2015-10-10 

ما هي دلالات التعديلات في هرم السلطة في السعودية؟

بي بي سي العربية

أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز 25 أمرا ملكيا فجر الأربعاء أجرى بموجبها تعديلات هي الأوسع في نوعها منذ توليه الملك في البلاد مطلع العام الجاري. وكان تعيين الملك لكل من الأمير محمد بن نايف - البالغ من العمر 55 عاما - وليا جديدا للعهد خلفا للأمير مقرن بن عبد العزيز، وتنصيب نجل الملك، الأمير محمد بن سلمان، (البالغ من العمر 30 عاما) وليا لولي العهد، المفاجأة الكبرى التي أخذت المتابعين للشأن السعودي على حين غرة. وتضمنت حزمة الأوامر الملكية إعفاء الأمير سعود الفيصل – البالغ من العمر 75 عاما - من حقيبة الخارجية التي يتولاها منذ 40 عاما ليحل محله عادل الجبير المقرب من العائلة الملكية السعودية والذي ظل يشغل منصب سفير بلاده في واشنطن حتى فجر اليوم. وبتعيين الأمير محمد بن نايف ولي العهد والأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد سيكون العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز (80 عاما) آخر أبناء الملك عبد العزيز مؤسس المملكة يجلس على عرش المملكة، على أن يتولى جيل جديد شاب من الأحفاد، لأول مرة، الحكم بعده في البلاد. ويجتهد العديد من المحللين والخبراء السياسيين، منذ هذا الاعلان، في تفسير هذه التغييرات المفاجئة في هرم السلطة السعودي والأسباب التي دفعت الملك الى التمهيد لانتقال المُلك بعده إلى أحفاد مؤسس الدولة. فمن جهة تمر منطقة الخليج بأوضاع سياسية وعسكرية تشكل تحديات كبرى على استقرار المملكة. فإلى الشمال من الرياض استعرت حرب أهلية في سوريا والعراق اتخذت منحى طائفيا مع نشوء تنظيم "الدولة الاسلامية" واحتلاله أكثر من ثلث مساحة أراضي كل من البلدين ودخول ايران على الخط لدعم الحكومتين في كل من دمشق وبغداد بالرجال والعتاد. وإلى الجنوب انفجر الوضع في اليمن بين الأطراف السياسية. ففي بحر شهور معدودة بسط الحوثيون سيطرتهم على جل أنحاء البلاد وطردوا الرئيس عبد ربه هادي من صنعاء وتعقبوه حتى عدن إلى أن لجأ الى الرياض التي اضطرت، بعد انتظار طويل، الى إطلاق حملة عسكرية من الجو ضد المسلحين الحوثيين في محاولة لاستعادة زمام المبادرة حتى لا يسقط اليمن - عمقها الاستراتيجي – تحت السيطرة الكاملة للحوثيين المدعومين من طهران. ويرى مراقبون في تعيين - كل من الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية ورئيساً لمجلس الشؤون السياسية والأمنية، واختيار الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولياً لولي العهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع ورئيساً لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وتنصيب عادل الجبير وزيرا للخارجية - اختيارات تنم عن تغيير في تعامل السياسة الخارجية السعودية مع محيطها الاقليمي. وقد يرتبط تعيين ولي العهد الجديد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بنهج الملك سلمان سياسة خارجية أكثر حزما في مواجهة ايران، منافس المملكة في المنطقة. فقد تولى الامير محمد بن نايف، بصفته وزيرا للداخلية، الاشراف على الحملة التي تقودها بلاده في اليمن، وعرف برؤية متميزة في محاربته الجماعات المسلحة بتركيزه على بعد الامن الفكري الى جانب الحل الامني، هذا علاوة على العلاقات الوثيقة التي تربطه بواشنطن.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه