2015-10-10 

مشروع إردوغان العثماني يرفضه الشرق الأوسط

من القاهرة، مختار أبو مسلم

قال محللون أتراك أن حلم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقيادة تركيا للعالم الإسلامي كاد أن تقضي عليه آثار الربيع العربي ودعم أنقرة لجماعة الأخوان المسلمين. ونقل موقع قنطرة الألماني، المعني بالتواصل مع العالم العربي والإسلامي، الأستاذ المساعد تاسكن قوه إن "تركيا لم تعد محبوبة في الشرق الأوسط ربما باستثناء فلسطين، بسبب أخطاء سياسية ارتكبتها بعد الربيع العربي". مضيفا في تقرير خصصه الموقع للدور الذي تريد لعبه تركيا في العالم الإسلامي "النخبة السياسية التركية الموجودة في دائرة حزب العدالة والتنمية لا تكاد تفهم الشرق الأوسط واستياء الناس هناك فيما يتعلق بماضيهم الاستعماري". ويتذكر أكاديمي فضل عدم الكشف عن هويته، كلمة ألقاها رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو في مؤتمر بالخليج وعدد فيها مزايا الحكم العثماني وهو ما دفع أحد المشاركين العرب في المؤتمر ليهمس في أذن زميله قائلا: "ألا يفهم (داوود أوغلو) أننا لا نحب العثمانيين". وتتفق البروفيسورة غوزايدن مع هذا الرأي مشيرةً إلى وجود الكثيرين ممن تربكهم الإشارة لفترة الحكم العثماني نتيجة لعدم حبهم لها. ويمضي التقرير إلى تتناقض نظرة حزب العدالة والتنمية الحاكم حول الدور العثماني في نشر الازدهار في المنطقة، مع رأي سكان الدول التي كانت خاضعة لسيطرة الدولة العثمانية آنذاك. ويشير التقرير إلى ما أسماه طموحات إمبريالية لدى إردوغان، فإعادة تركيا لأمجاد الماضي العثماني كانت نقطة مشتركة في خطاب إردوغان طوال فترة حكمة في تركيا كرئيس وزراء أولا ثم كرئيس حاليا. ويشرح يوكسيل تاسكن الأستاذ المساعد بجامعة مرمرة الأمر قائلا:" هناك تعبير معروف (داخل حزب العدالة والتنمية) وهو "مدنيِّتجيليك" ويعني الحضارات في العصر الذهبي للإسلام بقيادة العثمانيين". ويضيف: "إنهم يحاولون زرع صورة أن الحضارة الإسلامية ستزدهر مجددا. وبالطبع سيكون الأتراك قادة هذا الميلاد الجديد، وهي مسألة تستخدم كثيرا على المستوى المحلي في تركيا كما هو الحال على نطاق العالم الإسلامي". وبفضل الازدهار الاقتصادي الذي تشهده البلاد منذ مطلع الألفية، صار لدى أنقرة الفائض المالي لدعم مبادرات مثل بناء المساجد في العالم والعالم الإسلامي تحديدا, وبالإضافة إلى بناء المساجد، يأتي تعزيز التعليم الديني كركيزة أساسية لتحريك عجلة النفوذ وذلك من خلال عروض لمنح دراسية في الجامعات التركية وبرامج تبادل طلابي. ولعبت وكالة التنسيق والتعاون الدولي التركية (تيكا) دورا مشابها في العالم الإسلامي إذ زادت ميزانيتها بشكل كبير للغاية في ظل حكم إردوغان لتصبح رابع أكثر جهة تقدم المساعدات في العالم حاليا. وتأكيدا على أهمية الوكالة، تم اختيار رئيسها السابق هاكان فيدان لرئاسة جهاز الاستخبارات. وأعلن فيدان مؤخرا استقالته لخوض الانتخابات البرلمانية. لكن تركيا وجدت نفسها في منافسة مع دول إسلامية أخرى، خاصة السعودية التي ظلت لعقود تضخ أموال النفط في أرجاء العالم الإسلامي وسط غياب شبه تام للمنافسين الحقيقين. وجاء العرض التركي لبناء مسجد في كوبا بعد عرض مشابه من السعودية. أعلنت رئاسة الشؤون الدينية التركية (ديانت) عن خططها الرامية لبناء أكبر مسجد في منطقة البلقان بمدينة تيرانا مبررة ذلك بأن مسجد أدهم بيه الموجود حاليا لا يناسب عدد المسلمين في المدينة والبالغ عددهم أكثر من 300 ألف شخص. ومن المقرر أن يتسع المسجد الجديد لنحو 4500 شخص. وتتركز المنافسة بين البلدين على منطقة البلقان وهو أمر يرصده البروفيسور غوزايدن الذي سافر كثيرا لتلك المنطقة وكتب عنها: "كانت هناك منافسة في البداية خاصة في البوسنة فيما يتعلق ببناء المساجد التي تحاول الحصول على دعم..لاحظت بعد ذلك توصلهم لنوع من التفاهم وتطوير علاقة تكاملية، لكن المنافسة تعود من جديد الآن".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه