وبوروندي والبوسنة ووصولا إلى تلك التي يرتكبها تنظيم داعش في الشرق الأوسط حاليا. وتابع الكاثوليك والأرثوذكس، والسريان، والآشورين، والكلدانيين واليونانيين، قتلوا أيضا في حمام دم خلال القرن الماضي. وقال بأن النازية والستالينية، مسؤولة عن اثنتين من "المآسي الكبرى غير المسبوقة" في القرن العشرين. واستخدام تعبير "الإبادة الجماعية"، حتى وإن كان مقتبساً من إعلان سابق، أزعج الأتراك، حيث استدعي سفير الفاتيكان في أنقرة، إلى وزارة الخارجية بحسب ما ذكر التلفزيون التركي الرسمي TRT. ومنذ عامين، أثار استخدام البابا لمصطلح "الابادة الجماعية" على مذابح الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى احتجاجات واسعة في تركيا. ويقول ديفيد ويلي مراسل بي بي سي إن البابا فرانسيس واعي تماما أن استخدام مصطلح "ابادة" سيثير حنق تركيا التي تعترف بمقتل أعداد كبيرة من الأرمن في معارك بدأت عام 1915 لكنها تنفي مقتل مئات الآلاف ووصف هذه العملية "بالإبادة الجماعية". ويذكر أنّ مئات الآلاف من الأرمن لقوا حتفهم عام 1915 عندما هُجروا جماعيا من شرق الأناضول، ومنهم من قتل على يد الجنود العثمانيين، ومنهم من قضى جوعا أو مرضا، وتعللها تركيا بكونها وقعت في سياق الحرب. وتعترف أنقرة بحدوث فظائع وقتل أعداد كبيرة من الأرمن في معارك مع الجنود العثمانيين بدأت عام 1915 عندما كانت أرمينيا جزءا من الامبراطورية العثمانية التي تحكم من اسطنبول لكنها تنفي مقتل مئات الآلاف وتنفي أن يكون ذلك يرقى إلى "إبادة جماعية" أو أنّ يكون صدر عن نية مبيتة لإبادة المسيحيين الأرمنيين. وتنكر تركيا رسميا حدوث "إبادة جماعية" وتقول بأن مئات الآلاف من الأرمن المسيحيين والأتراك المسلمين ماتوا في أحداث عنف طائفي حول ميادين القتال الدامية في الحرب العالمية الأولى. وتقول جماعات أرمنية وباحثون بأن الأتراك خططوا ونفذوا "إبادة جماعية" بحص الأرمن، منذ عام 1915، حين قتل أكثر من مليون أرمني، في السنوات الأخيرة للإمبراطورية العثمانية. وتصف أرمينيا وعدد من المؤرخين الغربيين والبرلمانات الأجنبية عمليات القتل الجماعي للأرمن قبل قرن بأنها "إبادة جماعية" إلا أن الولايات المتحدة وغيرها من حلفاء تركيا يمتنعون عن استخدام هذه الكلمة كي لا تسوء علاقتهم مع أنقرة وهي حليف استراتيجي لهم في الشرق الأوسط. وتتبنى الحكومة الأرمينية والجماعات المؤثرة حول العالم، حملة دولية لكي يطلق على ما حدث عام 1915 وصف إبادة جماعية، وتسعى إلى أن تقر تركيا بذلك إلا أنّ الحكومات التركية المتتالية رفضت ذلك ومارستضغوط لوقف هذه التحركات. وتجدر الاشارة إلى أن تركيا وأرمينيا وقعتا اتفاق تاريخي لتطبيع العلاقات بينهما بعد قرن من العداء.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه