2015-10-10 

زيارة هولاند تحالفات جديدة أم تسويق للسلاح

من القاهرة، حسين وهبه

أثارت مشاركة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في القمة الخليجية، في سابقة هي الأولى من نوعها، بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي التي لم تستضيف أي من قممها رئيسا غربيا حتى الآن ، الكثير من التساؤلات . فيرى كثيرون أن هولاند يسوق لفرنسا كحليف أول ووفي وصديق لدول الخليج بديل عن أمريكا خاصة قبل القمة المرتقبة في كامب ديفيد بعد أيام والتي تعتقد دول الخليج أن أوباما لن يقدم فيها جديد غير طمأنة غير مجدية ، بينما يرى آخرون أنه رسالة قوية من دول الخليج موجهة إلى البيت الأبيض، الذي يسعى لاتفاق حول الملف النووي الإيراني، بينما تظل باريس على موقف حازم تجاه إيران في هذه المفاوضات، فالموقف الفرنسي الذي حاول في بداية التفاوض فرض شروط تعجيزية أتت كما ترغب دول الخليج ليعطي الانطباع بان باريس هي المتفهمة الوحيدة للخطر الحقيقي الذي يمكن أن يترتب عّن عملية رفع العقوبات على إيران و تطبيع وضعها داخل المعادلة الإقليمية. ويرى مراقبون أن هولاند يسّوق لاقتصاد بلده الذي يعاني ، فطائرات بلاده التي ظلت في روكود منذ سنوات قد آن أوانها لتباع ووفقًا لفرانس 24 فإن هولاند لن يغادر الرياض قبل الاتفاق على عدد من العقود الكبيرة. فاتفاق الرياض وباريس، على مصادر الخطر الرئيسي في الشرق الأوسط، وخيار فرنسا يضع هولاند في معسكر السنة الذي يضم الدول العربية بالإضافة لتركيا وباكستان ، ضد الشيعة في العالم ومن يؤيدهم. فهولاند وفقّا لمونت كارلو الذي أختار الموقف السعودي في رفضه الرسمي لبقاء نظام بشار الأسد في سوريا، كان الأكثر أهمية للسعودية فظهرت إرادة مشتركة بين باريس و دول الخليج حول نقطتين أساسيتين بدءا من إمكانية اللجوء إلى الحل العسكري لإطاحة بالنظام السوري مرورا بالتوافق على ضرورة ألا يكون الرئيس السوري بشار الأسد جزءا من الحل السياسي الانتقالي للازمة السورية. ويأمل هولاند من هذا التناغم الفرنسي الخليجي أن يتحول إلى تعاون وتنسيق تجاري، وإلى صفقات سلاح، يبدو أن أولها، الصفقة التي وقعت عليها قطر بقيمة 6.3 مليار يورو لشراء 24 طائرة رافال فرنسية. وظهور مؤشرات على احتمال صفقة سعودية ضخمة ما أعطى الانطباع أن الاختراق الدبلوماسي الذي يحققه فرانسوا هولاند في الخليج أصبح يترجم اقتصاديا و يرسخ الشراكة الإستراتيجية والأمنية بين باريس و مختلف عواصم الخليج. هذه النقطة التي كانت موضع تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، في يوم افتتاح القمة الخليجية، حيث ندد بالبلدان الغربية التي "تفخر" بعقود التسليح في الشرق الأوسط، بينما يواجه الشرق الأوسط "القتل والتفجيرات والإرهاب"، وتساءل روحاني "هل يريدون تحقيق الازدهار الصناعي في العالم بهذه الطريقة؟ وهل يريدون توفير فرص العمل في الدول الغربية بهذا الأسلوب؟ وتوفير العمل للعمال في مصانع صنع الأسلحة على حساب قتل الناس في بغداد ودمشق وصنعاء؟"حسب ماذكرت مونت كارلو وجاء الإعلان المشترك الذي صدر بعد لقاء العاهل السعودي الملك سلمان بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ليشكل بمثابة خارطة الطريق للعلاقات الفرنسية السعودية لتضع لبنات التعاون الاستراتيجي بين الرياض وباريس في الحقبة المقبلة. شهر عسل فرنسي خليجي كما تقول وسائل الأعلام الفرنسية .صحيفة لوموند ذهبت إلى نعت فرانسوا هولاند بفرانسوا السعودي في إشارة إلى حجم الاختراق الذي حققته دبلوماسيته في مجال العلاقات بين باريس والرياض .قد تنتج عنه متغيرات دبلوماسية جديدة وخريطة تحالفات جديدة .يؤثر حتما على الأداء الدبلوماسي الخليجي الفرنسي تجاه الملفات الساخنة، فهل تنظر المملكة إلى أفق بعيد مع الفرنسيين، أم أن دورهم يقتصر على أداة للتعبير عن الغضب السعودي من ساكن البيت الأبيض؟

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه