2015-10-10 

الحزم عبر 2216

عبدالله الجنيد

عاصفة الحزم انتقلت من تمثيل الارادة الوطنية اليمنية بآليات عربية خالصة إلى تمثيل الارادة الدولية عبر قرار مجلس الأمن رقم 2216 الصادر بتاريخ 15 ابريل 2015 تحت البند السابع ، و سوف يكون بنفس الآليات العربية الخالصة لكن بأسم جديد هو " إعادة الأمل " ، و العميد العسيري كان واضحا في المؤتمر الصحفي عند إعلان " وقف عمليات عاصفة الحزم مع الاحتفاظ بحق حماية المدنيين و تأمين الأجواء و المياة اليمنية " . و قرار مجلس الأمن رقم 2216 هو قائم على الرؤية الخليجية لإخراج اليمن من منزلق حرب أهلية أو تحوله إلى دولة فاشلة في خاصرة الجزيرة العربية . المبادرة الخليجية هي أساس المرجعية السياسية في قرار مجلس الأمن رقم 2216 ، لكن ذلك لا يعني إغلاق الابواب أمام جهود قد تسرع من وتيرة تحقيق الهدف ، و لكن بشرط عدم المساس أو التفريط بحق من حقوق أهل اليمن في الأمن و الاستقرار . و جميعنا يعلم أن هناك مبادرة عمانية إيرانية بمباركة روسية ، هذا على الجانب الدبلوماسي ، أما عسكريا ، فأن هناك تخوف أمريكي حقيقي من مغامرة إيرانية قد تقود إلى مواجهة ستتجاوز مسارح الحرب بالوكالة عن إيران إلى مواجهة مباشرة خصوصا و حالة التحفز السياسي القائمة على خلفية عاصفة الحزم . لذلك فأن القرار الامريكي باشراك مجموعة القتال التابعة لحاملة الطائرات أيزنهاور في منطقة باب المندب هو ليس بقصد تنفيذ قرار مجلس الامن بمنع مد الحوثيين بالسلاح ، بل في واقع الحال ان تلك القوة هي بمثابة قوة فصل بين طرفين متنازعين لا حفظ الامن فقط . و حسب راي نائب الرئيس في مؤسسة تيل لشؤون الدفاع ، و المختص في شؤون برامج التسليح في الشرق الاوسط في تعليق له على عاصفة الحزم " كانت برامج التسليح لدول الخليج تمثل جزء من الاعتزاز الوطني أو بمثابة أندية للطيران ، لكنهم الآن يستخدمون السلاح " وهنا تكمن معضلة الرئيس أوباما و مؤسسات صنع القرار الامريكي ، فعرب الخليج اليوم قد باتو يوظفون كل الأدوات السياسية و ليس الدبلوماسية فقط . عملية إعادة الأمل هدفها الآن " فرض الاستقرار "بعد أن أتمت نزع عنصر القوة من يد سلطة غير شرعية تسلطت على الإرادة الوطنية اليمنية ، و لانجاح " إعادة الأمل " سوف يتطلب ذلك تظافر جهد جميع الأطراف اليمنية الموقعة على المصالحة الوطنية و بكل تفاصيلها كجزء أساسي من عملية الانتقال السياسي ، بما فيها النظام الفيدرالي المتفق علية . و لربما سيكون على المبعوث الاممي الجديد الموريتاني ولد الشيخ عدم تجريب المجرب بل التركيز على وجهتين هما الرياض مقر الأمانة العامة لدول مجلس التعاون و نيويورك مقر الامم المتحدة ، و لكن بشرط أن تنطلق أولى الجلسات من الرياض تحديدا لا أي مكان اخر فتضيع اليمن كما ضاع غيرها بين العواصم . عاصفة الحزم أيقظت و جسدت الارادة السياسية العربية و التي باتت محسوسة و ملموسة في كل العواصم ، و لربما تصريح الرئيس اوباما خلال مقابلة تليفزيونية مع الإعلامي الامريكي توماس فيردمان ، عندما سئلة عن الموقف من سوريا ، رد الرئيس اوباما بشكلاً مقتضب " ما الذي يمنعهم من تغير ذلك " في إشارة واضحة ان من اتخذ القرار بإطلاق عملية عاصفة الحزم لم يعد يحتاج لاستشارة من احد . فكان الرد توريد جزء الدفعة الاولى من السلاح الفرنسي للجيش اللبناني و المتفق علية لاعادة تأهيل و تسليح الجيش اللبناني ضمن برنامج الهبة السعودية من المغفور له بأذن الله عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه على الهامش : قبل قمة كمب ديفيد المرتقبة منتصف مايو المقبل نجد الرئيس اوباما و الكونجرس الامريكي من خلفه يقرون حزمة جديدة من السلاح لدول خليجية بالاضافة للأردن ، و ربما التطور الملحوظ في هذة الصفقة طلب دولة قطر الحصول على احدى النسخ الحديثة للمقاتلة متعددة المهام من فئة F-15 ، في حين ان دولة الامارات العربية المتحدة تخوض مرحلة متقدمة مع فرنسا قد ينتج عنها التوقيع على صفقة لعدة أسراب من المقاتلة رافال ذات الكفاءة القتالية المثبتة الان . لكن الامارات ستكون الدولة العربية الوحيد التي ستحصل على طائرات بدون طيار من فئة برديتوار و لكن دون قدرات قتالية .

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه