2015-10-10 

محمد بن نايف... الرجل الذي قلم أظافر القاعدة

من الرياض، غانم المطيري

"قائد أكبر حملة عالمية لمكافحة الإرهاب"، "رجل الداخلية القوي"، "أول حفيد يقترب من حكم السعودية"، ثلاثة أوصاف اقترنت بووزير الداخلية السعودى، الأمير محمد بن نايف، بعد ترقيته إلى منصب ولي العهد فى المملكة، خلفا للأمير مقرن بن عبدالعزيز. ويرتبط اسم محمد بن نايف الذى ينتمى إلى الجيل الثانى من الأسرة الحاكمة فى المملكة العربية السعودية بقيادة جهود بلاده ضد تنظيم القاعدة، لفترة طويلة ومساهمته فى الحرب على الإرهاب. و نجحت جهود بن نايف لدرجة كبيرة بتقويض نشاط القاعدة فى المملكة التي شهدت موجة من الهجمات الدامية التى نفذتها القاعدة واستهدفت مقار رسمية ومنشآت عسكرية ونفطية وأهدافا غربية، ما دفع بالتنظيم إلى التحصن فى اليمن المجاور. ولم تنحصر جهوده الملاحقات الأمنية، وإنما من خلال محاولة إعادة تأهيل المنتمين إلى الجماعات الدينية التى لم تتورط بشكل مباشر فى العنف. ويعد محمد بن نايف أول من أسس لجنة للمناصحة في المملكة العربية السعودية والخليج العربي، أطلق الأمير محمد برنامج المناصحة المعد لإعادة تأهيل العائدين من معتقل غوانتانامو الأمريكي في كوبا وللذين يتخلون عن الفكر المتطرف، وذلك بهدف إعادة دمجهم في المجتمع، عن طريق إخضاعهم لدورات تعليمية تتضمن برامج نفسية ودينية وقانونية واجتماعية لتخليصهم من الفكر المتطرف، وبعدها تقوم الجهات المعنية بالإفراج عنهم إذا كانوا لم يتورطوا في قضايا إرهابية بشكل مباشر. وعرف عنه علاقاته الوثيقة بالولايات المتحدة الأمريكية، من خلال اجتماعاته المتكررة مع المسئولين الأمريكيين للتنسيق فى مواجهة تنظيم القاعدة فى اليمن. وبعد أن استطاع النجاح فى الإطاحة بـ44 قيادياً فى تنظيم القاعدة عام 2009، نجا من محاولة اغتيال نفذها انتحارى ينتمى للقاعدة وادعى أنه يريد مقابلته ليعلن له توبته، إلا أنه بات أول عضو من الأسرة الحاكمة يستهدفه انتحارى من القاعدة بصورة مباشرة. ومحمد بن نايف هو أحد أبناء ولي العهد السابق الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود من زوجته الأميرة الجوهرة بنت عبد العزيز بن مساعد آل سعود. . وُلد ولى العهد السعودى، عام 1959 فى مدينة جدة، وتلقى تعليمه فى العاصمة السعودية، وحصل على بكالوريوس في العلوم السياسية من إحدى الجامعات الأمريكية عام 1981 كما أنهى عدة دورات عسكرية متقدمة داخل وخارج المملكة تتعلق بمكافحة الإرهاب. وشغل الأمير محمد منصبه الرسمي الأول عام 1999 عندما عين مساعدا لوزير الداخلية مما مكنه من قيادة حرب السعودية على المتطرفين الإسلاميين في الداخل خلال الفترة بين عامي 2003 و 2006. وتدرج فى المناصب الأمنية إلى أن أصدر الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز أمراً ملكياً بتعيينه وزيراً للداخلية عام 2012. وقال مصدر مطلع على شؤون الحكم في السعودية إن الامير محمد تخصص في شؤون مكافحة الارهاب بتعاون وثيق مع المخابرات الأميركية كما درس في معهد محلي للمخابرات في مدينة الطائف. وأضاف أنه كون شبكة قوية لمكافحة القاعدة في الداخل وعلى الصعيد الإقليمي أيضاً من خلال إقامة مكاتب في سفارات المملكة. وبحسب دويتشه فليه أضاف الخبير أن الدول الغربية تحسب له نجاحه في مكافحة القاعدة، فلطالما كانت أجهزة الأمير محمد بن نايف أول من يحبط مخططات التنظيم وكان محمد بن نايف يشغل منصب نائب وزير الداخلية لعدة سنوات وعين في يناير الماضي وليا لولي العهد ، وينظر إليه على أنه رأس حربة النظام السعودي في مواجهة تنظيم القاعدة والموالين له. لكن وبعد تقويض تنظيم القاعدة لدرجة كبيرة، باتت المملكة تواجه اليوم تحديا آخر هو تنظيم الدولة الإسلامية المعروف ب"داعش"، والذي يسيطر على أراض واسعة من العراق وسوريا. واختير محمد نايف (56 سنة) ليقود مستقبل المملكة بتعين الملك سلمان له وليا للعهد، ليضع الجيل الثاني من آل سعود على عتبة قيادة المملكة، في منطقة يهيمن عليها الإرهاب والصراع الإقليمي.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه