2015-10-10 

السعودية.. البقاء في زمن «اللابقاء»

إيمان القحطاني

بعد أحداث ما يسمى «الربيع العربي» الذي انخدع به بعضهم، كانت السعودية واحدة من الدول القلائل التي نجت من تبعاته المدمرة، بفضل سياستها الملكية الحكيمة، التي أبعدتها عن الدخول في منطقة «اللااستقرار»، بل أكملت مشروعها التنموي والإصلاحي بخطى واثقة وحثيثة. كان هناك من يحاول زعزعة هذا الثبات السياسي والاستقرار الوطني والتلاحم الشعبي، بدعاوى مشبوهة تلبست بلبوس الدعوة إلى الإصلاح والتغيير، من فئات حاولت استغلال ضعاف النفوس وبعض المنخدعين والمضللين بدعواتهم؛ لإحداث شرخ في ذلك التلاحم ومحاولة زعزعة الأمن الداخلي والتأليب على ولاة الأمر، وتوظيف تلك الدعاوى في تحقيق أجندات خارجية تسعى إلى الإضرار بمصلحة هذا الوطن واستقراره، إلا أن المملكة ظلت -على رغم كل تلك المحاولات- واحة استقرار ونماء، وهو جهد لا تضطلع به الحكومة فحسب، بل كان له رصيد شعبي أسهم في عملية البناء والتحديث، وفق أسس الاستقرار والوحدة الوطنية. لقد أثبتت السعودية، وبفضل قيادتها الرشيدة، حكمتها في التعامل مع الظروف مهما كانت صعوبتها، والصبر على خصومها، ومن ثم القيام بالخطوات التي تكفل حفظ حقوقها وأمنها. الشعب السعودي أثبت في الاختبارات كافة أنه ملتحم مع قيادته، التي وجد في ظل قراراتها الأمان والنظرة بعيدة المدى، على رغم بعض الأصوات النشاز التي تدَّعي الإصلاح، وهي بعيدة كل البعد عنه. وبالنظر إلى الظروف كافة التي مر بها عالمنا العربي في هذه المرحلة، وهذه الأزمات المستمرة في كل مكان، عاد الجميع إلى الاقتناع بسلامة وحكمة رؤية القيادة السعودية، التي كانت الأنجح والأضمن للبقاء، ولم يبق في النظام العربي المهترئ حالياً، سوى المملكة التي تضبط إيقاع التوازن العربي والمحلي. وبعد وفاة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- وتولي خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، ضربت السعودية أروع الأمثلة وأهمها في سلاسة انتقال الحكم بين أفراد الأسرة الحاكمة، وهو ما يعكس بجلاء نجاح وتميز أسلوب وطريقة الحكم في السعودية، ومدى تجسيده للاستقرار السياسي والأمني في ظل ظروف تشهد توتراً وعدم استقرار في المنطقة، وكان من أبرز تلك القرارات التي شكلت مصدر الأمان والاستقرار هو اختيار وتعيين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد، مع بقائه واستمراره على رأس هرم وزارة الداخلية. فتعيينه في هذا المنصب يحمل رسالة طمأنة للداخل والخارج؛ لما يحمله من خبرات عملية هائلة وسمات شخصية فريدة تجمع بين الحزم والكفاءة، وبُعد النظر وسداد الرأي، وهو ما ثبت عملياً من خلال الإنجازات الكبيرة التي تحققت على يده في جميع الملفات الأمنية، وفي محاربة الإرهاب، والذي كاد يتسبب في تقديم نفسه فداء للوطن بعد أن وصل الإرهاب إلى داخل مكتبه، ولا غرابة في أن يكون الأمير محمد بن نايف هو رجل المهام الصعبة في محاربة الإرهاب، فقد ذكرت مجلة التايم الأميركية في شهر أيلول (سبتمبر) 2014، أن محمد بن نايف هو الرجل الوحيد القادر على القضاء على «داعش» لو أوكل إليه الأمر على المستوى الدولي، ولاسيما في هذا الوقت الذي تشهد فيه المنطقة والعالم بأكمله حرباً ضد الإرهاب والتطرف. * من جريدة الحياة اللندنية

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه