2015-10-10 

أجناد مصر.. إضافة لـعكاشة

ناجح إبراهيم

يعد تنظيم أجناد مصر ثانى أقوى تنظيم مسلح تكفيرى فى مصر.. وقد قام التنظيم بعشرات العمليات الإرهابية فى القاهرة والجيزة. وتعتبر معظم تفجيرات الجيزة وما حولها من تدبيره، وقد رفض التنظيم الانضمام لـ«أنصار بيت المقدس» أو «داعش». ورغم خطورته لم تتناوله أى دراسة علمية مقننة.. وقد قدم العميد خالد عكاشة دراسة جيدة عنه فى ندوة عن التنظيمات الإرهابية العشوائية ضمن برنامج دراسات الحركة الإسلامية فى المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية أدارها باقتدار د.مجاهد الزيات.. وقد شاركت مع آخرين فى التعقيب على هذه الدراسة.. وها أنا أذكر بعض النقاط المهمة التى أغفلتها الدراسة: 1 - قد استطاع التنظيم خلال عامين كاملين زعزعة الاستقرار فى منطقة الجيزة وقتل وإصابة العشرات من ضباط الشرطة وأعلن مسئوليته عن تفجير كفر الشيخ الذى استهدف لأول مرة فى التاريخ المصرى طلبة الكلية الحربية بعد أن استطاع الأمن الوصول إلى قائد التنظيم «همام عطية» المشهور بـ«مجد الدين المصرى» والإحاطة به ثم قتله.. وبعدها أكد التنظيم الخبر وأعلن عن اختيار قائد جديد هو «عز الدين المصرى» مع إعلان توعده للنظام المصرى بالمزيد من التفجيرات. وقد اعترف التنظيم فى بيانه الأخير بأن «همام» قاتَل قبل ذلك فى العراق وسيناء.. ويبدو أنه يعرف الجيزة جيداً ويحسن اللعب والمناورة فيها. 2 - قد بدأ التنظيم فى الإعلان عن وجوده يوم الجمعة 24 يناير 2014 فأعلن بيانه الأول وأعقبه بفيديو يوثق 8 عمليات نفذها. 3 - فكر تنظيم أجناد مصر: الفكر الأساسى الذى يستند إليه التنظيم هو الفكر التكفيرى الذى يكفر الحاكم الذى لا يطبق الشريعة ويكفر الديمقراطية والجيش والشرطة لعلل مختلفة يستندون إليها تكاد تكون مكررة ومعادة ومعظمها ينتمى للفكر القطبى. 4 - مفكرو التنظيم: يعد رفاعى سرور المنظر الأساسى له وللمجموعات التى انضمت إليه -قادةً وجنوداً- فكلهم من تلاميذه وحوارييه بطريق مباشر أو غير مباشر.. وقد دشن هذه المجموعات منذ سنوات فى منطقة المطرية وأعلن عنها بعد ثورة 25 يناير.. وقد مات رفاعى سرور قبل الثورة بفترة بسيطة فتولى ابنه «يحيى» قيادة هذه المجموعات وربطها ببعضها، وبـ«حازمون»، حيث مثلت عصب الحياة الأيديولوجى والعقائدى لمجموعات «حازمون» التى تباين تفكيرها وفهمها من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى اليمين ولم يكن يجمعها إلا دعم رمزها «أبوإسماعيل». ولعل المجموعات التى انضمت لـ«حازمون» من المناطق الراقية هى التى مكنت التنظيم من تجنيد نوعيات ثرية تستطيع الإنفاق على التنظيم.. كما أعطى اعتصام «رابعة» فرصة ذهبية للتنظيم للحشد والفرز والتجنيد والتجهيز. 5 - أما مفكره العسكرى فهو نبيل المغربى الذى جاوز الستين ويعانى مشاكل نفسية وأيديولوجية وفكرية عميقة تجعله يفكر دوماً فى زعامة عسكرية موهومة ويخطط للقتل والتفجير دون هدف على الإطلاق.. وقد حاول عشرات المرات الهروب من السجن.. وكان يكتفى فى كل مرة للنزول من الزنزانة إلى الفناء ليعاقب السجن كله وينكل به دونما مبرر.. حتى قال له ضابط خفيف الظل: «كنت انتظرت حتى الصباح لتأتى للفناء كل يوم ولا بهدلة زملائك». فقد قفز من الدور الثالث فى السجن إلى الفناء عبر حبل محكم جهزه له أحد الذين كانوا سيخرجون قريباً.. فلما وصل إلى الفناء غط فى نوم عميق بعد أيام طويلة من القلق والتوتر.. فكان يلكزه كثيراً: يا فلان استيقظ نحن فى حالة هروب.. ولكن دون جدوى فقد حقق ما كان يصبو إليه وهو القفز من نافذة الزنزانة. واعتقد أن هذا الرجل كان كارثة بكل المقاييس تحل على كل من يعرفه طوال تاريخه. 6 - أما شيخ الاثنين فهو عبدالمجيد الشاذلى وهو من التلاميذ المقربين للشيخ سيد قطب وعاش طويلاً خارج مصر ثم عاد إليها ولم يكن له نشاط يذكر حتى قام وتلاميذه بدعم «حازمون» حيث كان يرى أن «حازم» هو الأقرب لتطبيق الشريعة من محمد مرسى أو غيره.. وكان يستضيف «حازم» فى مسجده بالإسكندرية.. وقد استطاع هؤلاء الثلاثة مع آخرين تكوين البذرة واللبنة الأولى للتنظيم.. وحاولوا استقطاب كل المجموعات التكفيرية و«التوقف والتبين»، التى تنتشر فى بنى سويف والفيوم والمطرية وعين شمس وشبرا وتجميعها فى التنظيم. 7 - هل كانت «رابعة» انطلاقة فكرية وعملية للتنظيم؟! كانت «رابعة» -خطاباً وفضاً- ذات الأثر الأكبر فى كل ما قام به التنظيم من تفجيرات.. فقد كان معظم خطاب «رابعة» تكفيرياً حربياً عدائياً استعلائياً تحريضياً يحث على الصدام ولا يدعو للسلام أو العفو أو الصلح. كما أن فض «رابعة» لم يكن حكيماً ولا رحيماً ولا متدرجاً واستخدم القوة المفرطة والمبالغ فيها وأسال من الدماء الكثير مما كان يمكن حقنه بأساليب أفضل وأحسن.. ولم يسبقه حصار طويل يجبر النساء والأطفال والشيوخ وغير المسلحين على مغادرة الاعتصام. وأنا أقول مطمئن الضمير «إن الخطاب والفض هما مأساة رابعة الكبرى»، والمحرض الحقيقى على أكثر أعمال العنف بعدها.. وكثير من الذين قاموا بالتفجيرات ومنهم الذين قاموا بتفجيرات جامعة القاهرة كان لهم أقارب وأصدقاء وأحباء قتلوا فى «رابعة»، رغم أنهم كانوا أناساً بسطاء لا يعرفون شيئاً عن حقيقة الصراعات السياسية. *نقلاً عن "الوطن"

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه