2015-10-10 

مؤلفون وناشرون يثمنون دور معرض أبوظبي الدولي للكتاب في تكريس الثقافة

الرياض بوست

يحتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بيوبيله الفضي في الفترة من 7 إلى 13 مايو الجاري، وينظم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. ويتطلع المثقفون والناشرون إلى المعرض الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بالكثير من الأهمية. يقول الروائي علي أبوالريش إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعد تجمعاً ثقافياً ومحفلاً كبيراً يزخرف العاصمة أبوظبي والإمارات بشكل عام بما يحتويه من كتب متنوعة في الآداب والمعارف والعلوم. وأضاف أبو الريش: ويتميز المعرض بأنه يستقطب كافة الكتاب من الوطن العربي وخارجه، ويعتبره المبدعون في الإمارات عرساً لابداعاتهم، فهم ينتظرونه كل عام ليجددوا لقاءهم بالكتاب لافتا الي أنّ الإمارات اصبحت تواكب الدول الأخرى في التأليف والنشر، فأصبحت البلاد موئلا للمثقفين نفخر به". وبدوره وصف القاص والروائي ناصر الظاهري المعرض بالعرس الثقافي الذي تنتظره العاصمة سنويا، ويصبغها بالحبر، ورائحة الورق، وما يحمله الناشرون والورّاقون من معارف. وقال في ربع قرن من الحضور والتألق علّم معرض أبوظبي الدولي للكتاب أناساً كثيرين، وكبر مع أناس كثيرين، وطد علاقات، وحَمّل ذكريات مع الكثير.. الكثير، منهم من عاد إلى جهاته الأربع، ومن ما زال يتعكز على تلك المحبة، ويلقاه من عام لعام، وآخرون طويت صحفهم، وغابوا إلا من الرأس والذاكرة، وكلما ضمنا المعرض من جديد جاءت سيرهم، وحنّت علينا ذكراهم، وتراءت لنا صورهم. وتابع المعرض بالنسبة لنا ومنذ أيامه الأولى ملتقى للمعرفة، ومسرّة بأهلها، وفرح كأنه عائلي نتمنى أن لا ينتهي. وأشارالظاهري إلى أنّ المعرض أصبح علامة فارقة لأبوظبي، يتسابق الناشرون عليه، وتزداد أعدادهم من عام لعام، وتتنوع مصادرهم، ودولهم، وغدت الفعاليات الثقافية والفنية والمتخصصة المصاحبة جزء أساس ومهم لأيامه، وصارت الدول التي يستضيفها كضيف شرف دعوة للإلتفات إلى ثقافات وحضارات الشعوب الأخرى، وخلق نوع من جسور التواصل بيننا". وعن ذكرياته الخاصة في المعرض يقول الظاهري:"إنها ذكريات عامة، فما زلت أذكر أصدقاء هذا المعرض من مقيمين، ومواطنين، وضيوف، أتذكر هامات من الشعر جاءت هنا، وألقت قصائدها، وأتذكر كتّاباً ونقّاداً وفنانين كانوا بيننا، وفعلوا شيئاً من الضجيج الجميل، ولم يغادروا. واستطرد ما زال المعرض يذكّرني بالمجمع الثقافي، حيث شيء من الحنين، والفرح، وتلك المحبة التي كانت، ما زلت أذكر أول مرة أقيم في الخيام، وثاني مرة افتتح، وثالث مرة اشارك فيه، ورابع مرة أوقع فيه كتاباً، وآخر مرة حيث أتمنى أن أشارك بمعرض فوتوغرافي شخصي بعنوان"خلف ظلالهم البيضاء" أرصد فيه حركة الزمن على وجوه البشر، ومن كل بقاع الدنيا. وشدد حسن ياغي مدير دار التنوير للنشر والتوزيع في لبنان على حرص الدار على المشاركة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب كل عام،مشيرا الي أنه يتميّز بمستوى عالِ من التنظيم، لجهة توزيع دور النشر والمساحات الواسعة في الممرات مما يسمح بحركة سهلة للجمهور، فضلا عن المتابعة اليومية من إدارة المعرض لأي شكوى من العارضين أو الجمهور. وكشف أنّ المعرض ينفرد ببرنامج "أضواء على حقوق النشر" الذي يتيح للناشرين فرصة توقيع عقود شراء حقوق الترجمة، ودعم هذه العملية. وبيّن أنّ المعرض يحظى بحضور مميّز للناشرين والوكلاء من كل أنحاء العالم، ما يفتح خطوط تواصل بين الناشرين العرب والأجانب، بالاضافة إلى الندوات المتواصلة على مدار اليوم والتي يُدعى إليها أبرز الكتّاب والمهنيين، وتشكل عنصراً جاذبًا للجمهور وفرصة للّقاء بين الناشرين والكتّاب". وأضاف ياغي أن معرض أبو ظبي الدولي للكتاب تظاهرة ثقافية، قد تكون هي الأكبر في العالم العربي. لأن هذه التظاهرة تضمّ إلى المعرض، جائزة الشيخ زايد للكتاب، والجائزة العالمية للرواية العربية، وعدد من النشاطات التي تقوم بها جمعيات، وهيئات ثقافية، ومؤسسات، مستفيدة من وجود هذه التظاهرة. ويرى محمد رشاد رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية ومكتبة الدار العربية للكتاب في مصر، أن معرض أبو ظبي الدولي للكتاب من أهم المعارض في المنطقة العربية فضلا عن شهرته، مضيفا يعد من أكبر المعارض احترافية في الشكل والمضمون، فهناك تدقيقاً جيداً في اختيار العارضين سواء كانوا عربًا أو أجانب، فلم يشارك في المعرض إلا الذي استوفى شروط ومواصفات الناشر الحقيقي، والذي يحترف صناعة النشر مع احترامه حقوق الملكية الفكرية. وأكد أنّ المعرض يحقق المعادلة الصعبة للقارئ العربي الذي تعوّد أن تكون معارض الكتب في عالمنا العربي سوقًا للكتاب وليس معرضًا لصنّاع الكتاب من ناشرين وموزعين وطابعين ومؤلفين ومترجمين، فأصبح المعرض يضم سوقًا للكتاب ومعرضًا للمحترفين. ويتذكر رشاد بدايات معرض أبوظبي الدولي للكتاب في أوائل الثمانينيات في القرن الماضي، ويقول: في الدورة الأولى كان عدد الناشرين محدودًا مقارنة بعددهم اليوم؛ نظرًا لقلة دور النشر العربية آنذاك، بالإضافة إلى توجس الناشرين من عدم نجاح المعرض لضعف الكثافة السكانية ووجود جاليات كثيرة غير ناطقة بالعربية، أمر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس البلاد بشراء كل الكتب الموجودة في المعرض، مما شكل دعما للناشرين العرب الذين حروصوا على المشاركة في الدورات اللاحقة. وتابع "أتذكر شكل ومكان المعرض عندما كان يقام في ساحة المجمع الثقافي داخل خيمة، كانت مقسمة إلى أجنحة صغيرة، لعدد ليس بالكثير من الناشرين، مع ضعف الخدمات المقدمة، واقتصاره في البداية على نشاط بيع الكتب على فترتين صباحية ومسائية، ولم تكن الأنشطة الثقافية بالحجم الكبير الموجود حاليًّا، ومع توالي الدورات زادت الأنشطة الثقافية، والتي كانت تقام داخل مبنى المجمع الثقافي". وختم رشاد بقوله: إن استمرار معرض أبو ظبي الدولي للكتاب طوال هذه السنين، ساهم في إنشاء العديد من دور النشر والمكتبات الخاصة الإماراتية، وأوجد حراكًا ثقافيًا كبيرًا بين أبناء الدولة، وظهر العديد من الكتَّاب والمؤلفين والمبدعين الجدد، ورسخ حرص الدولة على النهوض والارتقاء بالمستوى الثقافي للأفراد من خلال احياء الوعي بأهمية عادة القراءة لتكوين النشء منذ الصغر.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه