2015-10-10 

العلاقات الأميركية الروسية صراع نفوذ‎

من القاهرة، حسين وهبه

استقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأمريكي جون كيري في منتجع سوتشي جنوب روسيا، وسط اهتمام استثنائي من أوساط سياسية ودبلوماسية دولية كثيرة. العلاقات بين موسكو وواشنطن من سيء إلى أسوأ بعد الأزمة الأوكرانية، وفرض عقوبات أحادية الجانب ضد موسكو، وأيضا محاولة التدخل في شؤونها الداخلية. تعلقت الأنظار بهذا اللقاء على خلفية عدم استجابة واشنطن لدعوة موسكو بحضور الذكرى السبعين للانتصار على النازية، والاكتفاء بوجود السفير الأمريكي فقط. وهو ما فعله بعض القادة الأوروبيين. ومع ذلك لم يستطع جون كيري أن ينتهك الأعراف الإنسانية والتاريخية حتى النهاية، ووضع إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول في مدينة سوتشي برفقة سيرغي لافروف. وتسعى زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى موسكو حلول لإعادة العلاقات الروسية الأمريكية إلى مسارها الطبيعة وفقًا للمتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف كما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيبحث طيفا واسعا من القضايا الدولية الروسية – الأمريكية. هناك تفاؤل روسي بشأن هذا اللقاء، وفقًا لوكالة روسيا اليوم الناطقة باسم الإداراة الروسية إلى العالم العربي حيث أكدت الوكالة أن موسكو ترى أنها لم تبادر إطلاقا إلى إفساد العلاقات أو تجميدها، وإنما العكس هو الذي حدث. وأضافت أن الرئيس الروسي أكد أكثر من مرة هذه الفكرة، مشددا على أن روسيا كانت دائما منفتحة لإبداء إرادة سياسية لإقامة حوار أوسع. ورغم كل هذا التفاؤل من جانب موسكو، من الصعب أن يحدث اختراق ملموس للجدار الصلب الذي أقامته واشنطن في السنوات الأخيرة ليس فقط في أوكرانيا، بل وفي كل المناطق الساخنة في العالم. لقد جاءت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى موسكو في العاشر من مايو، أي بعد يوم واحد فقط من الاحتفالات بالذكرى السبعين للانتصار على ألمانيا النازية. وأجرت مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حول العلاقات بين البلدين، والأزمة الأوكرانية. وأقرت ميركل في مؤتمر صحفي بجرائم ألمانيا النازية في حق البشرية، والدور الهام لشعوب الاتحاد السوفيتي والجيش الأحمر في إنقاذ العالم عموما، وأوروبا والشعب الألماني على وجه الخصوص، من الاستبداد النازي.وفقًا لروسيا اليوم. من جهة أخرى، لم تتراجع ميركل عن مواقفها السابقة بشأن رؤيتها للأزمة الأوكرانية. وشددت على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي هذا البلد، بل وطالبت بفصل شبة جزيرة القرم عن روسيا. وأقر بوتين بأن لدى روسيا وألمانيا وجهات نظر مختلفة تجاه الوضع في أوكرانيا، لكن الجانبين يتوافقان على الحل السلمي هناك. وهذا هو أيضا الوضع مع الولايات المتحدة التي توافق على التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية، ثم ترسل بقواتها إلى أوكرانيا لتدريب قوات الحرس الوطني، وتلوح بتزويد كييف بالأسلحة. من الواضح أن الولايات المتحدة تواصل نفس اللعبة السياسية القديمة بالتقرب إلى روسيا حينما تتعقد الأمور وتصل إلى طريق مسدود في العديد من المناطق بسبب سياسات الإدارة الأمريكية نفسها. ومن جهة أخرى، تسعى واشنطن من هذه اللقاءات، التي تثير التفاؤل عادة، كي تخفف عن نفسها ضغوط المجتمع الدولي أو إبعاد أنظاره عن مغامراتها في هذه المنطقة أو تلك. وبالتزامن مع زيارة كيري إلى روسيا لإجراء مباحثات مع قياداتها، فحلف الناتو أعلن أمس أن مقاتلاته رصدت طائرة روسية في الأجواء الدولية فوق بحر البلطيق. ومن جانبها أعلنت القوات المسلحة الوطنية في جمهورية لاتفيا أن طائرات "الشرطة الجوية" لحلف الناتو انطلقت لاعتراض طائرة عسكرية روسية من طراز "إي إن -22 " فوق بحر البلطيق. وفي الوقت الذي يطلق فيه الناتو هذه التصريحات، بدأت قبالة سواحل جمهورية ليتوانيا الاثنين 11 مايو المناورات البحرية "القلعة البلطيقية – 2015" بمشاركة عدد من دول المنطقة ودول أخرى أعضاء في حلف الناتو. وعلى الرغم من هذه الاستفزازات على الحدود المباشرة لروسيا، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس أن روسيا ستتفاعل إيجابيا مع إشارات الناتو لاستئناف التعاون المشترك. ولكنه شدد من جهد أخرى على أن عودة الاتصالات بين موسكو والحلف ليست مفتاحا لحل الأزمة الأوكرانية، بل يتوقف حلها على تطبيق اتفاقات مينسك.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه