2015-10-10 

اقبال آسيوي قوي على النفط السعودي

واس

أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي، أن الطلب الآسيوي على النفط قويًا" وقال "نحن على استعداد لتلبية جميع الاحتياجات، ومع تزايد أعداد السكان في قارة آسيا ونمو الطبقة الوسطى، سيزيد الطلب على الطاقة، وسيتم تلبية ذلك الطلب من خلال مجموعة متنامية من الإمدادات". وتحدث المهندس النعيمي في كلمة ألقاها اليوم في منتدى الطاقة في العاصمة الصينية بكين تحت عنوان "قوة الشركة"، عن علاقته بالصين منذ العام 1989حينما كان كبيرًا للإداريين التنفيذيين في أرامكو السعودية، وعند زيارته لها أول مرة عام 1992، حيث كان هناك طريق واحد، بمسار واحد، من المطار وإليه، غير أن الأمر تغير تماماً عند زيارته لها عام 2008، ومشاهدته لأبراج الكهرباء وألواح الطاقة الشمسية، فأدرك من ذلك أن الصين هي سوق حيوية للطاقة، وأن جميع أشكال الطاقة مهمة، وأن البيئة دائمًا ما تلعب دورًا أساسيًا في خضم كل هذا التقدم. وقال النعيمي: "كانت الصين تمر بمرحلة تحول، وكذلك كانت علاقتنا في مجال الطاقة. فمنذ عشرين سنة، كانت أرامكو السعودية تصدر كمية ضئيلة تبلغ 20 ألف برميل في اليوم من النفط إلى الصين، أما اليوم فنحن نصدر إليها نحو مليون برميل في اليوم. وأوضح أن السعودية حالها كحال الصين في أنها تقوم بإنجاز مهمة تاريخية تتمثل في التطور والنمو، حيث نتخذ في الوقت الحالي خطوات لتنمية اقتصادنا وإيجاد فرص العمل والارتقاء بمستوى معيشة مواطنينا، والطاقة عنصر أساسي في ذلك. وأكد أن السعودية هي أكبر دولة مورِّدة للنفط في العالم، ولديها احتياطيات ضخمة، وسجل غير مسبوق في الموثوقية والاستمرارية والجودة حيث استثمرنا مبالغ هائلة في الاحتفاظ بطاقة إنتاجية فائضة كانت هي التي ضمنت تلبية الاحتياجات العالمية من النفط ، مشيرا إلى أنه على مدى سنين طويلة أثبتنا أننا شريك يمكن للصين الاعتماد عليه مع تنامي احتياجاتها من الطاقة، وسنظل على التزامنا بهذه الشراكة وهذه الصداقة. وبين وزير البترول السعودي أن احتياجات الطاقة لدولة كبيرة مثل الصين هائلة، وتأتيها الإمدادات من مجموعة كبيرة ومتنوعة من المصادر ، ونأمل أن نتمكن بالفعل من تسخير قوة الشمس خلال السنوات والعقود المقبلة. وأضاف قائلا " وهذا التنويع يخدم مصالحنا الاقتصادية الأساسية على المدى البعيد، ونحن نستثمر الوقت والمال والجهد لاتخاذ الخطوات الضرورية لنصبح طرفًا عالميًا بارزًا في مجال الطاقة الشمسية. ورأى النعيمي أن النفط في الوقت الحالي وخلال المستقبل القريب سيظل أهم مصدر طاقة للعالم، وقال لعلنا نجد في الصين وقارة آسيا دليلًا على ما يمكن تحقيقه إذا سخرنا تلك الطاقة لإيجاد الأوضاع الموائمة لتحقيق التقدم. وأضاف وزير البترول والثروة المعدنية قائلا " يظل الطلب الآسيوي على النفط قويًا، ونحن على استعداد لتلبية جميع الاحتياجات، ومع تزايد أعداد السكان في قارة آسيا ونمو الطبقة الوسطى، سيزيد الطلب على الطاقة، وسيتم تلبية ذلك الطلب من خلال مجموعة متنامية من الإمدادات، وإنني لعلى ثقة من أن الدور الذي سيلعبه الغاز ومصادر الطاقة المتجددة سيظل دائمًا في زيادة. ومع ذلك، سيحتفظ النفط بمكانته الرائدة وستظل المملكة أكبر مورِّديه، ولا ينبغي أن نغفل هاتين الحقيقتين المهمتين، ثم تحدث عن أحداث السوق البترولية التي شهدتها الشهور التسعة الماضية: وقال "كان سعر النفط في شهر يونيه الماضي 115 دولارًا للبرميل، وشجعت الأسعار المرتفعة الصناعة على الاستثمار، مضيفًا أنه فيما كانت الإمدادات تنمو بسرعة، كان نمو الطلب يتباطأ، وأثرت كميات النفط الإضافية هذه على السوق عمومًا، وحدث الانهيار المحتم في سعر النفط، ليهبط خلال النصف الثاني من عام 2014 وأوائل عام 2015 بأكثر من 60%، وقد شهدنا انخفاضات مثل هذه قبل ذلك، فالنفط سلعة، وجميع السلع تشهد تقلبات دورية". ولفت النعيمي النظر إلى أن هذا الانخفاض السعري السريع شكل تحديًا صعبًا للعديد من المنتجين، مفيدا أن المملكة العربية السعودية، رغم أنها تظل تعتمد على ما يدره عليها النفط من إيرادات، إلا أن الموقف فيها لم يتغير بصورة بالغة الأثر، لأن المملكة داومت خلال فترة ارتفاع الأسعار على ادخار الإيرادات واستثمارها بحكمة، وهذه السياسات الحكيمة للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز ، تتعزز وتزداد قوة في ظل حكم الملك سلمان بن عبد العزيز . وقال " الأمر المهم للمملكة هو وجود سعر عادل للمنتجين والمستهلكين ، والمهم لها أيضًا الاستقرار، وينبغي على جميع الدول، والمنتجين والمستهلكين، أن يتعاونوا معًا لضمان الشفافية والحد من التقلبات، ولعل القول أسهل من الفعل في هذا الصدد، غير أن من مصلحتنا أن نضمن استقرار الأسعار. وأضاف قائلا " وليس ثمة شك في أن الصين قد قدمت مساعدة كبيرة في هذا الصدد في عام 2008 عندما بلغ سعر برميل النفط ذروته عند مستوى 147 دولارًا، حيث اجتمع القادة السياسيون وقادة الأعمال، بما فيهم القادة الصينيون، في ذلك الحين في جدة لتهدئة الأسواق، كما لا يوجد شك في أن إسهامات الصين في سياسات ودبلوماسية الطاقة العالمية هي دائمًا موضع ترحيب، نظرًا لمكانتها كواحدة من القوى العظمى في هذا العالم". وتحدث المهندس الوزير النعيمي، عن مجالات الشراكة المحتملة بين المملكة والصين في المستقبل، فقد نقلت أرامكو السعودية مقرها الآسيوي إلى الصين ، مشيرا إلى أن الرئيس الصيني ألقى كلمة أمام المؤتمر الوزاري السادس لمنتدى التعاون بين الصين والدول العربية في بكين العام الماضي، تحدث فيها عن طريق الحرير الجديد، واقترح أن يتكاتف طرفا قارة آسيا، ويتعاونان في مجالات الطاقة والبنية التحتية والاستثمار والإنجازات التقنية في مجال الطاقة الجديدة. وأشار إلى أنه في الموقف الحالي، أضحت فيه الصين أكبر شريك تجاري للمملكة، حيث فازت الشركات الصينية بأعمال تبلغ قيمتها 25 بليون دولار في المملكة خلال السنوات الأخيرة، ونحن نشغل مصفاة مشروع مشترك في ينبع، ومصفاة مشروع مشترك ناجح في فيوجان، وهناك 160 شركة صينية تعمل في مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية في مجالات الإنشاءات والبنية التحتية والاتصالات والبتروكيماويات وغيرها، كما أن هناك نحو 1.200 طالب سعودي يدرسون في الصين وأكثر من 600 طالب صيني يدرسون في المملكة. وأردف قائلا : سأقوم غدًا بافتتاح مركز الأبحاث والتطوير العائد لأرامكو السعودية في بكين، وهذا أمر أتمنى أن يكون مثمرًا، وأن يكون علامة أخرى على ما يجمع بيننا على المدى البعيد من التزام وشراكة وتطلعات".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه